ليليان ناعسي لموقعنا ضمن فقرة “من اهل البيت”: “انحدري بالإسفاف والتعرّي لتلفتي النظر… ولكن أبداً لن تصبحي إعلامية حقيقية”!

نحن لا ندّعي التكريم أو التبجيل في فقرتنا “من اهل البيت”.. بل نوجّه تحية وكلمة شكر لأهل مهنة المتاعب.. فننحني إجلالاً أمام قدير نتعلّم منه.. ونصفّق لزميل برع وأجاد ونجح.. ونحاول أن نسلّط الضوء على مغمور علنّا نكون باب عبور.. من صناع الخبر والرأي إلى الجمهور والقرّاء..

ننقل إليكم خبرات أجيال متنوّعة ونستقرئ آراءهم في واقعنا الإعلامي.. السياسي.. الفني.. او الإجتماعي.. عارضين واقع مهنة المتاعب التي أصبحت معها صناعة الخبر لا تحتاج لأكثر من هاتف.. بينما الخبر اليقين يناضل من أجله الصحافي الحقيقي.. واللقاء اليوم مع الزميلة والصديقة “ليليان إيليا ناعسي”…

ليليان إيليا ناعسي:
• للأسف اعلاميات ينجحن بسبب “التخبيص” والأخطاء والإسفاف
• القرب من الناس والثقافة والمعرفة والرقي أساس نجاح الإعلامي (ة)
• “محطة ما” طـلبت منّي تأمين تمويـل Sponsor لتقديم برنامج… فرفضت
• بعض نجوم السوشيال ميديا ينجحون بالانحطاط لكنهم فقاعات تزول بسرعة

*************

عند الحديث عن الإحساس والدفء والرُقي والإنسانية الكاملة المتكاملة، تشعر بكل فخر أنّك تصف خصالها دون أنْ تشعر..

مهنية إلى أقصى الحدود.. حاضرة للإعداد والتقديم وتأدية دورها كما يجب.. تتعبك بحرصها .. وهي لا تتعب..

حضورها آسر وجاذب وأداؤها قادر على أنْ يحمل على كتفيه حفلات ومهرجانات كبرى..

هي تعرف قيمتها ومقامها.. حاضرة رغم الإبتعاد او “الإستبعاد”..

إنسانة حقيقية على مسافة واحدة من الجميع.. بعيدة عن الإسفاف والتفاهات..

امرأة تفيض أنوثة وجمالاً ودلالاً.. مع احترام نفس وتقدير وكِبر..

إنّها بكل فخر الإعلامية اللبنانية الزميلة “الذكية – الجميلة” الراقية ليليان إيليا ناعسي..

حاورتها رئيسة التحرير إيمان أبو نكد:

وفي ما يلي نص الحوار:

*ما هي الـtips (المعايير) التي تعتبرها ليليان ضرورية “للإعلامية” الناجحة اليوم؟

…من صميم الوجع والاعتراف بالواقع المأسوف عليه، رأت الإعلامية المميزة ليليان ناعسة أن “الأيام تغيّرت وتبدّلت، وأصبحت الـtips في أيامنا الحالية، “اعملي أخطاء كتيري بتنشهري وبتصيري ترند”، وحتى لو كانت المذيعة تطل عبر شاشة “مغمورة” ولم يشاهدها أحد، يكفي أن يتهكّم عليها الزميل هشام حدّاد في برنامجه، وتتحوّل إلى نجمة، فانحدري بالإسفاف والانحطاط والتعرّي للفت النظر، ولكن أبداً لن تصبحي إعلامية حقيقية”.

أما أوّل نصيحة أوجهها إلى الإعلامية الحقيقية فهي محاولة الاطلاع على كل شيء، لأننا لا نستطيع الإحاطة بكل الأخبار والمعلومات، ولكن من المهم امتلاك الحد الأدنى من الثقافة، الإلقاء والصوت المُحبّب للأذن، والتواضع يعتبر البند الأهم في مسيرة الإعلامية الناجحة، لأن قربها من الناس وبقاء قدميها على الأرض يثبت وجودها وقيمتها، فالإعلاميات، دون محطة تحتضنهن، لا وجود لهن، وتتابع ليليان “إذا توقف الإنترنت ومَنْ يظنون أنفسهم نجوماً في مواقع التواصل، ينتهي فورا تواصلهم ونجاحهم.. هذا هو واقعنا للأسف”..

*من البداية إلى اليوم.. ما هي “محطات”  ليليان إيليا ناعسي؟!
– المحطة الأولى في عالم الإعلام كانت في “إذاعة جبل لبنان”، التي أكنُّ لها كل محبة وتقدير، ولها في قلبي مكانة خاصة، ثم انتقلتُ إلى الشاشة حيث قدّمتُ عبر الـmtv 3 برامج “بدون موعد، أحلى الأيام ومن كل وادي عصا”، وكانت ثلاثة برامج مهمة جداً، انطلاقاً من الشخصيات المرموقة والمهمة الذين التقيتُ بهم، كوردة الجزائرية، زياد الرحباني، رياض شرارة وجورج ابراهيم الخوري، وسواهم الكثير من العمالقة “قليلي الظهور الإعلامي”.

بعد ذلك مررتُ بمحطّات إذاعية كثيرة، أبرزها عبر أثير إذاعة “ميلودي”، التي نلتُ من خلالها جائزة أفضل إذاعية للعام 2010، كما كانت لي محطة مهمّة في إذاعة “البلد”، أما أولى إطلالاتي عبر القنوات الفضائية فكانت عبر “أوربيت”، حيث قدّمتُ برنامج “جار القمر”، الذي استضفت فيه شخصيات فنية من لبنان والعالم العربي، وصولاً إلى “عيون بيروت” الذي استمر لسنوات عديدة.

*ما الفرق بين زمن الإعلام الراقي وزمن السوشيال ميديا؟
– للأسف أصبح اللجوء إلى وسائل التواصل كـ”حارة كل مين إيدو إلو”، لأنّ الساحة مفتوحة وأي شخص لا علاقة له لا بالإعلام ولا النقد الفني، يُمكنه الوصول إلى وسائل التواصل ويُدلي برأيه سواء كان جارحاً أو سليماً، ناهيك عن البرامج التي تُعرض عبر “السوشيال ميديا” دون ضوابط وأصول، والتزام بقواعد المهنة واحترامها. بالطبع كي لا أُعمّم هناك البعض الجيد، لكن البعض الآخر – وهو كثير جداً – ليسوا أكثر من “فُقّاعات” دورها إحداث خبطات والترويج لعناوين جاذبة ومضامين فارغة.

*بعد النجاح التلفزيوني.. هل تتوقعين نجاحك عبر مواقع التواصل.. أم إن هذا العالم لا يشبهكِ؟
من ينجح على شاشة التلفزيون من الطبيعي أن ينجح على مواقع التواصل، لكن لا بُدَّ وأن يعتمد خطة بنودها قوية، كفتح الملفات الحسّاسة والجريئة، والتي تشكل تابوهات عند البعض، ما يؤدي طبعاً إلى لفت الانتباه والجذب، لكنني حتى تاريخه لم أفكر بهذه الخطوة أو التحضير لها، رغم امتلاكي للكثير من الأفكار المتميزة، إلا أنّني أرفض التجريح والإساءة، لذلك ما زالت خطوة مواقع التواصل حالياً بعيدة.

*كي تقيّمين عالم وسائل التواصل والأموال الكثيرة التي تُغدق؟
– مَنْ يُقدّم مادة جميلة وراقية فألف مبروك له، ويستحق كل النجاح على تيك توك وسواه، وكل المال الذي يُغدق عليه، لكن للأسف الأبرز هو التسويق للفضائح من أشخاص مجهولين (يُعرفون بمشاهير السوشيال ميديا)، فيُصبحون معروفين، ويُحقّقون مُشاهدات ومتابعات…

برأيي يجب مقاطعة الجمهور لهم، وعدم متابعتهم، لكن ما يجري هوالعكس..والأكثر استفزازاً هو استضافتهم تلفزيونياً وتسليط الضوء عليهم، ما يدفعهم إلى الرفع من منسوب فضائحهم في سبيل الكسب الأسرع.

ولعل الأجدر على الشاشات بدل استضافة المجهولين (المعروفين بفضائحهم وإنجازاتهم اللاأخلاقية)، تسليط الضوء على أشخاص أصحاب إنجازات ثقافية، فنية، طبية، علمية على كل المستويات المحترمة…

*رغم ابتعادك عن الشاشة حالياً.. أمازلتِ تحنّين إليها وما نوع البرامج التي تفكرين بطرحها؟
– تستهويني الشاشة دوماً، فهي جزء منّي، وما ابتعادي إلا بسبب ما يُطرح حالياً على الشاشات، لأنّ ما يجذبني هو البرامج الفنية، الثقافية، الاجتماعية، وحتى الطبيّة، يعني البرامج القريبة من شخصيتي وطبيعتي، وعلى سبيل المثال “عيون بيروت” كان برنامجاً على شكل مجلّة متنوّعة، لذلك هذا العالم هو ملعبي، وأستطيع التكيّف معه، وتقديم الأفضل.

وسأكشف لكِ معلومة أقولها للمرّة الأولى، طرحتُ في فترة ما، فكرة تقديم برنامج ألعاب مختلف وجديد من نوعه، إلا أنّ المحطة التي تفاوضتُ معها طلبت منّي شخصياً تأمين التمويل والجهات الداعمة التي تقدّم الجوائز، فانسحبتُ لأنّها ليست مهمتي على الإطلاق.

* الإعلاميتان ريتا حرب وراغدة شلهوب (عيون بيروت سابقا) تواصلان تقديم البرامج المتلفزة.. فهل نجحتا وما يقدمانه قادر على جذب الجمهور؟
– بخصوص تجربة زميلتي في برنامج “عيون بيروت”، طبعا هما ما زالتا حاضرتين على الشاشات في الوقت الحالي، ومن كل قلبي أؤكد أنهما نجحتا، وما زالتا في طور النجاح، لأنهما لم تتوقفا عن التقديم، وهو ما دفع بالمنتجين إلى اختيارهما للبرامج بسبب الحضور الدائم، بينما ابتعادي نوعاً ما أثّر على حضوري في بال المنتجين، مع العلم بأنّ الكل يقدّر قيمتي ومقامي كإعلامية ومقدّمة برامج، ولو عُرضتْ عليَّ برامج كالتي يقدّمانها على الشاشة، كُنتُ حتماً سأنجح، لذلك من كل قلبي سعيدة لهما.

* سؤال اخير… هل نحن حاليا “في “زمن إعلامي رديء”؟
– أنا أحاول أن أنظر إلى الجانب المليء من الكوب، رغم ظهور وجوه وأسماء “غريبة عجيبة” على الشاشات، يتبيّن من إطلالاتهم بكل وضوح أنّ هناك جهات داعمة لهم، سواء من الإناث أو الذكور، ورغم ذلك يبقى هناك البعض من الإعلاميين الذين يُشعِرون المستمع أو المشاهد بقيمة ما يُقدّمونه، ويواصلون رحلة الرقي وتقديم مضمون جيد، في مواجهة الإسفاف، لذلك أنا من المتفائلين بالقادم لسبب أن هناك أهل مهنة ما زالوا يحافظون على قيمتها، كما أن الجمهور الباحث عن مضمون محترم ليتابعه ما زال متواجداً، وشخصياً أتابع الجيد من باب المعلومة والسيئ من باب الحشرية، ولكن لا أستطيع الصبر، فأعود للجيد الممتع.

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة