خاص: رمضان عادات وتقاليد وكرم وضيافة: جولة لموقعنا على أبرز هذه العادات في الدول العربية!
إعداد: مصطفى شريف- مدير التحرير
مهما تعدّدت الفصول ومرّت السنوات، تبقى لشهر رمضان المبارك سمة خاصة، تميّزه عن أيام العالم كلّها سواء هجرياً أو ميلادياً، لما لهذا الشهر من روحانية وقدسية وإيمانيات تفرض نفسها بقوة على يوميات المسلمين حول العالم.
من هنا وعلى مسافة ساعات من الشهر الفضيل، بدأت الدول العربية التحضّر لاستقبال الضيف الكريم، من خلال عادات وتقاليد وموروثات، بعضها ورثوه عن الأجداد وأجداد الأجداد، وبعضها فرضته المتغيرات وسرعة الحياة اليومية.
وإلى جانب كونه موسماً للتعبد والتقرب إلى الله بالطاعات وفعل الخيرات والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام وعابري السبيل، فإنه يعد كذلك شهر الاحتفالات العظمى بلا منازع.
وفي ما يلي جولة على أبرز هذه العادات في الدول العربية عموماً:
سيبانة رمضان “لبنان”
البداية من لبنان، حيث اعتاد اللبنانيون على استقبال رمضان بما يُسمى ب “سيبانة رمضان” او بالعربية الفصحى “استبانة رمضان”.
وتعتمد أساساً على قيام الأسرة بنزهة على شاطئ العاصمة بيروت، وتناول الطعام في اليوم الأخير من شهر شعبان، تزامناُ مع المشاركة في تزيين الشوارع والشرفات بالأنوار والفوانيس للاحتفال بحلول الشهر الفضيل.
.png)
تكريزة رمضان “سوريا”
أما سوريا، وفي ليلة الثلاثين من شعبان، فتحرص الأسر باختلاف المناطق على تعليق الفوانيس التي تطورات وأصبحت إلكترونية ولم تعد عالزيت كما في الماضي، إضافة إلى تحضير مونة وحلويات الشهر.
ويبقى الأبرز “تكريزة رمضان” وهي من التقاليد الدمشقية الراسخة التي يودع بها الدمشقيون شهر شعبان، عبر نزهات إلى الطبيعة يوم 15 منه، وبينما تنشغل النسوة في إعداد الطعام، ينهمك الرجال والشباب في الألعاب.
خيام وموائد “الأردن”
وتحرص الأسر المسلمة في الأردن على نصب الخيام من أجل الإفطارات وجلسات ما بعد الإفطار، إضافة إلى استقبال الزوار.
كما تُنصب الموائد سواء كانت للمسلمين وغير المسلمين، بل تعمر في الطرقات، ويتناول الطعام منها كل عابر سبيل.
للمرأة حصّتها الإيمانية “السودان”
وللسودان طابع خاص، حيث لا يزال حتى اليوم، يتم تدريب النساء على تجويد القرآن كل صباح منذ منتصف شعبان وحتى ختام رمضان.
كما لا بد من تجديد الأواني المطبخية، لتتناسب مع الإفطارات الجماعية التي تُجرى عادة في ساحات واسعة، حيث تجتمع كل الأسر في ساحة واحدة للإفطار.
عشاريات الشهر الفضيل “المغرب ومصر والسعودية”
بمجرّد التأكّد من ظهور هلال شهر رمضان، يقوم أهل المغرب بإطلاق النفير سبع مرّات للسحور، لتنطلق ألسنة الناس بالتهنئة بجملة “عواشر مبروكة”، أي أيام مباركة مع دخول شهر الصوم، والعواشر هي: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.
وفي نفس الإطار، تبدّلت في مصر إلى “عشر للمرق وعشر للحلق وعشر للخلق”، ومثلها في سوريا “عشرة للمرق، وعشرة للخُرَق، وعشرة لصر الورق”، وكذلك في المملكة العربية السعودية “عشرة للجزّارين، وعشرة للقمّاشين، وعشرة للخيّاطين”.
معاني العشاريات
وتعني هذه الأعشار الثلاثة بمجموعها، أن الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان ينشغل فيها الجميع بالطعام وإقامة الولائم ودعوات الإفطار الجماعي.
أما الأيام العشرة الثانية فينتقل الاهتمام فينصب فيها التركيز على الخروج إلى الأسواق وشراء وتجهيز ملابس العيد الجديدة.
فيما العشرة الأخيرة تتنوّع بين التحضير لحلويات العيد سواء صناعتها في المنازل أو للذهاب إلى الخياطين الذين يحيكون ملابس العيد.
حق الليلة.. “الإمارات”
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة الإمارات، يتهيأ الأطفال منذ منذ منتصف شهر شعبان، لاستقبال رمضان، في ما يُعرف باسم “حق الليلة”، حيث يسيرون جماعات في الساحات “الفريج”، ويطوفون على البيوت وهم يغنون: أعطونا الله يعطيكم.. أعطونا مال الله”.
وما إن تعلن رؤية هلال شهر رمضان حتى تتعاظم الفرحة بقدومه فتطلق المدافع ابتهاجاً ويهرع الأطفال إلى فوانيسهم، يدورون بها في الأحياء وهم يغنون لشهر رمضان.
أهل الكرم “اليمن”
وإلى اليمن، كان اليمنيون يدأبون في أيام العز على استقبال شهر رمضان بتجديد طلاء منازلهم، لتظهر بأبهى حُلّة كرمى لقدومِ شهر الخير.
كما تُنظم الإفطارات الجماعية في شوارع اليمن عند نداء الله أكبر لأذان المغرب يومياً، فيما تزدان الشوارع بأجمل الزينة، ويُطلق الرجال الأعيرة النارية في الهواء كنوع من البهجة.
القريش والنافلة.. الكويت وقطر
اعتاد أهل البحرين قبل حلول شهر رمضان، أن يتناولوا دواء العشرج أو السنامكي، الذي يتولى تنظيف المعدة وتهيئتها لاستقبال الأطعمة الرمضانية.
بينما يسمّي أهل الكويت آخر أيام شعبان “يوم القريش”، حيث يخرجون إلى الميادين والمتنزهات والشواطئ، فضلاً عن حرصهم على تبادل الزيارات العائلية، وهو يوم كان يلاقي ابتهاجاً مفرطاً من الأطفال الذين يلهون فيه ويمرحون.
وفي قطر يستعد الأطفال لاستقبال شهر رمضان منذ النصف الثاني من شهر شعبان بإقامة احتفالية خاصة تسمى “النافلة”.
الكرديانة “تونس”
ويبدأ التونسيون بالاستعداد لـ”سيدي رمضان”، مثلما اعتادوا على تسميته، تمييزاً له وإجلالاً من بين شهور السنة، فتزيد حركة الشوارع والأسواق والمحلات، ويشرع الكثيرون في شراء المستلزمات الغذائية من التوابل والتمر التونسي والشعير وغيرها من لوازم المطبخ في رمضان.
وفي آخر أيام شهر شعبان، ينظم الأهالي في المدن التونسية حفلات تعرف بـ”الشعبانة”، يجتمع فيها الرجال والنساء كل في مجلس يخصه، وإذا كان الجو معتدلاً وصافياً فإن تجمعهم يكون في البساتين لتناول الأطعمة المحلية وتبادل الأحايث والذكريات والسمر.
