خاص شدة قلم: حتى معرض “كتبنا وكتّابنا”… شطروه نصفين!

صراحة لستُ أدري كيف أبداأ أو من أين.. وأنا أشعر بالعميق العميق من الاشمئزاز الذي وصلنا إليه في هذا البلد.. فحتى الثقافة والكتّاب أبى “محور الممانعة” إلا أن يشطرها ويتدخّل فيها.. ويهين مرة جديدة صورة لبنان الراقي والمثقّف..

مع بداية شهر تشرين الأول من كل عام.. تبدأ تباشير زمن الثقافة تهل.. بانتظار “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب”.. إلى أنْ كُنّا منذ عامين حين أطل المعرض على غير موعده في آذار.. لكنّه كان أسير “سليماني” و”ولاية الفقيه”.. وغاب عنه الأشقاء العرب والدول الكبرى الداعمة للحرف والعلم والنور..

لكن استعاد المعرض في دورة العالم الماضي تألّقه.. رغم غياب عدد كبير من أجنحة الدول العربية وكبريات دور النشر العالمية.. إلا أن استطاع أن يستعيد صورته التي يعرفه الجميع.. رغم ما جرى من محاولة لرفع صور “متأيرنة”.. كادت أن تسيل دماء الحروف على إسفلت التاريخ بكلمات فارسية وأحرف “حزبية”..

ومنعاً من تكرار المشهد.. ارتأى – للأسف – وزير حزب الله في حكومتنا المستقيلة أن يرعى “معرض لبنان الدولي للكتاب”.. حيث اختار معالي “وزير السخافة” عدو “باربي” رعاية معرض “هجين مشوّه” ينظّمه “اتحاد الناشرين اللبنانيين”، في الفترة من 13 تشرين الأول الجاري إلى 22 منه في الـ”فوروم دو بيروت”..

والمفارقة أننا سنكون بعد شهر مع الدورة 65 من المعرض الأصيل، محافظاً على اسمه “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب”، من تنظيم “النادي الثقافي العربي”، وتحت رعاية رئاسة الحكومة ما بين 23 نشرين الثاني و3 كانون الأول، في موقعه الأصيل أيضاً، مركز “سي سايد آرينا” على الواجهة البحرية لبيروت..

والسؤال: لماذا يُصر حزب الله على أن يُعيث الفساد والإفساد حتى في ثقافتنا.. وهو الذي يرفع شعار الدفاع عن الأعراق والتقاليد والأخلاقيات وحرمة الأسرة وتربية الأبناء.. في حين تراه يسعى بمخالبه إلى تشويه صورتنا على غير حقيقتها…ونحن أهل العلم والنور والإشراق على العالم..

ويستحضرنا في هذا الموقف “عدم الإشادة واللاعتزاز” بـ”المباركة المتأخّرة” التي وجهها الوزير محمد وسام المرتضى إلى الأديب اللبناني أمين معلوف بمناسبة انتخابه أميناً عامّاً دائماً لـ”الأكاديمية الفرنسية”.. وهي المؤسّسة الثقافية واللغوية الضاربة في التاريخ، والتي تُعنى بالحفاظ على هوية اللغة الفرنسية وقواعدها وإرثها الأدبي منذ القرن الـ17.. بل وتوجيه إعلام “حزب الله” سهامه حول معلوف واتهامه بأنه يسوّق للتطبيع مع إسرائيل.. فيما تلقى لبنان الشعبي قبل الرسمي تهنئة العالم أجمع بهذا المنصب الأدبي والثقافي الأرقى على وجه الأرض.. و”هم” يكتفون بختم “الولي الفقيه” لمهر أدبهم وأخلاقياتهم.. ليغنيهم عن العلم والعالمين..

وقبل أن أختم يبقى أن المُضحك المبكي في موضوع “المعرض الحزبلاوي للكتاب” هو عدم خروجهم عن عبارات مثل “الثقافة هي السلاح الأفضل لعبور التجارب القاسية” و”المعرض الرسمي للجمهورية اللبنانية” على اعتبار أنهم يكذبون ويصدّقون أنفسهم!!

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة