«الشركة المتحدة» طفح كيلها بالإعلاميين الإشكاليين!
حتى الرافضين للمحتوى الذي تقدمه الإعلامية المصرية رضوى الشربيني، فوجئوا بقرار إحالتها إلى التحقيق الذي أصدرته قناة cbc التابعة لـ «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» خلال إجازة عيد الأضحى. صحيح أنّ المنشور الذي وجد طريقه إلى حسابات الشربيني على مواقع التواصل الاجتماعي، يندرج ضمن خانة التنمّر والإهانة، لكن الجديد هو سرعة التحرّك الرسمي رغم أنّ حالة الغضب من البوست لم تكن قد بلغت ذروتها بعد. مَنْ يقرأ ما بين سطور نص البيان المقتضب الذي نشرته صفحة cbc الرسمية سيدرك السبب الأقرب للصحة وراء التحرّك السريع وإحالة الشربيني للتحقيق. في مناسبة العيد، كتبت مقدمة برنامج «هي وبس» على شاشة قناة «سفرة» التابعة لـ cbc تقول: «مش فاهمة ليه البنات مش بتحب لحم الخروف بس بتحب ترتبط بيه».
هذه الكلمات «المهينة» في حقّ الرجال لا تختلف كثيراً عن القاموس الذي بسببه حققت رضوى الشربيني شهرة كبيرة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بعدما أدركت أنّ ملامحها الجميلة وفقرات برامجها المنوّعة على القناة المذكورة تحقق نسبة مشاهدة كبيرة، لكنّها ليست كافية للنجاح والنجومية. هكذا، بدأت بتوجيه رسائل تحريضية للمرأة ضدّ سلبيات الرجل الشرقي، مما حقق لها انتشاراً واسعاً على السوشال ميديا، فيما بدأت عباراتها الشهيرة، مثل «بلوك بلوك بلوك»، تظهر في الأفلام والمسلسلات على ألسنة الأبطال في مواقف مشابهة، لكن بعضهم استغل «منشور الخروف» وأطلق تساؤلاً أحرج «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» التابعة للاستخبارات المصرية التي تطلق دوماً حملات تدعو المجتمع للتجمّل بالأخلاق والتوقّف عن التنمر واستخدام هذه التشبيهات في المواقف اليومية.
فكيف سيقتنع الناس بهذه الحملات فيما إحدى نجمات الشركة تستخدم الألفاظ «المهينة» نفسها على حساباتها الافتراضية الشخصية. في هذا السياق، جاء البيان توضيحياً لسبب التحرّك السريع الذي يتزامن مع تسريبات عن حالة قلق وتوتر تسود أروقة الشركة الإعلامية الأكبر في الوطن العربي من حيث حجم الشاشات والصحف والعمالة.
حالة وُلدت بسبب انتقادات لتراجع الأداء والاهتمام الجماهيري بما تقدّمه نوافذ الشركة صحافياً وتلفزيونياً وإذاعياً، وبالتالي لم يكن هناك من مجال للتعامل مع منشور رضوى الشربيني على أنه «ترند وهيعدّي»، كما يحدث كثيراً في أمور تخص نجوم الشركة. والدليل أنّه لم يُطلَب من الشربيني حذف المنشور والاعتذار عنه أيضاً عبر صفحتها الخاصة حيث قنوات الشركة الرسمية لا علاقة لها بكلمات رضوى المهينة للرجل، لكن جاء في نصّ بيان إحالتها للتحقيق: «تعلن قنوات cbc عن تحويل المذيعة رضوى الشربيني للتحقيق، بسبب البوست الذي قامت بنشره على صفحتها الشخصية والذي تسبب في إساءة لاسم المؤسسة رغم أنّه لم يُذع أو ينشر على أي منصة من منصات القنوات»، في إشارة واضحة إلى أنّ «الشركة المتحدة» لن تتحمل أي انتقادات في المرحلة الحالية، ولو كان بسبب منشور «منفلت» على صفحة مذيعة معروفة أصلاً بهذا الأداء وبموافقة الشركة. والجدير بالذكر أنّ مفهوم «أثر الفراشة» انطبق على الواقعة أكثر من مرة، فإذا كان عدد كلمات المنشور الذي لا يزيد عن عشرة، أحال صاحبته للتحقيق بسبب قلق الشركة من الانتقادات، وبشكل فاجأ المعترضين أنفسهم الذين كانوا سيتعاملون مع البوست بشكل مستقل وينتقدون رضوى كالمعتاد من دون أي أمل في ردعها، لكن البعض نقل الكرة إلى ملعب قناة «mbc مصر» وطالب بتكرار التصرّف نفسه مع الوجه المناقض لرضوى الشربيني، أي ياسمين عز التي اكتسبت شهرتها من إطلاق دعاوى لخضوع المرأة للرجل الشرقي في محاولة لاستنساخ نجاح رضوى الشربيني. والأخيرة التزمت الصمت بكل تأكيد بعد قرار التحقيق.
وبعيداً عن نتائجه، سيؤدي هذا التحقيق إلى «تعقّل» الإعلاميين الإشكاليين قبل كتابة أي منشور افتراضي خوفاً من غضب الشركة التي تحتكر معظم نوافذ الإعلام المصري. وبالمناسبة، فقد أوقفت مقدّمة برامج الطبخ أميرة شنب على قناة «سفرة» أيضاً قبل أشهر بسبب تعدي كلبها على جارها وصولاً إلى قتله، لكن من دون أن تصدر أي بيان، خلافاً لما حدث الآن بسبب منشور رضوى والخروف. على الرغم من أنّ الواقعة الأقدم كانت تستحق الإعلان عن إجراءات «المتحدة»، لكن القلق والخوف من التغييرات لم يكونا قد طالاها بعد.
الاخبار