نتنياهو ومن معه لم يرأفوا بحال الفعاليات الفنية: «مهرجان الجونة» يحتمي بالكوفية الفلسطينية
خلافاً للتوقعات، فعلتها إدارة «مهرجان الجونة السينمائي» وأنقذت النسخة السادسة والحدث برمّته من الانهيار. هكذا، انطلقت «الدورة الاستثنائية» مساء الخميس الماضي، بعدما أُرجئت مرّتين عقب تحوّل العدوان الإسرائيلي على غزّة إلى حرب إبادة وتطهير عرقي لا تزال مستمرّة منذ أكثر من 70 يوماً.
في البداية، تعاملت إدارة المهرجان مع الحرب على أنّها مؤقّتة، فأجّلت الدورة التي كان من المقرر أن تنطلق في 13 تشرين الأوّل (أكتوبر) لمدة أسبوعين، من دون أيّ ذكر لما يجري في فلسطين وبلا أيّ كلمة تضامن. وقوف «الجونة» على الحياد بسبب حسابات سميح ونجيب ساويرس، عرّضه لموجة انتقادات، لتبرز تساؤلات عن كيفية إقامة الموعد الثاني (27 أكتوبر) فيما القصف مستمر، ومع إلغاء «مهرجان القاهرة السينمائي» دورته الخامسة والأربعين رغم أنّها كانت ستنطلق في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) 2023. حينها، كان الجميع يمني النفس بأن تتوقف الحرب وتبدأ الهدنة، ولكن نتنياهو ومن معه لم يرأفوا بحال الفعاليات الفنية العربية.
وتردّد في الكواليس حينذاك أنّ أسرة ساويرس لن تسمح بأن يعود المهرجان في عام 2024 ويكون قد توقّف لعامين متتاليين، إذ إنّ الدورة الخامسة أقيمت في تشرين الأوّل 2021، ثم أخذ الحدث إجازة لمدّة عام أملاً في إعادة ترتيب البيت من الداخل بعد أخطاء تنظيمية فادحة. لكن الإدارة الحالية (عمرو منسي وانتشال التميمي وماريان خوري)، تمسكت بالأمل وقرّرت إرجاء الدورة المؤجّلة إلى منتصف كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي، بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وفعاليات «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، أملاً في تفادي الانتقادات. الأسبوع الماضي، بدأ المهرجان المصري الذي ضمّ إلى برنامجه قسماً خاصاً بعنوان «نافذة على فلسطين»، وسط تراجع عدد النجوم الحاضرين ومحاذير عدة وضعها القائمون على الحدث ووافق عليها الضيوف. فقد التزم الجميع بارتداء اللون الأسود في الافتتاح، في الوقت الذي استُبدلت فيه السجادة الحمراء بأخرى بنية ومُنعت اللقاءات الإعلامية مع النجوم.
وبطبيعة الحال، استبعدت البرامج التي تسجّل فقرات كوميدية مع الفنانين، ولم تكن هناك مساحة للمؤثّرين على السوشال ميديا وعارضات الأزياء وغيرهن ممن سبّبن انتقادات واسعة للمهرجان في دوراته الخمس السابقة، إلى درجة أنّ عدداً كبيراً من مقاعد المسرح كانت خالية في الليلة الأولى التي لم تنجُ من سوء الفهم إعلامياً. فقد قال الممثل محمود حميدة في كلمته إنّه ممتنع عن مطالبة الحاضرين بالوقوف دقيقةً حداداً على ما يجري في فلسطين لأنّ الحداد يعني الحزن المؤدي إلى النسيان، لكنّنا «لن ننسى». غير أنّ البعض اجتزأ الكلام وتداوله مكتفياً بأنّ حميدة رفض الحداد.
وتلا ذلك تقديم المغنية الفلسطينية ــ التشيلية الشابة إليانا أغنية بعنوان «غصن الزيتون»، وأداء المصري «أبو» أغنية بالإنكليزية بعنوان The World is Blind (العالم أعمى). علماً بأنّ الاحتفال نفسه بدأ بفيديو يوثّق معاناة الشعب الفلسطيني، فيما حرصت مروحة واسعة من الحاضرين على ارتداء الكوفية الفلسطينية بأشكال مختلفة، لتكون بمنزلة مصدر «حماية» قد يمرّر هذه الدورة الاستثنائية التي تُختتم يوم الخميس المقبل، على أن تنظر أسرة ساويرس في مصير الدورة السابعة في مطلع العام المقبل وسط توقّعات بتنحّي المدير المؤسّس للمهرجان، انتشال التميمي، لأسباب صحية.
لبنى سليمان- الاخبار