خاص: اللبنانيون يتحدّون الأزمة… ويستقبلون الشهر الفضيل بما لذ وطاب من الحلويات: إزدحام وديليفري وزباين “باب اول”!

 

إعداد: مصطفى شريف

على عكس السنوات الأخيرة، تعيش محلات بيع الحلويات العربية في لبنان، حركة ناشطة غير معهودة، وإقبالاً كبيراً من الزبائن، لاسيما خلال الساعة الأخيرة من النهار، التي تسبق موعد أذان المغرب، ودخول ساعات الإفطار.

ورغم الضائقة المادية، وارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، ملامساً الـ100 ألف ليرة، إلا أنّ طوابير وزحام الزبائن مشهد يتكرر يومياً، وكأن اللبنانيين تأقلموا مع الوضع الاقتصادي الذي يعيشونه، وينظمون حياتهم على أساسه.

إقبال غير متوقع

موقعنا قام بجولة على عدد من محلات الحلويات في بيروت وخارجها، ناقلاً مشهد الازدحام الذي لم يكن متوقعاً، في ظل غلاء الأسعار وأزمات الرواتب.

أكد أحمد ذ. (من أحد محلات الحلويات الشهيرة في منطقة بربور) أنّه وفريق العمل لم يتوقعوا هذا الإقبال من الزبائن، لاسيما أن الأسعار كلها ارتفعت 5 و6 أضعاف نتيجة، غلاء أسعار المكونات الأساسية.

ولفت إلى أنّهم اضطروا للجوء إلى أسلوب الأرقام، حيث يحصل كل زبون على رقم وينتظر دوره، لكن الانتظار كان يطول كثيراً خلال أول 3 أيام من الشهر الفضيل، موضحاً أنّه ولله الحمد نتيحة للإقبال، تم توظيف عدد من الشباب ذوي الخبرة على وجه السرعة، وهو ما خفّض من منسوب الازدحام، وحرّك عجلة العمل بشكل أكبر لتلبية طلبات الزبائن.

تعديل بالمكوّنات

من جهته، أشار مدير محل حلويات شهير في محلة الطريق الجديدة إلى أنّه وبعد دراسة الوضع، وبما أنّ المنطقة شعبية ولا قدرة للزبائن على دفع التكلفة، كان القرار التبديل بالمكوّنات والتقليل من النوعية.

ولفت إلى أنّه على سبيل المثال لم يعودوا يستخدمون القشدة الطبيعية، بل لجأوا إلى القشدة المطبوخة، التي يبلغ سعرها نصف سعر القشدة الطبيعية، كما أنّ لجأ إلى التبديل في نوعية الرقاقات التي تلف بها الحلويات.

وبيّن أنّ هذه التعديلات حافظت على إقبال الزبائن، كما منعت الأسعار من الارتفاع بشكل مهول، بل ارتفعت بما يتناسبت مع متطلبات المرحلة التي يمر بها البلد وأوضاع عامة الشعب.

زبائن “باب أول”

ومن المناطق الشعبية إلى الأحياء الراقية، حيث كانت الصدمة بفراغ المحلات من الزبائن، لكن عند السؤال عن السبب، كان الجواب هو “الديليفري”، إذ إنّ هذه النوعية من المحلات توفر خدمة التوصيل إلى المنازل لزبائنها.

وأوضحت سناء .ب مديرة أحد المحلات أنّها لم تبدّل لا بالنوعية ولا بالخدمات، لأن زبائنها كبضاعتها “باب أول”، وهم من الطبقة الميسورة، لذلك لم تضطر إلى التغيير في شيء، رغم الارتفاع الكبير في الأسعار، الذي تفرضه النوعية الممتازة.

لسان حال الفقراء في لبنان...أحد المواطنين: "طفلي الصغير يسألني قبل رمضان بأسبوع عن الحلويات ولا أستطيع الإجابة سوى بالوعود..باتت الحلويات حلم الصائمين" - Bintjbeil.org

وبيّنت أن فريق العمل – ولله الحمد – يومياً لا يلحّقون على الطلبات، التي تتواصل على مدار اليوم، ما اضطرها إلى إضافة خطين هاتفيين والإعلان عنهما لفترة شهر رمضان حصرياً، تلبية لطلبات زبائنها.

ابتكارات جديدة فى حلويات رمضان|فيديو - بوابة الأهرام

اللبنانيون يتحدّون الأزمة

ومن أصحاب المحلات إلى الزبائن، تنوّعت الآراء وتعددت أسباب الخيارات والدوافع إلى شراء الحلويات، رغم تذمّر البعض من الزحام.

فأحمد المصري (موظف بنك) أكد أنّه مُضطر لشراء الحلويات من محلات ذات إسم، لأنّه منذ بداية الشهر لم يفطر ولا يوم في منزله، بسبب العزائم التي يتلقاها، ولا يليق أن يعتذر، لذلك لا يمكنه التلبية دون حلويات برسم المناسبة.

بينما سارة أوطه باشي (زوجة طبيب) فأوضحت أنّها يستحيل أن تستقبل ضيوفها على الإفطار، ولا تكون قد جهّزت لهم مائدة من الحلويات، تليق باسم ومنصب زوجها، ولو كانت ستكلفها مبلغاً مرقوماً لأنها حتما من محل شهير.

حلويات رمضان هذا العام... رفاهية لمَن استطاع إليها سبيلاً | النهار

أما مروان اسكندر فأشار إلى أنّه رمضان حلَّ وما زال الشهر في أوّله نوعاً ما، وبما أنّ أبناءه الصغار بدأوا الصيام، ومضت فترة طويلة لم يُدخل الحلويات إلى المنزل، لذلك من الأفضل تشجيعهم بما يُحبونه، ولو سيكلفّه هذا الموضوع.

الحاجة أمينة مبشّر أوضحت أنّها تشتري الحلويات الرمضانية بشكل يومي، أولاً لأن ابنها في المهجر يرسل إليها راتباً شهرياً بالدولار، وثانياً لأنّ الشهر الفضيل لا يمكن أن يمر دون حلويات، ولو اضطرت إلى وهبها لناطور العمارة.

خاص Checklebanon

(الصور من غوغل)

مقالات ذات صلة