خاص شدة قلم: إسرائيل و”حفّايتي”… مُتشابهتان “هيك هيك هيك” !

جاءتني باكية والدمع يترقرق من عينيها.. هالني اللؤلؤ المُتدفّق على الوجنتين.. فسألتُ ابنة السنوات الخمس عمّا يُبكيها.. فأبلغتني ما لم أتوقّع سماعه.. قائلة: “في baby زغير يا بابا.. بعد أيام كتير كتير من الحرب بفلسطين.. طلّعوه وكان عايش”..

لم أعرف بماذا أُجيبها.. وأمام صمتي المُتلعثم واصلتْ كلامها: “شِفِتْ يا بابا.. الله بحبه كتير للـbaby.. أدّيه إسرائيل عم تقصف صواريخ.. وهبط عليهم البيت بس هو ضل عايش.. يمكن الملاك كان عم يجبله حليب ما هيك؟!”..

سؤالها أكبر من أنْ أُجيب عليه.. بل سؤالها بحر عميق عن إيمان إلهي وقدرة ربّانية تعجز أنْ تضاهيها قوى الكون المُطلق.. فهربتُ من الإجابة بسؤال: “ولماذا تبكين؟!”.. ردّتْ وقد ارتسمتْ الابتسامةُ على وجهها: “لأنْ أنا كتير بحب الله.. وعرفت كمان إنّو الله بحب الـbabies.. لأنّ الـbaby لما شالوه كان عم يضحك”..

مرّة أخرى احترتُ بماذا أُعقِّب أو أرد على كلامها.. تحليلات طفلة أكبر من عمرها.. وكلام أروع من أنْ يُفكّر به الكبار.. ولو اتعظوا بالقليل مما قالته الطفلة.. لما كُنّا أمام إبادة جماعية في غزّة.. ولا دماءٍ بريئة تُهدر.. ولا أرضٍ تتحوّل من العمار إلى الدمار..

مرّة أخرى أرى صدق الكلام وبراءة الروح.. ينطقان بحقيقة المشاعر عن طفولة سرقتها مُحاصصات الكبار وخارطات طُرق أحلامهم الشيطانية.. وأجندات طموحاتهم الإبليسية.. التي يدفع ثمنها جيل بأكلمه..

لكنّها مرّة أخرى أفرح بأنّ طفلة لم تُكمل عامها الخامس.. تعي أنّ الشيطان الصهيوني لا أمن ولا أمان له.. وأنّ العدو والمحتل الإسرائيلي إلى زوال مهما طال الزمن.. وفيما أنا شارد قالت: “بابا.. بابا بدّي إلّك شي.. إسرائيل وشحّاطتي مُتشابهان”.. وإذ بها ترسم علم إسرائيل وتدوس عليه بقدمها العارية “هيك هيك هيك”..

طفلة كويتية تحمل علم فلسطين وتدوس على علم اسرائيل - YouTube

مصطفى شريف – مدير التحرير

مقالات ذات صلة