أليكو ونهلا داود…خفايا نجمَيْن يتشاركان العمر!

يجلس الممثلان – الزوجان أليكو ونهلا داود جنباً إلى جنب في لقاء مصارحة. من آداب الرجل إتاحة الكلام للمرأة، وهكذا يفعل. تُجيب فيعقّب، ويلتقيان غالباً في الرأي. الحديث معهما يُظهر تناغماً يقلّ. ندخل منزلهما من خلال نقاش في تقاسم المهنة والعمر. أليكو داود يرى أنّ التضحية تذلّل الصعوبة، وتُسجّل زوجته اعترافاً: «العائلة تقيّد، لولاها لكنتُ نجمة في المقدّمة».

السؤال الأول، هل يزيد الأمر شقاء كون المهنة تجمع الزوجين، أم أنّ في ذلك ما يُسهّل مسار الأيام، لكون الواحد منهما قابلاً لتفهُّم الآخر ضمن اختصاص مشترك، واستيعاب هواجسه؟

تفتتح نهلا داود الردّ: «ذلك ينطبق على جميع المجالات. المسألة في الأصل، هل نحن متفقان أم لا. هذا يبدأ منذ قرارنا الاستمرار معاً. تُعلّمنا الحياة أنّ على الرجل والمرأة الركون إلى العقل. لا مفرّ من تباين وجهات النظر، وعلى أحدنا أن يُقنع الآخر في النهاية. هذا ما أسمّيه الاتفاق».

يُصغي زوجها، وحين تُنهي كلامها، يجيب: «بالنسبة إليّ، التضحية هي الأهم، حتى إنني أضعها في مرتبة أعلى من الاتفاق». مقاطعة المحرّرة: ولكن، مَن هو المُضحّي غالباً؟ لعلها المرأة. يوضح: «في الحياة الزوجية، المرأة والرجل متساويان. التضحية تتأتّى من الطرفين، وبها يُكمل كل شريك التزامه تجاه الآخر».

السؤال الثاني: هل التفاهم قرار، أم أنّ القدر سيّركما في اتجاه الودّ المنشود؟ أي صعوبات كبرى واجهتكما؟

تشير نهلا داود إلى تزامُن فترة زواجهما التأسيسية مع فورة الدراما وازدهار قطاع الدوبلاج: «سارت مرحلتنا الشخصية والمرحلة الفنية جنباً إلى جنب. ظلّت بعض التساؤلات تؤرقني، لكنني أنظرُ إلى النتيجة. أحياناً تفوق أدوارٌ بأهميتها أخرى، ولا بأس. أرضيتُ شيئاً من غرور الممثل في داخلي، وتعمّدتُ إحداث التكيّف مع تعدُّد مناحي الحياة. أنعم الله علي بالفرص، ولا بدّ من وضوح الرؤية حيال هذه النِعم. المسألة متعلّقة بالنظرة العامة، وهي أنْ تختار رؤية الجمال أو البشاعة. هذا لا ينطبق على المهنة والشراكة الزوجية فحسب، بل إنه أمر وجودي. مَن يشاء العزف على الربابة، لن تتسرّب إلى مسمعه سوى الألحان الحزينة».

يردّ أليكو داود على سؤال القرارات والخيارات: «أدركنا منذ البداية أنّ خيارنا الاستمرار. نعلم جيداً أنّ الوسط الفني صعب والتأقلم مُكلف. إنني أشبّه الأمر بالقيادة: أنا ونهلا السائقان، والطريق أمامنا طويلة. لن أقف في وجه فرصها يوماً. على العكس، كلما ازداد الطلب عليها، شعرتُ أنها تفعل ذلك من أجلنا. كيف أردّ في هذه الحالة؟ بالتشجيع».السؤال الثالث: أي تحدّيات أيقظها تأسيس العائلة وتربية الأولاد، فشكّلت قيوداً على الحرية؟ بصراحة تجيب نهلا داود عن واقع القيد: «الأسرة تقيّد المرأة. أمكن أن أُحسب مع نجمات الصف الأول لولا قراري أنّ الأولوية للعائلة. أولادنا نجوم مستقبلنا والضوء الذي ينير. اختصرتُ مسيرتي بأدوار تترك أثراً في الآخرين. حين تلحّ علي بعض الحسرات، أُذكّر نفسي بأنني في ذلك الوقت كنتُ أُربّي. التربية تضحية، والمهم إيجاد توازن. استغنيتُ عن فرص كثيرة إكراماً للأمومة. تزوّجتُ وأليكو لبناء أسرة وينبغي تحمّل المسؤولية».

يتحدّث زوجها عن التناغم، وهو وليد قناعته بأنّ للطرفين دورهما في المنزل، والتربية لا تقتصر فقط على الأم: «لستُ رجلاً تقليدياً بمعنى أن أوجّه الأوامر إلى زوجتي. في شؤون البيت، يدي ويدها واحدة. كان قرارنا التوفيق بين العائلة والمهنة ووضعنا أهدافاً لذلك. العائلة التزام مدى العمر، ومَهمّتنا لا تنتهي لمجرّد أنّ يكبر الأولاد. الأبوان أمام مسؤولية هائلة حتى أنفاسهما الأخيرة».

السؤال الرابع: هل تتسرّب حياتكما الشخصية إلى أدواركما، خصوصاً حين يجمعكما مسلسل واحد؟ يُجمعان: «في مواقع التصوير، نحن زميلان فقط. لا نهلا ولا أليكو. نترك منزلنا وراءنا، بينما نصغي إلى تعليمات المخرج. في الاستراحة، قد نستحضر مسائل شخصية. أحياناً يجمعنا مسلسل لا نلتقي فيه بمشهد».

أدّيا في مسلسل «راحوا» (2021) دور الزوجين وسط سطوة الغيرة. السؤال لأليكو داود: هل شعرتَ وأنتَ تُقلّم جناحَي زوجتك وتُحطّم نجاحها (ضمن الأحداث) بأنك تنبش شيئاً دفيناً في أعماقك؟ يضحك. «على الإطلاق! ردّدتُ المكتوب على الورق. لا أفسح المجال لتدخُّل مشاعري الشخصية في أي كاركتير، فكيف إن لم يكن لها أي تجسّد، في خيالي وواقعي؟».

السؤال الخامس: ما حدود إبداء الرأي بين الطرفين، وهل تصدر عن أليكو «لاءات» حيال أدوار قد تُعرض على نهلا؟ يجيب: «لا تصدر عني لاءات كثيرة. في مسلسل (بردانة أنا – 2019) مثلاً، أدّتْ دوراً خطيراً. كان عليها تقديم هواجس امرأة متزوّجة تُغرم بشاب بسنّ أولادها. خفتُ عليها من خدش الاسم والمكانة. لا أفرض رأياً بديكتاتورية. أقنعها وأترك الكرة في ملعبها».

تُعقّب: «أنا بنفسي أرفض الجرأة المجانية. نعتاد نقاش الأدوار من دون الدخول في التفاصيل. ذلك نُعدّه شيئاً من خصوصيتنا. عندما يحتاج أحدنا إلى الآخر، سيجده إلى جانبه. الثقة بيننا عميقة، في المهنة والحياة».


فاطمة عبدالله- الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة