ناقوس خطر جديد يدقّ اليوم: ظاهرة «النينو» تهدّد العالم
ناقوس خطر جديد بات يدقّ اليوم، حول ظاهرة النينو المناخية التي تهدد العالم، وتحبس الأنفاس. في مواجهة سجلات درجات حرارة الأرض والبحار غير المسبوقة، أصدر علماء المناخ تحذيراً كبيراً من أن العالم يقترب بسرعة من نقطة تحول حرجة في تغير المناخ. وبات الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية يمثل تحديًا متزايدًا، وذلك بسبب فشل البلدان في الوفاء بالتزاماتها بخفض الانبعاثات.
ما هي ظاهرة «النينو»؟
لاحظ العلماء كذلك أن درجات حرارة الأرض المرتفعة بشكل استثنائي تتمشى بشكل وثيق مع درجات حرارة البحر المرتفعة، والتي تُعزى إلى عوامل مثل ظاهرة النينو. شهد أواخر شهر آذار متوسط درجة حرارة سطح البحر على مستوى العالم يبلغ 21 درجة مئوية، والتي ظلت عند مستويات عالية تاريخيًا في هذا الوقت من العام طوال شهري نيسان وأيار.
باختصار، عرّف الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل ظاهرة النينو، بأنها تتمثل بانخفاض درجات حرارة سطح المحيطات على نطاق واسع في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب تغيرات في دوران الغلاف الجوي المداري، مثل الرياح والضغط وهطل الأمطار.
واشار الى أن الاحترار العالمي بلغ 1.23 درجة مئوية في نهاية عام 2022، رغم تأثير التبريد الناتج عن ظاهرة النينو، مما يجعل احتمال تخطيه عتبة 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2024 واردا بشدة.
منظمة الأرصاد الجوية تدقّ ناقوس الخطر!
هذا، وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن «ظاهرة النينو» تتطور في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ ومن المرجح أن تؤدي إلى استمرار زيادة درجة الحرارة العالمية، مؤكدة أنها تؤثر في أنماط الطقس والعواصف في أجزاء مختلفة من العالم. وبحسب المنظمة، تطورت ظروف ظاهرة «النينو» في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ للمرة الأولى منذ سبع سنوات، لتمهد الطريق لحدوث ارتفاع محتمل في درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس والمناخ المضطربة.
واكد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس إن ظهور النينو سيزيد كثيراً من احتمال تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة وإحداث المزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات. وأضاف أن إعلان المنظمة عن ظاهرة النينو هو كإشارة إلى الحكومات في جميع أنحاء العالم لحشد الاستعدادات من أجل الحد من الآثار التي تلحق بصحتنا ونظمنا الإيكولوجية واقتصاداتنا.
آثار خطيرة
وبحسب الخبير البيئي كامل، تؤثّر هذه الظاهرة في الدورة المناخية للاحترار والتبريد بشكل كبير، من خلال حدوث تغيرات ملحوظة في درجات حرارة المحيطات في المناطق المدارية، بالإضافة إلى التغير الذي يطرأ على الطقس الموسمي، سيتغير المناخ عالمياً، وليس على صعيد مناطق معيّنة، مما يؤدي إلى حدوث جفاف كبير وبخاصة في أستراليا. كما تتغير الرياح الموسمية في جميع أصقاع الأرض، فضلاً عن الكوارث الطبيعية كالأعاصير، الفيضانات، والجفاف، مما يؤثر في حركة المحيطات بشكل كبير ومخيف.
شانتال عاصي- الديار