أردنيون يحولون البطيخ إلى لوحات فنية!

على جانب شارع بسوق مزدحم في وسط العاصمة الأردنية عمّان، تجمع مارة حول أنس الهندي وهو ينقش بأسلوب منسق وجميل على ثمار البطيخ.

وقال الشاب البالغ من العمر 33 عاما ويعمل بمتجر لبيع العصائر في السوق، إنه بدأ في تعلم فن النحت على البطيخ عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، ويأمل في فتح معهد لتعليم ما سمّاه “فنّا غريبا”.

وأضاف “فن النحت على البطيخ هو فن غريب لا يوجد بالأردن رغم أنه منتشر في الدول الآسيوية خاصة في اليابان ويسمى فن موكيمونو”.

وتتراوح رسوماته بين صور للمطربة المصرية الشهيرة أم كلثوم إلى الخط العربي وشخصيات الرسوم المتحركة.

وقال هندي إن نحت بطيخة واحدة يستغرق حوالي ساعتين وإنه يستطيع عمل “جميع أنواع الرسوم” عليها.

ورسم أشكالا منها رسومات كرتونية وأخرى كوميدية وفنية ومشاهير ومطربين وأناسا عاديين مثل خريج جامعة وعيد ميلاد أطفال صغار.

وأبدى سعادته بالفن الذي يقدمه مشيرا إلى أنه لا يواجه أي صعوبات سوى في انتقاء الثمار المناسبة.

وقال زائر يدعى كريم سعود إن ما يقدمه الهندي هو فن فريد من نوعه.

وعلى الرغم من أن هذا الفن حديث في الأردن إلا أن رامي عبدالعال أبدع في هذا المجال منذ سنوات، حيث يبدع أشكالا فنية تجذب العديد من الزبائن الجدد إلى محل العصائر الذي يشتغل فيه، من صورة المطربة المصرية الشهيرة أم كلثوم، وحتى تشكيلات زهور معقدة.

وحول بداياته يقول عبدالعال “كنت أعمل سابقا في صنع الكوكتيل وسلطات الفواكه، وأخبرني زملائي في العمل أني أصنع أشكالا جميلة، وعندما طورت من ذاتي، وبدأت النحت على الفواكه، بدأت الرسم والنحت حتى وصلت إلى هذه المرحلة في حياتي”.

ويوضح الشاب أنه لم يتعلم الرسم أبدا في مدرسة، أو حتى شارك في دورة تدريبية، لكنه منذ أدرك شغفه كان يقضي الساعات على الإنترنت ليتعلم ويتواصل مع طهاة في مسعى لتطوير مهاراته.

وأضاف “لم أكن أعرف الرسم، طورت ذاتي من خلال البحث عبر الإنترنت، وتواصلت مع طهاة حتى وصلت إلى هذه المرحلة، ومن يرغب بالتعلم سيتعلم”.

ويتذكر عبدالعال أنه في البداية كان بالكاد يستطيع شراء سكين نحت واحدة، لكن عندما بدأ بيع إبداعاته للزبائن تمكن تدريجيا من شراء مجموعة سكاكين تمكنه من إبداع عمل أكثر إثارة للإعجاب.

ويأتي الزبائن إلى محل العصير الصغير من أماكن قريبة وبعيدة في أنحاء الأردن من أجل رؤية إبداعات عبدالعال. ويطلب بعض الزبائن منه نقش شعارات يرغبونها على ثمار فاكهة متنوعة، ويفضل آخرون شراء تلك الثمار المزينة لتقديمها كهدايا. وقال الأردني فؤاد أحمد الذي جاء إلى المحل خصيصا من مدينة الزرقاء القريبة ليُسعد زوجته بنقش الحرفين الأولين لاسميهما مع قلب على ثمرة تفاح “أتيت إلى هنا من الزرقاء كي أسعد زوجتي، وطلبت من عبدالعال أن يرسم الحرفين الأولين من اسمي واسم زوجتي على تفاحة لأهديها إياها”.

ويقول عبدالعال إنه يحلم بتأسيس مشروع خاص به يقدم للزبائن فاكهة عليها نقوش مطلوبة مسبقا في مناسبات مثل أعياد الميلاد وغيرها من الأحداث في أنحاء الأردن.

ولا ينحصر النقش على البطيخ على الأردن فقط، فقد نظمت مصر الشهر الماضي مهرجان النحت على البطيخ في دورته الرابعة وسط حضور السائحين الأجانب من مختلف الجنسيات ولجنة تحكيم من أفضل الشيفات وخبراء السياحة في مصر بهدف تنشيط السياحة على شواطئ الغردقة.

ووفرت إدارة المهرجان كميات كبيرة من البطيخ، حيث يشمل المهرجان مسابقة النحت على البطيخ ومسابقة أطباق مقبلات وطبقا رئيسيا بالبطيخ وطبقا حلوا من البطيخ وعمل تورتة بالبطيخ وعددا من المسابقات المتنوعة.

ويبدع الشيف المصري حسن عزت الذي عشق فن الرسم منذ الصغر، وحين كبر نمّاه ولكن في مجال الفواكه والخضراوات.

ويرى عزت أن الأشكال والرسومات المميزة يعتبرها البعض بمثابة مقبلات طعام تفتح الشهية أمام الكثير من العازفين عن الطعام، فضلا عن ترويج السياحة.

ويحلم الشيف عزت بأن ينشئ مدرسة لتعليم العاملين بالمطاعم والفنادق فن النحت على الفواكه والخضروات، بما يساهم في تطوير بيئة العمل ويجذب السياح إلى المناطق السياحية بمصر.

العرب

مقالات ذات صلة