غي مانوكيان: «لا أحب أجواء الساحة الفنية … والمجال برمته لا يستهويني»!

غي مانوكيان لـ«الشرق الأوسط»: توقيعي الموسيقي خاص ويُعرف عن بعد

يحيي الموسيقي سنوياً ما يفوق الـ100 حفل

إنها المرة السادسة التي يحيي فيها الموسيقي غي مانوكيان مهرجانات بيت الدين الدولية، ويعتبر نفسه «من أهل البيت»، للعلاقة الوطيدة التي تربطه بمنظمتها نورا جنبلاط. «إنها من أول الناس الذين اهتموا بموسيقاي وقُدرتها. ومنذ ذلك الوقت تحرص على استضافتي على أدراج هذا المسرح العريق. واللافت أن حفلاتي هناك تنفد البطاقات فيها منذ بداية الإعلان عنها».

وكما في الشوف كذلك صارت حفلات مانوكيان معتمدة في برمجة عدد كبير من مهرجانات الصيف اللبنانية. فهو يطل على مسارح «ضهور الشوير» و«القبيات» و«بيبلوس» وفي «كازينو لبنان»، وفي مهرجانات مدن زحلة وطرابلس. ويعلق لـ«الشرق الأوسط»: «سعيد بزيارتي لكل هذه المناطق وبث روح الفرح والبهجة عند أهلها. وكي لا يتكبدون عناء التنقل وقطع المسافات لحضور حفلاتي، فأنا من سيأتي إليهم، وهذا من دواعي سروري وفخري». ويتابع: «أنا جاي لعندكن وأحبكم كثيراً وأتمنى أن أحل ضيفاً على الجنوب قريباً. اشتقت لجمهوري في صيدا وقد التقي أهلها في أواخر الصيف».

لا يتعب ولا يكل يُأخذ غي مانوكيان طاقته من العمل، خصوصاً أنه يحيي سنوياً ما يفوق الـ100 حفل بين لبنان وخارجه. كما يهتم بإدارة فريق «الهومنتمن» لكرة السلة وهو ما يجعل وقته مزدحماً بالمواعيد تغيب عنه أوقات الفراغ. ومؤخراً عاد إلى تلحين الأغاني لفنانين معروفين، وأحدثهم بلقيس التي قدم لحن أغنيتها الجديدة «ألف روح».

«إنها فنانة رائعة وتتمتع بشعبية كبيرة في العالم العربي. حضرتها في إحدى حفلاتها وتأثرت بأدائها، سيما أنها تتمتع بثقافة موسيقية كبيرة. وبعدما تعارفنا وعدتها بتقديم لحن لها».

بعيداً عن أجواء الفن بشكل عام، يلتزم مانوكيان بمسافة تخصّه. «لا أحب أجواء الساحة الفنية وقد ابتعدت عنها منذ زمن طويل. فالمجال برمته لا يستهويني». في «ألف روح» لبلقيس وضع مانوكيان اللحن الذي يتناغم مع كلام أغنية من تأليف أحمد راوول وتوزيع سليمان دميان. «إنهما فنانان عبقريان ولديهما هوية خاصة بهما». وهل كتبت اللحن إثر قراءتك كلام الأغنية؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «العكس صحيح وجاء مناسباً جداً للموسيقى التي ألفتها. وأنا من يختار الفنان الذي أرغب في التلحين له. وأؤلف الموسيقى تبعاً لإعجابي به ومع بلقيس كان الأمر رائعاً سيما أن كلمات الأغنية تتناول موضوع محاربة المرأة في جميع المجالات. لمسني ما كتبه راوول عن ألحاني وأدركت بأنها ستكون أغنية الموسم».

ولا ينسى مانوكيان ذكر مخرج العمل إيلي فهد الذي يعدّه الجندي المجهول، «لا بد أن أذكر سيدريك حداد فهو من اختار إطلالة بلقيس في هذا الفيديو كليب من توقيع دار فالنتينو العالمية، فأضاف إلى العمل سحراً وجمالاً».

قريباً يتعاون مانوكيان مع فنانين آخرين «لا أستطيع الإفصاح عن أسمائهم بعد». وتعد ألحانه نبضاً جديداً تحتاجه الساحة في عالم الموسيقى والأغاني. «حزمت أمري منذ زمن طويل بشأن تلحين أغاني للفنانين. وقررت أن أركز أكثر على إحياء الحفلات. ولكنني عندما أعجب بصوت وحضور فنان ما، يخطر على بالي التعاون معه».

شارك غي مانوكيان مؤخراً بافتتاح موسم الصيف في لبنان. ومن خلال تعاونه مع وزارة السياحة والشاعر سليم عساف قدم أغنية «رجعت الصيفية». «قدمت فيها لحناً يشبه لبنان بجمال طبيعته وناسه وفرحة من يزوره. اليوم تعتمدها شركة طيران الشرق الأوسط في رحلاتها، وما أن تحط إحدى طائراتها على أرض مطار بيروت تصدح فيها. وشخصياً سمعتها في رحلتي الأخيرة من الخارج إلى لبنان».

يملك مانوكيان بصمته الموسيقية الخاصة، فهو إضافة إلى خلطات النغمات التي يتبعها في التأليف تملك مؤلفاته ما يلامس الروح والقلب. «يمكنني أن أصف موسيقاي بمدرسة جديدة في هذا العالم. ومن يسمعها يتعرف إليها ولو عن بعد ويدرك أنها من توقيعي». منذ نحو شهر كان مانوكيان يقوم بجولة فنية أحيا خلالها السهرات الموسيقية في أولمبيا باريس وأوبرا دبي وغيرها. وقريباً هو على موعد مع ملاقاة جمهوره الأرمني في مدينة يريفان عاصمة أرمينيا. فهل هو سعيد لعودته إلى وطنه الأم للمرة الثانية لإحياء حفل فيها؟ يستدرك غي مانوكيان: «أعتبر لبنان بلدي الأول والأخير وأفتخر كوني لبناني من أصول أرمينية. فجذوري هي التي تسببت بانتمائي إلى وطن الأرز. أجدادي كما كثيرين غيرهم من الأرمن هربوا من أرمينيا إلى لبنان بفعل المجازر التي ارتكبت بحقهم، ولكنني متعلق إلى آخر حد بلبنانيتي وهذه هي حفلتي الثانية التي أحييها هناك، إذ سبقتها واحدة في عام 2010. وهذه السنة وعدت نفسي بلقاء أهلي هناك في 27 أغسطس (آب) المقبل. وسيقام الحفل في مبنى الأوبرا الذي سبق ووقفت فيه مرة من قبل».

ولعشاق موسيقى مانوكيان في سوريا يعلن عبر «الشرق الأوسط» الالتقاء بهم أيضاً هذا الصيف. «سأكون هناك في 28 أغسطس في حفل تشاركني فيه الفنانة مايا دياب».

وفي جميع حفلاته ترافق مانوكيان فرقته الخاصة من موسيقيين وكورال ومقدمي عروض راقصة. «أتمسك بهؤلاء جميعاً، لأنهم يمثلون القلب النابض لعروضي الموسيقية. وهي عادة ما تنقسم بين التراثي العربي واللبناني. فيبدأ الحضور بالتفاعل معي منذ الثواني الأولى للحفل. وأعتبر جمهوري بمثابة نجم الحفلة التي أحييها ولذلك لا أستعين بفنانين معروفين كي لا أسرق من وهج نجوميتهم. وأعرف تماماً أن الناس اليوم في لبنان يشعرون بالتعب. ولذلك أرغب دائماً في تزويدهم بجرعات موسيقى وفرح تنسيهم همومهم وواقعهم المضطرب. فأعزف لهم من صميم قلبي وكأني أرد لهم دَيناً قديماً. فهم شرعوا لي أبواب مدنهم ومسارحهم منذ بداياتي وبادلوني حباً بحب كبير. وأحياناً أنسى الوقت المحدد لحفل ما فأبقى أعزف ما يفوق الساعتين. وهو ما حصل معي في مهرجانات بيت الدين العام الماضي من شدة حماس الجمهور».

فيفيان حداد- الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة