نجوم عرب اعتزلوا الفن واختاروا التديّن!
شهد مجال الفن في العالم العربي على اعتزال عدد كبير من الفنانين والنجوم، بعد اختيارهم متابعة حياتهم في مسار آخر، يتناقض بشكل كبير مع الفن، ألا وهو طريق التديّن. اختاروا الدين ليكون المحطة التي تنير دربهم، معتبرين أنّ مجال الشهرة أبعدهم عن طريق الإيمان وعبادة الله.
ولاقت هذه الخيارات المفاجئة ردود فعل متباينة، إذ اعتبر جزء من جمهور من اختار درب التديّن من النجوم، أنّ خيارهم عظيم، ويشجّع على الامتثال بهم. والبعض الآخر، حزن على غياب من أحبّوا فنهم وإبداعهم من النجوم، عن الساحة الفنية، وابتعادهم عن الأضواء. وبما أنّ أيام عيد الأضحى قد أقبلت، لا بدّ من التطرّق إلى عدد من النجوم المعتزلين، رغبةً في إرضاء ربهم.
يُعدّ الفنان الأردني المعتزل أدهم النابلسي، أحد المحدثين صدمةً داخل الوسط الفني، بعد اتخاذه قرار الاعتزال، ليس منذ زمنٍ بعيد، إذ أعلن قراره منذ عام ونصف تقريباً. واعتزل النابلسي الغناء بشكلٍ نهائي، لأنّ هدفه فيه “لا يتماشى مع إرضاء ربّ العالمين”، حسبما قال في فيديو نشره عبر “فيسبوك”. وطالب جمهوره بدعمه في خطوته الجديدة.
وتفاجأ الجمهور العربي بقرار اعتزال جديد هذا العام، بعد أن بدر من نجم “ذا فويس كيدز” الشاب خالد الفايد، الذي أعلن اعتزاله الغناء في شهر شباط (فبراير) من العام الجاري. ونشر الفايد في “فيسبوك”، صورةً له وهو يرتدى زياً إسلامياً، وعلّق: “اللهمّ اجعل توبتي وعملي خالصاً لوجهك الكريم. أعتذر لن أردّ على أي أحد يدلّنى على طريق فيه معصية لربنا عزّ وجلّ”، مضيفاً: “أرجوكم لا أحد يقول لي غنّي مجدداً، كفاية. حقاً لا أحتاج أموالاً، لا شهرة، لا علاقات ولا أي سراب من هذا كله”.
سار بعض فناني العصر الحديث على درب من مرّ قبلهم، إذ سبق واتخذ عدد من الفنانين في الماضي قرارات مماثلة. والممثلة المصرية من أصول سورية، شمس البارودي هي واحدة منهم، فقرّرت عام 1982، اعتزال التمثيل وارتداء النقاب، بعد زيارتها إلى مكة المكرّمة، لأداء مناسك العمرة مع والدها. وتبرأت من جميع الأعمال المشاركة فيها.
ونشرت البارودي إعلاناً على صفحة إحدى الجرائد المصرية، فور اعتزالها الفن، تعلن فيه التبرؤ من أعمالها، وكتبت: “من ضار مسلماً ضاره الله، ومن شاق مسلماً شق الله عليه، صدق رسول الله. تعلن السيدة شمس البارودي أنّ الأفلام التي تُعرض لها حالياً أو مستقبلاً، كلها أفلام قديمة صُوّرت منذ سنوات بعيدة. وتعلن أنّها اعتزلت الفن نهائياً بعد عودتها من العمرة، منذ شباط (فبراير)، عام 1982. وحسبي الله ونعم الوكيل”.
وبحلول عام 2008، اضطرت البارودي إلى خلع النقاب بعد التضييق على من يرتدينه في إنكلترا، بعد تفجيرات لندن، خصوصاً أنّها كانت تسافر لزيارة ابنتها هناك، واكتفت بارتداء الحجاب.
ومن بين الأصوات المميزة المعتزلة الغناء، الفنان اللبناني السابق ربيع الخولي، إذ اعتزل ليتخذ صفة دينية عام 2000، بعد أن عرفه جمهوره كنجمٍ لسنواتٍ طويلة، فأصبح يُعرف بـ”الأب طوني الخولي”. ودخل الخولي سلك الرهبنة عقب وفاة شقيقه ومدير أعماله سليم، في حادث سير أليم، عام 1999. وقرّر تلبية نداء الرب، حين كان في أوج شهرته وعطائه الفني. ومع اعتزاله الفن، تخلّى عن اسمه الفني ربيع الخولي، وعاد إلى استخدام اسمه الحقيقي.
وأعلن، أنّه ليس هو من اتخذ قرار الدخول إلى الرهبنة، إذ قال: “حين يريدك الله ويعطيك النعمة، يُدخلها إلى قلبك ويحرق كل زاوية الندم. يسألونني الناس كثيراً إذا كنت أندم على هذا القرار، ولكن كيف أكون عند الله وأعمل في خدمته وأكون نادماً!؟ فالإنسان بطبعه يحب أن يكون متكبراً، مشهوراً ومالكاً للمال. ولكن حين يريدنا الله، فهو يعمّدنا من لحظة تكويننا في حشاء والدتنا”.
ودخل الخولي في نيسان (أبريل) عام 2000، دير الإبتداء في كفيفان، التابع للرهبانية اللبنانية المارونية. وبقي لأسبوع حتى يختبر دعوته، ثمّ دخل الدير رسمياً، في 25 حزيران (يونيو) عام 2000، واتخذ صفة الراهب. وأصبح بعدها كاهناً، بتاريخ 28 حزيران (يونيو) عام 2008. وبقي طيلة 15 عاماً، منذ عام 2000 إلى عام 2015 في الدير، ونادراً ما خرج منه، إلى أن غادر بملء إرادته، مطالباً بتجريده من الرهبنة، بعد أن حدثت معه أزمة، أجبرته على الهجرة إلى كندا. وترأس في بلاد المهجر، جمعية “روح الرب”.
النهار العربي