خاص شدة قلم: عِبَر من التاريخ.. هل عُدنا إلى زمن “فتح لاند”؟
يحمل التاريخ المئات من الدروس والعِبر.. لكن هل مَنْ يعتبر؟!.. لاسيما في رحلة صراعنا اللبناني مع العدو الإسرائيلي.. إذ بين الجنوب اللبناني والعدو الإسرائيلي “مسيرة عذابات”.. دفع ثمنها أهالي تلك المنطقة..
أما السبب في ذلك.. فببساطة لا تحتاج إلى تحليل أو تأويل.. هو المحاذاة الحدودية بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.. ولكن هذا السبب أدّى إلى واقع حوّل “الجنوب” لمنطقة عسكرية ومعسكرات متنوّعة الأوجه.. والنتيجة انتهاكات جوية صهيونية مستمرة.. وعمليات برية وقصف مُعادٍ.. أسفر عن تهجير الأهالي بحثاً عن النجاة..
لكن عودة زمنية إلى سبعينيات القرن الماضي.. تُعيد تقليب صفحات زمن “فتح لاند”.. واستغلال حركة “فتح” الفلسطينية لمنطقة “العرقوب” اللبنانية المحاذية للحدود.. وتحويلها إلى منصة إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية.. ضد المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية..
ولكن رد العدو كان دوماً على مصادر الصواريخ.. والضحية المستدامة أهالي المنطقة العُزّل الذين قُصفت منازلهم وتهجّروا منها مُرغمين..
واليوم مع الحديث عن إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان.. وإبعاد حزب الله عن الحدود.. نجد أنفسنا أمام معادلة جديدة – قديمة.. تتماهى مع زمن “فتح لاند”.. وتتمثّل بـ”استخدام حزب الله وأفرع حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” للجنوب اللبناني لتوجيه الصواريخ نحو المستوطنات والمواصع العسكرية الإسرائيلية”..
والرد يكون بقصف المسيّرات والمدفعية الإسرائيلية لمصادر النيران.. والتي لم تعد اليوم فقط منصات إطلاق صواريخ.. بل أصبحت مخازن أسلحة متواجدة بين البيوت المدنية.. وسيّارات متنقلة على طرقات عدد من القرى البعيد عن مرمى النيران.. وسط إصرار على نقل الصراعات إليها..
ويبقى أنّه في ظل غياب الجهات اللبنانية الرسمية.. المعنية بحماية المدنيين والفرق الطبية والمدارس ودور العبادة.. يجد المواطن اللبناني نفسه أمام مسؤولية أكبر منه.. توجب عليه رفض تحويل بيته ومنطقته وشوارعها.. وحتى دور عبادته إسلامياً ومسيحياً إلى مخازن ومنصات لإطلاق الصواريخ..
لكن هل مَنْ يسمع أو يعي مخاطر الأمر؟!.. وهل باستطاعة المواطن الأعزل رفع الصوت.. أم إنّه سيُتّهم بالخيانة والعمالة؟َ.. ناهيك عن خروج بعض الأصوات التي تردد “فِدا السيد”.. فهل تردّدها بفعل “السحسوح”.. أم قناعة وعدم تقدير للمخاطر؟!
مصطفى شريف- مدير التحرير