خاص شدة قلم: “وزراء الصدفة والوقت الضائع” حاضرون غابئون عن هموم الناس (1/2)!
يُقال بأنه متى غضب الله على قومٍ سلّط عليهم “مسائيلهم”.. ونحن كلبنانيين ولله الحمد “يمطرنا الغضب” من كل حدب وصوب.. حتى أصبحنا مَنْ ذكرهم رب العالمين في القرآن الكريم حين قال “غير المغضوب عليهم ولا الضالين”.. فصرنا لا نرتاح من جلاوزة راحلين.. حتى نُبتلى بالأسوأ ضلالاً أو فساداً أو حتى “تطنيشاً”..
ودون الخوض في انتقاد زعماء محاور ومتاريس الحرب الأهلية.. الذين أمسكوا اليوم بزمام الأمور ومفاصل البلد.. ناشرين فيها الفساد والمحاصصات والسمسرات حتى انحدرت إلى قعر الأمم.. وبعيداً عن نوائب الأمة الـ128 الذين هبطوا علينا في “ساعة تخلٍّ وسوء اختيار”.. يبدو أن “وزراء الصدفة والوقت الضائع” الذين لم نتخلص منهم لا رسميين و”مصرّفي أعمال”.. مستمرون في الغياب عن هموم الناس والحضور في سلخ لحومهم..
– صراحة أحتار بخصال مَنْ سأبدأ.. لكن بما أن أمن البلد الضائع هو الأساس.. يبرز إسم وزير الدفاع موريس سليم “الحاضر الغائب” بكل ما للكلمة من معنى.. فالمواطن العادي لم يسمع بإسمه إلا حين بزرت شائعة الاغتيال.. بل وسأل: “ليه شو محلّه من الإعراب ليغتاله؟!”..
– ونبقى في الأمن الداخلي.. ويبرز إسم وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي. القوي والمقتدر على مجتمع الميم.. والمتفرّغ للتبييض لهذه الدولة وتمسيح الجوخ لتلك.. وامتشاق الشاشات كلما تم ضبط “تهريبة” ممنوعات.. ليقول: الأمن بخير.. لكنه أبداً لم يسأل نفسه عن السلاح المتفلت.. وعمليات الخطف واللائحة تطول ولا يتسع لها مقالي..
– وبما أنّنا نسلط الضوء على أمن البلد يبرز الأمن المجتمعي “السليب 100%”.. فمعالي وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار “حدا بيعرف وينو؟!”.. يطل من حين لآخر باكياً مستبكياً على أوضاع الناس.. ومعلناً عن دعم ومساعدات لا تصل إلى محتاجيها.. بل يتحاصصها المستلزمون..
– ونبلغ الأمن الغذائي.. ويا سلام على الـPhotoshop والـBodyguards أمين سلام.. “إنو ولو طالما هيك هيك مسؤول عن الأمن الغذائي.. “عمول دايت وفرجي الناس إنك متلهم جوعان.. وانتبه للكرش”.. ولكن على قول المتل “الوزير بلا كرش متل الوزارة بلا المرا والعلية والمقربين”..
– أما “ملك الجمال” وزير “الطاقة ووالإستجمام” (الدكتور) وليد فياض “فحدّث ولا حرج”.. هل رآه أحدكم هذا الصيف.. إلا مع وصول المنصة النفطية “للتبروز على الشاشات”.. بينما أغلب الظن وبعدما تعرض للعديد من الهجمات الشعبية.. صاحياً كان أو ثملاً.. توجّه إلى أقرب شاطئ لازوردي يمنحه بعض الاسمرار..
– وزير البيئة ناصر ياسين.. و”ألف يا عين ويا ليل”.. لم ير من النفايات إلا مخلفات حفل عمرو دياب في وسط بيروت.. بينما القاذورات المنتشرة في المناطق.. وإغلاق مكب هنا ومحرقة هناك وانتشار الأمراض.. ناهيك عن الاعتداءات على الأنهار والشواطئ.. والعديد من المصائب فلا يراها..
– نصل إلى “ملك الوقاحة” وزير الاتصالات جوني قرم.. وهو ” وبالدارج فهلوي” ينهب مال الناس بتسعيرات الاتصالات و”أول الشهر الجاي تسعيرة إنترنت بتدبح دبح”.. ويؤكد في كل إطلالة أنه يقوم بالمستحيل من أجل استمرارية الاتصالات في البلد.. وكي يؤمن حقوق الناس و”إذا ما بدكم بلاها هالشغلة”..
– وزير الصحة فراس أبيض.. فما عاد أبيضَ أبداً.. إذ يا ليته بقي تحت إدارة الوزير السابق حمد حسن.. سنة أخرى علّه يتعلّم كيف تُدار الأمور.. فهو بسبب نجاحه في إدارة مستشفى رفيق الحريري الجامعي تم اختياره لإدارة القطاع الصحي في البلد.. ويا ليتهم “ما إختاروه”.. فلا دواء ولا استشفاء وأسعار العلاج نار وبالـFresh Dollar.. ولن أغامر في الحديث عن كورونا.. لأن “الشمس طالعة والناس قاشعة”..
– ونصل إلى المهندس أبو طلّة شبوبية وزير السياحة وليد نصار.. فلا تراه إلا معلناً إطلاق حملة من هنا وحملة من هناك.. فيما الناس ترقص على أنقاض الوطن والسياحة لولا المتغربين في خبر كان “ولو يا عمي هيك بتستقبلوا الناس عالعتمة”..
– ليأتيك إبن الحمية.. حامي حمى الوطن ورافع لواء “هيهات منّا الذلّة”.. وقافز من الحدود البحرية إلى الحدود البرية.. مواجهاً موقع العبّاد ومتحدياً العدو الإسرائيلي و”على الأرض يا حكم”.. لا مواصلات ولا طرقات ومع كل أول شتوة منغرق.. وبالصيف حريق والشتا غريق.. وهو يتحفنا بباصاته الفرنسية فأين هي؟!
– وأختم القسم الأول من مقالي مع وزير التربية والتعليم “الواطي” عباس الحلبي.. فهل ستفتح المدارس الرسمية أبوابها في موسم 2023 – 2024؟.. وهل سنعود إلى الدراسة تحت الشجر.. فيما المدارس الخاصة تنهب أرزاق الناس.. وتفرض عليهم أقساطاً مليونية ومدولرة.. والكتب مع القرطاسية فحديث آخر عن فجور الأسعار.. والوزير يتوعّد.. وعالوعد يا كمون… (للحديث صلة)..
مصطفى شريف- مدير التحرير