خاص شدة قلم: “جماعة القربان” في لبنان… ما هي أهدافها وعقيدتها الانتحارية؟!
وكأن بلدنا بؤرة جذب واستقطاب لكل الموبقات.. وأوّلهم غُلاة الدين والتطرف.. فبعد الجماعات الإسلامية التكفيرية من “النصرة” و”فتح الإسلام” وأتباع “داعش” والقاعدة”.. كُنّا مع “جنود الرب” الرافعين لصليب الدفاع عن المسيحيين بتطرّف وعدوانية.. تلاهم في صيف العام الماضي “جماعة الأمير” في بلدة عرب صاليم الجنوبية..
أما اليوم فعودة جديدة لـ”عبدة الشيطان” ولكن في قالب ديني “متأسلم”.. إنّهم “جماعة القربان”.. نعم جماعة جديدة بدأت بوادر انتشارها تلوح في الأفق اللبناني.. لاسيما بين العديد من شباب الطائفة الشيعية.. استغلالاً لتعلّقهم بآل بيت رسول الله (ص).. لاسيّما الإمام علي بن أبي طالب “رضوان الله عليه”.. فيقدّمون الروح “قربان فداء” وتقرّب ولكن لمَنْ؟!
فمَنْ هي “جماعة القربان”؟.. وما هي أهدافها وعقيدتها الانتحارية؟!.. أول ظهور لهذه الجماعة كان في العراق، بعدما انشقت فئة عن “التيار الصدري”.. وخرجت عن الخط العقائدي عبر طرح أفكار تأليهية للإمام علي.. وأول ما سلّط عليها الضوء كان إقدام شاب عشريني على الانتحار شنقاً ضمن أحد “المواكب الحسينية” جنوبي محافظة ذي قار في منتصف أيار الماضي، مقدّماً نفسه قرباناً للإمام علي..
وبعد توالي الأحداث كشفت التقارير الوافدة من العراق أن “جماعة القربان” أو “العلاهية” تتخذ من موكب “شهيد الجمعة”، في محافظة ذي قار، والذي يرمز إلى المرجع الديني الراحل محمد الصدر، ووالد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مقراً لها، في حين يقيم زعيم الجماعة في إيران.
وتؤمن الجماعة بتقديم القرابين النفسية والجسدية في سبيل عقيدتها، حيث يتم اختيار أحد الأتباع بالقرعة ليقدم نفسه قرباناً، وعادة ما يقوم هذا الشخص بشنق نفسه، خلال مجلس عزاء ديني في ذكرى الإمام علي أو أحد أبنائه أو أحفاده، ويكون عارياً تماماً ليعود كما ولدته أمّه..
وطبعاً لبنان صدره رحب لاستقطاب الأفكار المنحلة.. والتي أول ما ظهرت خلال عيد الأضحى المبارك، حين عُثر على الشاب القادم من كندا لقضاء الأعياد مع عائلته “علي عصام فرحات”، جثة هامدة عارية تماماً في أحد شوارع حارة حريك.. والأنكى أن زوجته حاولت بعد ساعات من موته الانتحار بنفس الطريقة في حي السلم.. لكنها نجت..
عندها بدأت التحليلات والاستنتاجات توصلاَ إلى نتائج التحقيقات التي كشفت أن علي تعرّف في لندن على رجل دين “متطرف” زرع برأسه أفكاراً غريبة، منها “الاغتسال بالبول” للتطهّر.. وبالفعل سارعت مصادر “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” إلى تأكيد أن لا علم للمجلس بانتشار هذه الجماعة في لبنان، مؤكدة أن “الشيعة اللبنانيين لا يتقبلون أفكاراً كهذه، وقد يكون هناك بعض الأفراد، لكنهم لا يمثلون الشيعة، بل بالعكس هم منبوذون منهم”.
وأكد المصدر أن “من يقوم بتصرفات كهذه هم من الغُلاة الذين يظهرون من وقت الى أخر، والمجلس يكفّرهم أنهم يشركون بالله ويعبدون سواه، حتى ولو كان الإمام علي (ع)، فهم فئة ضالة، ومحكوم عليهم شرعياً بالكفر”.
وحتى تتبين الحقيقة.. وما إذا كانت هذه الجماعة قد تفشت في لبنان.. إم إنها لا تزال في الإطار المحصور.. ولن نكون أمام انتحارات جديدة للشباب المضللين.. يبقى السؤال: إلى متى سنبقى عامل جذب لكل انحلال بالأخلاق أو الدين أو حتى منبعاً للسياسيين الفاسدين؟!
مصطفى شريف – مدير التحرير