وكالة «فرانس برس» تتواطأ مع القاتل

«حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا إرهابيان من غزة»

 

فقد أصدر جيش العدو الاسرائيلي بياناً إعتبر أنّ إستهدافه للصحافيين جاء لأنه «قبل الغارة، كان الاثنان يقودان طائرات بدون طيار تمثل تهديداً وشيكاً للقوات الإسرائيلية». هذه السردية الاسرائيلية إنطلقت من اللحظة الاولى لإستهداف الشابين، وحاول الاعلام الاسرائيلي تغطية جريمته بتلك الحجج التي باتت مكشوفة علناً.لكن اللافت أن الرواية الاسرائيلية تبنّتها غالبية وسائل الاعلام الاجنبية، التي راحت تفتش عن مبرّرات لإستهداف العدو الاسرائيلي المتواصل للصحافيين في غزة، بعدما إرتفع عددهم إلى أكثر من 113 شهيداً موزّعين بين صحافيين ومصورين.
في هذا السياق، نشرت AFP «وكالة فرانس برس» تقريراً موسعاً نقلاً عن البيان الذي أصدره العدو الاسرائيلي، من دون أن تحمّله مسؤولية إستهداف الدحدوح وزميله. ولفتت الوكالة في مقالها إلى أن «الصحافيين اللذين قتلا في إحدى غاراته هما «عميلان إرهابيان» تابعان لـ «حماس» وحليفتها حركة الجهاد الاسلامي». وأشار التقرير إلى أنّه «قبل الغارة، كان الاثنان يقودان طائرات بدون طيار تمثل تهديداً وشيكاً للقوات الإسرائيلية». ورداً على سؤال لـ«وكالة فرانس برس» عن نوع الطائرات المسيرة المستخدمة وطبيعة هذا التهديد، ردّ الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من المساء بأنه سيفحص هذه النقطة. تقرير AFP يدلّ على التواطؤ مع القاتل الاسرائيلي، متجاهلة استشهاد أكثر من مئة صحافي منذ السابع من تشرين الاول (أكتوبر) الماضي في محاولة اسرائيلية للتعيتم على الصورة الدامية الخارجة من القطاع.

وكان حمزة الدحدوح وهو نجل مدير مكتب قناة «الجزيرة» في غزة وائل الدحدوح، إنضم الى فريق المحطة القطرية قبل ثلاثة أشهر وتحديداً مع إندلاع العدوان على غزة. بينما مصطفى ثريا يعمل مصور فيديو ومتعاوناً مع «وكالة فرانس برس» منذ عام 2019، إلى جانب وسائل إعلام دولية، من بينها وكالتا «رويترز» و«أسوشيتد برس»، وقناة «الجزيرة».

على الضفة نفسها، ليست المرة الاولى التي تتواطأ الوكالات الاجنبية مع اسرائيل. في 13 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، إستهدف العدو الاسرائيلي مجموعة مصورين وصحافيين في منطقة علما الشعب (جنوب لبنان)، فإستشهد مصور «رويترز» عصام عبدالله وأصيب مجموعة من زملائه. لكن الوكالة الاجنبية لم تدن العدو الاسرائيلي، بل أصدرت بياناً مخزياً متهربة من تحميله مسؤولية إستشهاد المصور الذي عمل لديها أكثر من 17 عاماً. يومها قالت رويترز بأنّ «عبد الله قُتل أثناء نقله للأحداث في بث مباشر» على حد تعبيرها. ثم عادت وأصدرت بياناً ثانياً حفظاً لماء الوجه، لكنها لم تلق اللوم على العدو، وهذا الأمر كشف مدى إنبطاح الوكالات العالمية أمام السردية الاسرائيلية.

الاخبار

مقالات ذات صلة