هذه ليست سياحة في لبنان… بل “أهليّي بمحليّي”!
“أهلا بهالطلّة أهلا” ولكن من يراقب جودة ما يُقدَّم لأصحاب “هالعَيْن الكحلا”؟…
بمعزل عن الترحيب المُفرِط بالسيّاح، وعن القيام بالمستحيل لمحاولة اجتذابهم، فإنه لا بدّ من البحث ولو قليلاً بما يُقدَّم لهم في المطاعم اللبنانية، وفي مختلف المحال التي يُمكنهم أن يتسوّقوا فيها، وعلى مستوى الخدمات التي يمكن أن توفّر لهم إقامة موقّتَة مقبولة.
“أهلا بهالطلة”
فإذا كان اللبناني يُعاني لكونه لا يعرف ما هي نوعية الطعام التي يتناولها في أي مطعم، و(يعاني) من جراء مياه الشرب الملوّثة، أو غير المُطابِقَة للمواصفات، ومن المواد الغذائية مُنتهية الصلاحية، ومن تلك المُخزَّنَة، والمهرّبة، والمزوّرة… ومن نتائجها على الصحة، فكيف يمكننا أن نقول لأي سائح “أهلا بهالطلة أهلا”؟
وإذا كان اللبناني يُعاني من سوء جودة مختلف أنواع الخدمات، ومن تبعات الوضع الأمني المُتعَب، ومن الأوضاع الاستشفائية والدوائية الكارثية، ومن فقدان الرقابة على الأسعار، ومن غياب المرجعيّة الصالحة للشكاوى والملاحقات، فكيف لا نخجل من القول لأي سائح، “أهلا بهالطلة أهلا”؟
ما هو؟
كنّا نتمنى مطالبة السلطة اللبنانية باستعادة أزمنة السياحة والاصطياف القديمة في لبنان، الذي شكّل مقصداً للسياح العرب والأجانب، لا سيّما من دول الخليج، خلال العقود الماضية.
ولكن بتدقيق أكثر، نسأل عمّا هي هذه السياحة، ومواسمها، في بلد “الفلتان” المُزمن على المستويات كافة، حيث كانت تعرض بعض المطاعم في بعض المناطق، قوائم طعام مخصّصة لبعض أنواع السياح مثلاً، بأسعار معيّنة، وقوائم أخرى لغيرهم، وبأسعار أخرى؟
فما هو هذا البلد؟ وما هو مستوى السياحة فيه، سواء في أزمنة “العزّ” أو الضّيق؟ ومن يراقب ما يُقدَّم للسيّاح، وما يتناولونه، ومن قد يعرّضهم للسرقة، سواء لاحظوها أو لا؟ أسئلة يحقّ لنا، قبل السائح، أن نعرف أجوبتها، قبل أن يكون “إلنا عَيْن نقول” “أهلا بهالطلة أهلا”.
من يفحص؟
شدّد مصدر مُطّلع على أنه “بموازاة ضرورة التدقيق بما يُقدَّم للسياح في المطاعم وكل مكان، نسأل أي مسؤول في الدولة إذا ما كان قادراً على أن يؤكد للسائح إذا سأله، هل هذه السلعة أو تلك التي أشتريها مهرّبة أم لا؟ وهل هي بالمواصفات نفسها لتلك التي يُدخلها الوكيل الرسمي الى السوق أم لا؟”.
وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أنه “لا بدّ أيضاً من الانتباه الى الوسيلة التي قد يعتمدها السائح للتنقّل في لبنان، وإذا ما كانت شرعية بالفعل، أو لا. فمن هو ذاك الذي يفحص ليس فقط ما قد يدفعه السائح لقاء التنقّل بين منطقة وأخرى، بشكل فردي، بل إذا ما كان باص النّقل مرخّصاً أو لا، وبـ “نمرة” شرعية أو لا؟”.
ليست سياحة
وأوضح المصدر أن “السياحة اللبنانية الكبرى هي تلك التي تقوم على المغتربين اللبنانيين الذين يعملون في الخارج، والذين يعودون صيفاً لتفقُّد عائلاتهم. وبالتالي، لا شيء فعلياً اسمه سياحة في لبنان، بل عودة مغتربين”.
وأضاف:”لا أجانب يأتون من أجل السياحة بشكل فعلي هنا. والسياح الأجانب خلال بعض المواسم، هم أبناء، أو أصدقاء، أو أقارب… بعض الأجانب الذين يعملون في شركات ومؤسّسات معيّنة في لبنان، أو أقارب وعائلات جنود قوات “يونيفيل” العاملة في الجنوب. فهؤلاء يزورون البلد عندما يحين موعد رؤية أقاربهم، وهم يقومون ببعض الحركة السياحية القليلة. وأما السيّاح العرب، فما عادوا يعتبرون أن لبنان وجهة سياحية أساسية لهم، منذ نحو 11 عاماً، إلا في بعض الحالات الفردية”.
وختم:”المغتربون هم أهل البلد، وهم الذين يحرّكون السوق في لبنان عملياً خلال فصل الصيف، ومختلف مواسم السنة. ولكن هذه ليست سياحة، بل “أهليّي بمحليّي”.
انطوان الفتى- اخبار اليوم