خاص شدة قلم: خلاص غزّة: تبديل في معادلة الردع.. وسيناريو عرفات يتكرّر مع السنوار!
على مسافة ساعات قلائل من إطلالته المرتقبة برعب.. كثرت التحليلات والاستنتاجات وتفوّهت الكثير من المصادر “عالِمُها ومُدّعيها”.. بسيناريوهات تخيّلية او استنتاجية.. ولكن ما أجمعت عليه استعادة سيناريو 2006.. واستهداف الباخرة الحربية الإٍسرائيلية “ساعر 5”.. لكن هذه المرة على البر..
بل وجاء من يتحدّث عن قرار اتخذه “المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني” بناءً لإقتراح قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” إسماعيل قآني، يقضي برفع وتيرة وتصعيد “أذرع طهران” ضد “الكيان الصهيوني” وواشنطن وعلى مختلف الجبهات في المنطقة، وصولاً إلى إجبار الاحتلال على وقف إطلاق النار في غزّة.
ليدّعي مصدر آخر بأن “حزب الله” وجّه – عبر وسطاء – رسالة تحذيرية إلى الإدارة الأمريكية بضرورة وقف العدوان الإٍسرائيلي على غزة من جهة وعلى الجنوب اللبناني من جهة أخرى فوراً في غزة ولبنان، وعلى أبعد تقدير صباح اليوم.. أي استباقاً للخطاب وإلا سيكون الآتي أعظم وسيُعلن عبر الشاشات “النفير العام” لتُفتح الجبهات وهو ما يتماشى نوعاً ما مع المصدر الأول حول القرار الإيراني.
ولكن ما لا يعلمه المتفوّهون أنّ الواقع مغاير.. وأنّه حين يطل لن يُطلق لا نفيراٌ ولا إنذاراً.. بل سيؤسّس لقواعد اشتباك جديدة تحمل تغييراً في معادلة الردع والدفاع عن غزة.. مع تأكيد حتمي لقاعدة “لا لزج لبنان في أتون الحرب”..
هذا الكلام سمعه القطريون من مسؤول في الصف الأول بالحزب زارهم قبل أيام.. ليتماهى كلامه مع ما سبق وسمعه القطريون أيضاً من وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبداللهيان.. الذي زارهم بعد ساعات من مغادرة رئيس الموساد.. الذي حلَّ في الدوحة على مسافة أقل من يوم على “طوفان الأقصى”..
وفيما أكد عبداللهيان أنّ بلاده لا يناسبها توسيع دائرة الحرب، فإنّ مفاوضات تُجرى على قدم وساق لحل الأزمة المستعرة.. أولاً لأن الحكومة الإٍسرائيلية تبحث عن باب للخروج من المستنقع الغزاوي.. ويحفظ ماء وجه رئيسها المجرم بنيامين نتنياهو أمام شعبه والعالم.. ومن جهة أخرى لأن موسم السياحة الدينية الذي ينطلق إلى مهد المسيح وكنيسة القيامة سينهار في حال طالت الحرب إلى كانون الأول.. بما يعنيه ذلك من خسارة بملايين الدولارات إن لم يكن بالمليارات..
أما على صعيد “حماس” فإنّ مسؤوليها ما زالوا يضعون العصي في الدواليب.. لأنهم أيضاً يريدون الخروج بأكثر مكاسب ممكن من خطوة لن تتكرر.. فرفضوا تسليم جردة بأسماء الأسرى بذريعة عدم جهوزيتها، كما رفضوا المطلب الإسرائيلي بتكرار سيناريو خروج عرفات من بيروت صيف 1982 إلى تونس.. بخروج السنوار وشقيقه محمد، ومحمد الضيف ومعاونه مروان عيسى إلى بيروت أو أي مكان المهم الابتعاد عن غزة.. على ما أكدت أوساط من الدائرة الحماسية.
وفي المحصلة طلب عبداللهيان من هنية التجاوب وإطلاق بعض الرهائن، وهو ما تحقق بالفعل.. لكن الحماسويين عادوا إلى طلب تحرير 1200 معتقل من سجون الكيان و390 فلسطينياً مُصابين بأمراض مستعصية… الأمر الذي لم تبد إسرائيل رأيها به حتى كتابة هذه السطور، بل قبلت بمقايضة رهائن مقابل الوقود، شرط إشراف الأمم المتحدة على تسليم الوقود إلى المستشفيات.. لا أن يسيطر عليه جناح حماس العسكري..
مصطفى شريف- مدير التحرير