خاص شدة قلم: هل تأمّلنا كثيراً من التغييريين.. أم إنهم مجموعة “عجزة”؟!

شاءت المشيئة أن تسد شاحنة كبرى طريق سيارتي.. فأضطر لاستقلال سيارة أجرة.. وخلال مجريات الحديث أدلى السائق على مسمعي امتعاضاً من “النواب التغييريين” الذين انتخبهم..

يوم أو اثنين وخلال لقاء عائلي.. تحدثت إحدى السيدات المثقفات عن خيبة الأمل التي يعيشها المواطن اللبناني من فشل “النواب التغييريين” بإحداث ولو شرخ بسيط في الواقع البرلماني الساقط..

وبعد عدة أيام تتكرّر أمامي عبارات تحمل نفس المعاني من طبيب جرّاح على مستوى عالٍ من الاضطلاع السياسي.. بل وكان من أوائل المناصرين لـ”ثورة 17 تشرين” ولا يزال يؤكد أنها لم تفشل بل سُرقت..

“تعدّدت الطرقات والدرب واحد”.. تلك خلاصة ما سمعته وتلك أيضاً خلاصة اليأس الذي شعر به اللبنانيون التوّاقون إلى طوق نجاة.. ولو كان عبارة عن مجموعة من القش العائم على وجه الماء.. لكن في مقابل هذا اليأس مجموعة من الأسئلة اخترقت بالي: هل نحن “كبّرنا الحجر” وتأمّلنا الكثير من 13 نائباً.. بعضهم تغييريون فعلاً والبعض الآخر لهم أجنداتهم وعلاقاتهم؟!..

هل عشنا وهم أنّهم سيقلبون البرلمان رأساً على عقب؟.. وينقضون على وحش الفساد… وننتقل معهم إلى مدينة أفلاطون؟.. هل نطلب منهم الكثير ونحن نعرف أنه ليس بمقدورهم أقلّه في الوقت الحالي؟.. وقد يستعيطون إحداث تغيير ولو بسيط على المدى الطويل؟.. لكننا ضقنا ذرعاً بما نعيشه من مآسٍ؟!!

هل نطلب الكثير من أسماء عرفنا بعضها ووثقنا بها.. وأسماء لم نسمع بها إلا في زمن الثورة امثال “الزرازير وويلاتها”.. وأسماء قفزت بـ”قدرة قادر” إلى صفوف الثوار؟!.. هل الكثير هو حقنا برئيس للبلد؟! هل الكثير هو رئيس “نظيف الكف” لا ينتمي إلى هذا الحزب أو يتبع تلك الطائفة أو “مكسورة عينه” لهذا أو ذاك أو ذلك؟!

هل الكثير هو أن ننعم بالكهرباء أقله 12 ساعة.. مع أنهم في مجاهل إفريقيا ينعمون بها 24/24.. هل الكثير هو حصول أبنائنا على العلم.. الذي أصبحت المدارس الخاصة كـ”المقاصد، الإنجيلية الكاثوليكية” وسواهما تتاجران به وليتعلّم أبناء الأثرياء فقط؟!

لن أغوص في بحر الطبابة والدواء والموت على أبواب المستشفيات.. لن أعمّق إلى قعر المصارف وزعيمهم “حاكم المركزي” الذي سرق أموال المودعين والمال العام..

المحروقات وطوابيرها.. المخدرات والكبتاغون وترويجها وانتشارها.. السلاح وتفلّته والتهديد والوعيد.. القتل بسبب ركنة سيارة أو أفضلية مرور.. جرائم ومصائب النازحين واللاجئين والمُقيمين..

قد تكون كلّها مطالب مُحقة.. لكن حَلمنا أكثر من حجم الحلم.. فاستيقظنا على كابوس عجز “التغييريين” عن إحداث تغيير بين بعضهم البعض.. وهم المجتمعون من بيئات وانتماءات وتيارات وآراء مختلفة.. ولكن ما أن “ذاب التلج وبان المرج” بدأت الخلافات تدب في ما بينهم وبدأوا ينشطرون وينقسمون على بعضهم البعض.. وعجبي على لبنان وأهل لبنان!!

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة