خاص شدة قلم: “سين سين” جديدة بين بعبدا والسراي!
يوم تلو آخر تتراكم الأزمات في لبنان.. يتقدّمها محور “الخماسية” والملف الرئاسي من جهة، ومحور الجنوب وتداعيات الضربة الأخيرة التي قد يقترفها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.. فيُدخل المنطقة والعالم في مجهول حرب طويلة الأمد من جهة أخرى..
ولكن في ظل هذا المشهد الموتور.. والأوضاع غير واضحة المعالم.. أوساط مقرّبة من الحراك الديبلوماسي العربي والغربي.. أكدت لـChecklebanon أن العنوان العريض للمرحلة المقبلة هو تسوية واسعة المدى تشمل المنطقة ككل، تنطلق من لبنان وتتشعّب إلى العراق وسوريا واليمن وطبعاً فلسطين..
وأول تباشير هذه التسوية هو التلميح عن قرب وصول القائم بأعمال السفارة السعودية إلى دمشق لاستلام مهامه.. بالتزامن مع التحرّك النشط لسفراء اللجنة الخماسية وما سمعوه من الرئيس نبيه بري من توافق إقليمي.. ستتضح صورته خلال أيام بزيارة السفير السعودي وليد بخاري إلى الأوزاعي حيث “السفارة الإيرانية”..
ولا يغيب عن المشهد “طيّارة” نائبين “الحزب التقدمي الاشتراكي” وائل أبو فاعور و”القوات اللبنانية” ملحم الرياشي.. التي يممت وجهها ناحية الرياض.. لاستطلاع الرأي وعلى أي مسلك ستسير الأمور في حال تمت التسوية وتقرّر الخيار الأنسب..
لتتبلور نتيجة لهذا التقارب تسوية “سين – سين” جديدة تحمل إسمي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى كرسيي بعبدا والسراي.. الأول نتيجة التقارب السعودي الإيراني وانفتاحه على أحد أجنحة الثنائي الشيعي وسوريا في آنٍ معاً..
والثاني بعدما أثبتت الأيام أنّ لا بديل على الساحة السنية اللبنانية عنه.. سواء عليه مليون علامة انتقاد.. يبقى الصوت السني الأقوى والأكبر.. وعودته إلى استئناف نشاطه السياسي تعني عودة المياه السعودية – الحريرية إلى مجاريها.. علّها تكون بداية أمل للبلد ككل..
ليبقى أن المشهد الغزاوي في عز هذه التسويات طبعاً سيجد حلولاً له.. لاسيما أنّ اليمن المتطرّف الإسرائيلي إنْ تعقّل للحظة سيجد أنّ التخلّص من نتنياهو أفضل حل لاستعادة الوضع الأمني المستقر.. لأن القرار الأولي الصادر عن محكمة العدل الدولية ضربة في الصميم.. غير مكتملة النفاذ.. لكنها قد تُدخل الكيان الصهيوني إلى العناية المركزّة.. وتميل الصورة ناحية دعم عالمي للسلطة الفلسطينية..
مصطفى شريف- مدير التحرير