خاص: حبس أنفاس… تيمور رئيساً !
لم يسبق لأهالي الجبل من الشوف إلى عاليه والمتن الأعلى أن حبسوا أنفاسهم كما حصل يوم أمس في 25 حزيران.. فالكل كان متوتراً لأن القضية تقرير مصير.. و”المعركة عالمنخار”، عمليات الفرز تتسارع والكل على أعصابه يسأل: “شو صار مع تيمور؟!”..
وبعد طول انتظار.. وفي ظل الترقب وطرقات القلوب المتسارعة.. تصاعد الدخان الأبيض.. فعلها الجنبلاطيون.. فعلها أحباب “المُعلّم”.. واختاروا جنبلاط الحفيد “تيمور بيك” رئيساً لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي”.. مُفسحاً المجال أمام وليد بيك الذي قرّر العودة إلى صفوف المواطنين المُسالمين.. الكارهين للسياسة ودهاليزها.. “وهلق صار فيه يغرّد هو ومرتاح”.. ويسير في شوارع الوطن والعالم بعيداً عن التزاماته السياسة..
انهمرت دموع البيك.. حتماً استعاد نفس المشهد منذ 46 عاماً.. لكن مع بعض التعديلات في الصورة.. ففي أجواء المختارة 2023.. ليس هناك استشهاد ورحيل قائد ومعلّم على أيدي مجرمين.. ونقل الأمانة من خير خلف إلى خير سلف.. بل هناك بطولة من نوع آخر.. ونزول طوعي لقائد زهد بالسياسة وبشياطينها.. ففرد شراع مراكبه لرياح الحرية.. ومضى تاركاً إرثاً تتناقله الأجيال..
يوم استشهد القائد كمال جنبلاط وحمل “وليد” المشعل ليكمل الطريق.. كانت الحرب العبثية لا تُبقى ولا تذر.. والحمل أثقل وأقسى وأمضى من سيف بتّار في مرحلة مفصلية من التاريخ اللبناني الملطّخ بالدم.. أما النائب المؤتمن تيمور بيك وإنْ تسلّم الأمانة أيضاً في مرحلة حسّاسة ودقيقة جداً في زمن الانهيار اللبناني.. فإنّه قد يكون من الأجدر بإكمال مشوار الوليد بعد الكمال.. خاصة أن خبرته النيابية مهدّت الطريق لاستلام زمام المبادرة..
رب قائل يقول بأّن مشهد الجبل باختيار تيمور كان “تمثيلية من مشهديات الديمقراطية العربية”.. مع توريث الإبن منصب والده و”الخيمة الحامية” انتخابات حزبية ديمقراطية.. و”يا ويله ويا سواد ليله اللي ما بينتخب..
“تنازل الملك واستلم الملك”.. كي لا نقول “مات الملك.. عاش الملك”.. فإن التسليم والتسلّم بين الأب والإبن الرافع للواء الروح الجديدة للحياة السياسية في هذا البلد.. وإن كان “دينكوشوتيا” في مصارعة طواحين الإرث السياسي اللبناني.. إلا أنّ الآمال المعقودة عليه وحدها الحكم بإن كان على قدر مسؤولية قيادة البيت الجنبلاطي العريق أم إنه آخر السلاطين؟!
Checklebanon