خاص شدة قلم: الحكم على ديما صادق والاستقواء العوني .. وصمة عار على جبين الدولة!

هي سابقة بكل ما للكلمة من معنى.. بل إهانة للقضاء وللإعلام وللدولة “الديمقراطية” (سابقاً) في لبنان.. حكم قضائي بسجن الزميلة ديما صادق لمدة عام “دون وقف تنفيذ” مع غرامة مالية كبرى.. لماذا؟!.. هل صلبت المسيح أو اعتدت على المقدسات والمحرّمات؟!.. أم فجّرت عاصمة وقتلت أكثر من 200 مواطن بريء وآلاف الجرحى؟!.. أم هدمت وشرّدت وأذلّت الناس؟!

قرار القاضية روزين حجيلي “خطيئة لا تُغتفر”.. مبعثها الاستقواء العوني منذ “عهد جهنم”.. أو لعله الغباء الذي كانت آخر فصوله تغريدة رئاسية يوم 5 تموز حين تبرّأ “صاحب الإبراء المستحيل” من ست سنوات كان خلالها في قمة المنظومة التي هدمت البلد.. وحين استيقظ من سُباته الأبدي.. زعم أنه كان ليستقيل من منصبه لو كان في موقع “لصوص السلطة”.. على اعتبار أنه لم يكن أو لعله..

ديما صادق إعلامية من المصاف الأول.. أحببتها أو كرهتها.. أيّدتها أو رفضتها.. إلا أنه لا يحق لـ”زويعم” دفع ” قاضية” إلى إصدار حكم على رأي إعلامية وصفت تياراً في موضع معيّن وأسباب معيّنة بالنازي.. هذا وديما تُعتبر “بين قوسين” من “المدعومات والواصلات” إذا جاز التعبير.. فكيف الحال بنا أو بإعلامي لا ظهر له ولا سند.. أغلب الظن “نرمى خلف الشمس.. ولا يسمع بنا أحد”..

ديما يا سيد جبران لم تشتمك بل قالت كلمة حق في وجه “حاكم ظالم”.. كلمة حق بوجه طغاة اعتدوا على مواطن طرابلسي كل ذنبه أنه لا يناصرهم.. مؤكدين على مسمعه أن “عون ربك ورب طرابلس”.. ألا يستحق تشبيه مخلوق بالذات الإلهية وقفة والسؤال عن مصدر هذا الكفر والتطاول والاستقواء؟!

القرار القضائي الصادر بحق ديما.. تذرّع بأنها نشرت تغريدتها عبر حسابها الخاص كمواطنة عادية.. وليس في وسيلة صحفية لتُحاكم أمام “محكمة المطبوعات”.. فكان القضاء الجزائي “ملجأ تيار كَمْ الأفواه والاستدعاءات بحق فلان وعلان والتوقيع على التعهدات”..

مرّة جديدة يهدم العونيون هيكل الثقة بالقضاء اللبناني.. فبعد استقواء غادة عون المتمادي.. وصلنا إلى روزين حجيلي لمصادرة الحريات وتقييد الصحافة والإعلام، فهل من هامش للحريات بعد في لبنان؟!.

مصطفى شريف – مدير التحرير

مقالات ذات صلة