خاص: “سيبانة رمضان مودرن” .. وأهل بيروت جمعهم “قلبها النابض”!

إعداد مصطفى شريف
أما وقد هلُّ هلال شهر رمضان المبارك، بما يحمله من روحانية وقدسيّة، فإنّ استقبال أهل بيروت هذا العام كان “غير شكل”، و”سيبانتهم” لم تكن في الأحراج أو البراري بل اجتمعوا في قلب العاصمة الذي تنوعت أنشطته، فكانت الفرحة “المسروقة من الأزمات” سمة الكبار قبل الصغار.

ولكن ما هي “سيبانة رمضان” اللبنانية عموماُ والبيروتية خصوصاً؟.. في الأصل هو تقليد متوارث منذ أجيال لعدة مئات من السنين، وما زال مستمراً حتى يومنا الحالي، لكن الاسم تبدّل من عربيّته الفصحى “استبانة” أو رؤية هلال الشهر المبارك، إعمالاً لكلام القرآن الكريم “صوموا لرؤيته”.

ولكن مع مرور السنوات، ولسهولة اللفظ، تحوّرت “الاستبانة” إلى “سيبانة”، وكانت تتم من خلال انتشار المسلمين على شواطئ بيروت طوال يوم 29 شعبان، فيقضون نهارهم كنوع من النزهة، ومع ساعات الغروب يتحضّرون لاستبانة الهلال، فإذا تبيّن لهم، توجهوا إلى المحكمة الشرعية للإدلاء بشهادتهم.

سيبانة “موردن”
لكن حالياً أصبحت “السيبانة مودرن” أكثر، إذ يخرجون المسلمون في لبنان آخر يوم عطلة من شهر شعبان، في نزهات بين البساتين والمنتزهات، و “مشاوي والشباب”، كنوع من “سيران إخواننا من الشقيقة”.

ويجتمع الأهل والأصحاب والخلان في الأكل واللهو واللعب والغناء، ولم تعد زيارة محصورة كما كانت سابقاً بالنزول إلى شواطئ بيروت بل تنوّعت ودخلت عليها مستجدات، وأحدثها امتداد “السيبانة” على مدار 3 أو 4 أيام من أواخر شهر شعبان.

وتتضمن احتفاليات وأناشيد دينية، إضافة إلى انتشار أسواق المونة والزينة الرمضانية، وأنشطة خاصة بالأطفال، تثقّفهم بمعاني الشهر الفضيل، تقوم على تنظيمها جمعيات متعددة ومنظمات غير حكومية.

“استبانة فانوسي”
وفي هذا الإطار، ورغم الطقس المتقلب، تلاقت العديد من الجمعيات الخيرية والاجتماعية في مجمع “أسواق بيروت” في وسط العاصمة، ونظّموا احتفالية “استبانة فانوسي” على مدار 3 أيام سبقت الشهر الفضيل.

تخلّلت هذه الاحتفالية أسواق مونة ومعروضات نفّذتها سيدات عاملات ضمن إطار مبادرات فردية وجماعية لتمكن ربّات الأسر ممن ليس لهن معيل، لإيجاد دخل ودون الاضطرار إلى ذل السؤال والطلب.

وتنوّعت المعروضات ما بين أدوات منزلية ومأكولات تحضيرية لرمضان، إضافة إلى أشغال يدوية، والرسم على الأواني، أو صناعة السكاكر والحلويات العربية البسيطة.

دبكة وأناشيد
لكن الأبرز كان احتفاليات رقصات الدبكة التي قدّمها نزلاء دور الرعاية من أصحاب الهمم، إضافة إلى الأناشيد الدينية التي قدمتها عدد من الفرق، من بينها “كورال مدرسة علي بن ابي طالب” التابعة لجمعية المقاصد البيروية العريقة.

ورتّل طلاب الصفوف الابتدائية والمتوسطة المدائح النبوية، إضافة إلى الأناشيد المرحّبة بحلول شهر رمضان، وسط حضور جماهيري كبير، وزحام من أهل المدينة، الذين اسشتاقوا لهذا النوع من الاحتفالات.

“بيروت العيد”
وفي قلب العاصمة بيروت أيضاً، تداعت مجموعة كبيرة من المؤسسات التجارية لاستقبال الشهر من خلال تنظيم ما يشبه قرية رمضانية مصغّرة تحت شعار “بيروت العيد”، رُفع فيها مجسّمات ضخمة للهلال والنجوم، إضافة إلى زينة رمضانية متنوعة.

مصدر مقرّب من المنظّمين أكد لنا أن الهدف من القرية هو العمل على إعادة إحياء قلب العاصمة، من خلال جمع العديد من المؤسسات التجارية في موقع واحد ضمن أكشاك بأشكال هندسية متشابهة، وتكون تحت إشراف وإدارة موحّدة، وستستمر إلى نهاية عيد الفطر.

مدفع رمضان
يبقى أن من أجمل ما يُستقبل به شهر رمضان هو تقليد “مدفع رمضان”، حيث يقوم الجيش اللبناني عند إعلان رؤية الهلال بإطلاق20 طلقة خلبية، وطلقة واحدة عند كل غروب.

وهذا التقليد توارثه اللبنانيون من عهد الدولة الفاطمية، ورغم تطوّر الإعلام، إلا أن اللبنانيين ينتظرون سماع دوي المدفع، الذي يعطي شهر رمضان طابعه الخاص، وحتى على شاشات التلفزيون يُعرض فيديو كرتون لمدفع يسبق أذان المغرب.


خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة