القنوات اللبنانية تفتش عن حلّ لملء هوائها: lbci… ما أحلى العودة إلى المكسيك

بعد ثلاثين عاماً على فورة المسلسلات المكسيكية المدبجلة الى اللغة العربية ومن ثم توقفها بعد سيطرة المسلسلات التركية، تعود قناة lbci إلى تلك الموضة بمسلسل «لآخر العمر» الذي بدأت بثه الاحد الماضي. في منتصف تسعينيات القرن الماضي، سيطرت الدراما المكسيكية المدبلجة الى العربية الفصحى على القنوات اللبنانية. تلك الاعمال كانت تجبر المشاهدين على البقاء في منازلهم لمتابعة قصص الحب والخيانة التي تمتدّ لأكثر من 50 حلقة متواصلة. يومها، لقي نجوم الشاشة شهرة واسعة، بسبب طلّتهم المميزة وقصص الحب التي تجمع بين الواقع والخيال. في تلك الحقبة، عُرضت عشرات المسلسلات المكسيكية المدبلجة للعربية أبرزها «أنت أو لا أحد»، و«مهما كان الثمن»، و«خوان الغول»، و«ماريا ابنة الحيّ»، و«أرضي مش للبيع»، كلها تسابقت المحطات اللبنانية على بثها وعلى رأسها lbci.

لكن مع «نهضة» الدراما اللبنانية في الالفين، خفّ وهج تلك المشاريع المكسيكية وغابت بشكل شبه كلي عن الشاشة، لتحل لاحقاً الدراما التركية المدبلجة إلى اللهجة السورية التي تبنّتها شبكة mbc من العام 2007 لغاية اليوم. حازت الدراما التركية اهتمام القنوات اللبنانية والخليجية، وكانت تتسابق على عرض أجدد أعمالها التي لا تختلف عن المكسيكية، من ناحية قصص الحب المتشابكة. بثت الشاشات المحلية تلك الصناعة على مدار أعوام طويلة. لكنها تعرّضت لمطبات بسبب الخلافات السياسية بين أنقرة والرياض عام 2017 ونتج عنها وقف بث mbc وتطبيق «شاهد» تلك الاعمال بشكل نهائي. تلك الخطوة تسبّبت في أزمة مالية للشبكة السعودية وأدت إلى تراجع نسب مشاهديها، الى جانب انخفاض إعلاناتها.

بعد أقل من عام على قرار تجميدها، لم تجد القناة السعودية التي أسسها رجل الاعمال السعودي وليد آل ابراهيم، حلّاً إلا إعادة بث المسلسلات التركية المدبلجة الى السورية على «شاهد» وشاشتها أيضاً. في المقابل، راحت تتسابق على تصوير الدراما المشتركة المأخوذة عن التركية في مدينة اسطنبول، وجمعت أبطالاً سوريين وعرباً.

في ظل هذه التغيرات التي شهدتها الساحة الدرامية، كانت القنوات اللبنانية تعيش أزمة مالية كبرى بدءاً من تظاهرات عام 2019 وصولاً إلى إرتفاع سعر الدولار الاميركي مقابل الليرة اللبنانية، الى جانب قرار الشبكة السعودية بعدم بيع أي منتج درامي لها لأي قناة أخرى، والاكتفاء بعرضه حصرياً على «شاهد» من أجل تعزيز نسب مشاهديه.

كل هذه العوامل دفعت القنوات اللبنانية للتفتيش عن حلّ لملء هوائها، فكان قرار العودة الى المسلسلات المكسيكية وتحديداً القديمة منها.

هكذا، أعلنت lbci عن استئناف بث تلك المشاريع، وبدأت أخيراً عرض المسلسل المكسيكي المدبلج إلى اللهجة السورية «لآخر العمر» (يعرض من الاحد الى الثلاثاء 20:30). يروي العمل قصة رجلين من أصحاب النفوذ هما إيلاديو وأرتورو، يتصارعان على حب إمرأة واحدة هي خوليا. صراع على العشق بين عدودين لدودين، سينتج عنه الكثير من المواقف التي لا تعرف من سينتصر في النهاية.

في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أن المحطة التي يديرها بيار الضاهر قررت الرجوع الى المكسيكية بسبب إنخفاض كلفة شرائها مقارنة بارتفاع سعر الدراما التركية. وترى المصادر بأن محتوى الاعمال التركية والمكسيكية متشابه، أي من ناحية قصص الحب والصراعات ودبلجتها الى اللهجة السورية، لذلك لا يحمل تغيير جنسية المسلسلات أي خطوة مفاجئة، بما أن المحطة اللبنانية تبحث عن دراما ذات حلقات طويلة تستمر أشهراً لحين موعد حلول شهر رمضان المقبل. مع العلم أنّ «لآخر العمر» أنتج عام 2015، ولا يعتبر عملاً جديداً على غرار ما تعرضه شبكة نتفليكس وغيرها.

زكية الديراني

مقالات ذات صلة