خاص شدة قلم: من وحي زمن الاستقلال.. لبناني يسأل عن المصير .. وماذا بعد؟!!
وماذا بعد؟!.. سؤال يتكرّر على كل شفة ولسان.. ماذا يريد “البرتقاليون” وحليفهم “محور الممانعين” المشغول حالياً بحرب الجنوب وغزّة.. وبعد كل الموت الذي نشهده يومياً.. هذا يقول على جثّته التمديد للجنرال جوزاف عون.. وذاك يعتبر التمديد له ضربة قاتلة لمخططاته و”أمله الميت” بالوصول إلى كرسي بعبدا.. وذلك يعتبر أن التمديد لقائد الجيش ضرب للأسس والقواعد والأعراف التي تقوم عليها المؤسسة العسكرية..
ماذا بعد فقدان الأمن والأمان.. ورهبة الناس بالخروج من منازلها ليلاً.. تطبيقاً لقاعدة “الطالع مفقود والراجع مولود”.. في ظل تفشي وباء الإجرام والقتل والسرقة والنهب.. بذريعة الفقر والعوز.. مع العلم أن المحتاج والفقير لا يلجآن أبداً للاعتداء على الغير..
ماذا بعد غرق البلد في الفيضانات كلّما زخّت سماؤنا قليلاً من الأمطار.. والمُضحك المُبكي أن وزير “حزب الله” يلتقط السيلفي في نفق خلدة فرحاً بإنارته.. ورغم “الشكر الذي قد يكون يستحقه لأنّني على مدار سنوات عمري الـ44 لم أعهد هذا النفق منيراً.. إلا في زمن الرئيس رفيق الحريري”.. إلا أنّه أليس من العار أن نتباهى بإنارة نفق والعالم وصلت إلى المريخ؟!..
ماذا بعد ضياع مستقبل عدد كبير من الطلاب والتلامذة في المناطق الجنوبية.. مع استمرار صراع الاستنزاف.. وحتى ارتقاء بعضهم يوم تلو آخر.. شهداء أحياء عند ربهم يُرزقون طعم حياة الحقيقة والاستشهاد..
ماذا بعد.. وهي تبقى أولاً وأخيراً عن استنزاف شبابنا وصحافيينا على خطوط التماس؟!..
ماذ عن حماية مؤسساتهم الإعلامية لهم؟!.. وماذا أيضاً وأيضاً عن الحماية المعدومة التي توفرها الدولة لهم؟!.. حتى يأتيك “غبي ومعتوه” من يقول بأنّهم يدفعون ضريبة مهنتهم.. وهو إن كان في شطره صحيحاً لكنه في معناه ومغزاه.. سُمٌّ مدسوس في عسل ألا أذاقه الله لكل متفوّه لا يفقه ما يقول..
ماذا بعد تفشّي شياطين مواقع التواصل بيننا.. أؤلئك الذين يرفضون ما يحدث في غزة قلباً وقالباً.. لكنه على المقلب الآخر حزينون على كل إسرائيلي “مدني وبريء” سقط خلال عملية “طوفان الأقصى”.. فترى مواقع التواصل مليئة بأمثالهم من “الكلاب النبّاحة” الذين يتسللون إلى الحسابات والمواقع لتعليق والتعقيب وإثارة الجدل والبلبلة..
وماذا بعدما فقدت قضية العرب الأولى صفتها عن بعض العربان.. وأتاك من يقول بأنّ فلسطين ليست للفلسطينيين.. بل لليهود الإسرائيليين.. وما الفلسطينيون إلا رعاع نزحوا من قبرص واليونان.. متناسين جذور الفلسطيني الكنعاني الأصيل الثابت في أرضه إلى أبد الدين..
وما بين لبنان وفلسطين تاريخ واحد موحّد ممهور بالدم.. فماذا بعد؟!.. وماذا يريد نتنياهو مما نعيشه يومياً من الصراع اللعين.. وما يريد أشباهه في لبنان المتصارعين على السلطة؟!.. وبين الشيطان الصهيوني وشياطيننا اللبنانيين.. نبقى كياناً لا دولة ولا وطناً.. وقال شو “كل إستقلال وإنتو بخير.. إذا كان بعد في خير؟!”..
مصطفى شريف- مدير التحرير