بعد عام على تسلمها رئاسة المعهد: هبة القواس… مراجعة حسابات وعرض إنجازات!
حرصت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس على مدّ يدها للجميع في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في مبنى المعهد. وطالبت كل من تهمه صورة لبنان الثقافة أن يقدم اقتراحات وأفكاراً تسهم في تعزيز دور ووضع هذا الصرح العريق. وجاءت كلمتها التي عرضت فيها إنجازاتها بمناسبة مرور عام على تسلمها مهامها رئيسةً للكونسرفتوار الوطني، وأكدت أن هذه المقارنة بين ماضٍ لم تتواجد خلاله في المعهد وحاضر حققت فيه الكثير هو بمثابة مراجعة حسابات.
وقالت: «المقارنة هذه هي نوع من محاسبة الذات. وهذه المراجعة دفعتني للتفكير بطريقة مختلفة تحضيراً للعام المقبل. وأنا أكتب كلمتي تراءت لي الأمور بشكل أوضح. وتذكرت الصعاب والتحديات التي مررت بها طيلة عام كامل. وهو ما زودني برؤية جديدة سأتبعها خلال تعاملي مع المستقبل».
حضر المؤتمر الذي دعت إليه القواس حشد من الهيئات التعليمية والإدارية ورؤساء الكادرات وطلاب المعهد. كما سُجل حضور لنقيب المحررين في لبنان جوزف القصيفي وعدد من الموسيقيين الذين يعملون في المعهد كالمايسترو أندريه الحاج.
استُهل المؤتمر بعزف النشيد الوطني اللبناني على البيانو من قِبل أحد طلاب المعهد. ومن ثم اعتلت القواس المنبر لتلقي كلمة عرضت فيها إنجازاتها خلال عام من تسلمها مهامها، وشددت على ضرورة الإبقاء على الموسيقى هوية ثابتة للبنان.
وعدّت القواس أن المهمة التي سلمها إياها وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى كانت ظاهرياً ترتكز على توليها رئاسة المعهد، ولكنها باطنياً كان هدفها إيقاف الانهيار المصاب به هذا الصرح العريق، فجاهدت من أجل بقائه والعمل على نهضته واخترقت الصعاب. «لقد استمددت من هذا الزمن الذي نصارع به، بقاء وقوة يصنعان المعجزات».
واستعرضت القواس أبرز الإنجازات التي حققتها منذ لحظة استلامها حتى اليوم، ومنها الحفلات الموسيقية الكبيرة إلى اتفاقيات التعاون في المجالات الاستشفائية والإعلامية والموسيقية والثقافية، وصولاً إلى اتفاقيات التعاون العربية والدولية عبر سفراء عرب وأجانب، بدأ المعهد الوطني يقطف ثمارها.
واستذكرت بعض الاحتفالات الكبرى، منها الحفلة الضخمة التي أقيمت في قصر الأونيسكو بمناسبة عيد الاستقلال، وهي كانت الحفلة الوحيدة الرسمية للمناسبة برعاية وزير الثقافة. وختام الحفلات للعام 2022 مع الاحتفال الميلادي المبهر في كنيسة مار يوسف الذي أكد صمود لبنان الثقافي وإشعاعه الفكري عبر الصرح الوطني. ومن أبرز الأنشطة الموسيقية الاحتفال الذي أقيم في باحة مستشفى بعبدا الحكومي، الذي كرّست عائداته لتغطية استشفاء جميع العاملين في المعهد بعد اتفاقية تعاون مع المستشفى، في سابقة من هذا النوع.
كما نوّهت بحفلات مطار بيروت التي أقيمت بمناسبة عيد الموسيقى. ورغبت من خلالها في أن توصل رسالة أمل إلى اللبنانيين المغادرين بلدهم والواصلين إليه من الخارج. «لقد أحياها نحو 70 عازفاً وعازفة ضمن حفلات منفردة وجماعية لاقت الصدى الطيب لدى اللبنانيين».
وعدّدت القواس بعض المنجزات التي تحققت، ومنها على الصعيد المحلي مع مؤسسات خاصة ورسمية، كالاتفاق مع مستشفى بعبدا الحكومي لتغطية تكاليف استشفاء جميع العاملين في الكونسرفتوار، وأعلنت عن اتفاقيات جديدة مع مستشفيات أخرى لتقديم الخدمات الاستشفائية نفسها، واتفاقيات مع صروح تربوية كبيرة ومؤسسات أخرى داعمة ومتعاونة. وأشارت القواس إلى الدعم الذي تحظى به من مجلس إدارة الكونسرفتوار والإداريين وجميع المتعاونين من داخل المعهد كعائلة واحدة.
وأعلنت عن خطة ستعتمدها في الأيام المقبلة لإرساء التعددية الفنية في المعهد. ويمكن أن تقفز خارج حدود المعهد فتحرز الفرق على أرض الواقع.
وقد شددت القواس على نجاحها في تأمين رواتب العاملين في المعهد كما وعدتهم تماماً من خلال مراسيم رسمية. وقالت: «هذه المراسيم التي رفعت أجور الموسيقيين والأساتذة والأوركسترات، بعد صدور قرار مشترك بين وزير المالية ووزير الثقافة، كرّس الراتب الجديد كحق مكتسب لجميع الأساتذة والعاملين ابتداء من 1/1/2023. وتابعت: «وفي هذا الإطار، تمكنت من الاستحصال على حقوق العاملين في المعهد المتوقفة منذ العام 2021، وبعد الموافقة على جميع المراسيم وقّع وزير المالية الداعم للمعهد على جميع مستحقات 2022. كما استحصلت على موافقة لإعطاء النقل المؤقت بعد معركة خاضتها القواس لتثبيت حق المتعاقد في الكونسرفتوار أن يحصل عليه».
وختمت القواس: «إننا بصدد العمل على رفع مستوى أنظمة المعهد المالية والإدارية والأكاديمية وقوانينها. وكذلك على تغيير المناهج التعليمية كافة في المعهد لتتناسب مع المستوى العالمي. ونجتهد كي نوصل المعهد الى نظام الـ(إيكو سيستيم) الموسيقي الكامل في لبنان والمنطقة».
فيفيان حداد- الشرق الاوسط