شكوى عون لم تكن في زمانها ولا في مكانها: خيارات باسيل.. إنتحار عن سابق تصوّر وتصميم!
يدور همس بالدوائر الضيقة في “التيار الوطني الحر”، بأن النائب جبران باسيل استنفد كل ما يمكن ان يقدمه له عمه الرئيس ميشال عون من دعم ومن محاولات إقناع عدد من نواب تكتل “لبنان القوي” السير بخياراته، حيث لم يتمكن الرئيس عون بالرغم من اصرار باسيل على حضوره الاجتماعات الثلاثة الاخيرة من تبديل مواقف النواب المعترضين على خيار دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.
المعارضة النيابية البرتقالية بدأت تعبر عن نفسها بشكل واضح وجدي وهي تتجه نحو تهديد وحدة وتضامن تكتل لبنان القوي برئاسة باسيل، وذلك من خلال مؤشرات أبرزها:
أولا: مقاطعة خمسة نواب من المعترضين اجتماع المجلس السياسي للتيار الوطني الحر بالرغم من حضور الرئيس عون.
ثانيا: زيارة أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان الى بكركي ووضع نفسه في تصرف البطريرك بشارة الراعي ما يعني نصف خروج من تكتل لبنان القوي، وفي هذا الاطار تشير مصادر في التيار الى ان احدا لا يستطيع ان يلوم كنعان على خطوته، كونه من غير المبرر ان يفضل باسيل المرشح ازعور على زميله في التيار والذي يرغب كثير من نوابه ترشيحه الى رئاسة الجمهورية.
ثالثا: الجولات التي يقوم بها النائب الياس بو صعب لاستكمال مبادرته، وهو بات يتصرف كنائب لرئيس مجلس النواب وكمرجعية أرثوذكسية في إشارة واضحة الى خروجه من تحت عباءة باسيل.
رابعا: اعتراض عدد من النواب الذي شاركوا في اجتماع المجلس السياسي للتيار على خيار أزعور والحديث عن الاحراج الذي يواجهونه مع جمهورهم في ترشيح شخصية لا تمت الى التيار بصلة ومحسوبة على المنظومة ولديها اكثر من ملف في كتاب “الابراء المستحيل” الذي اصدره التيار وسلمه للقضاء اللبناني.
تشير مصادر مواكبة ان كرة الاعتراض تكبر في تكتل “لبنان القوي” ما سيفقد باسيل عددا لا يستهان به من النواب الذين لن يسيروا في خيار التصويت لأزعور ما سيضعف موقفه امام من تقاطع معهم، خصوصا ان حجمه لن يتعدى مجموع كتلتيّ “تجدد والكتائب”.
وتلفت هذه المصادر الى ان ثمة اعتراض اكبر داخل تكتل “لبنان القوي” على الامعان في توتير العلاقات مع حزب الله، باعتبار ان التخلي عن تفاهم “مار مخايل” سيجعل التيار وحيدا من دون حليف، وسيؤدي الى تصدعه وهو الذي يتغنى باسيل بأنه الاكبر مسيحيا والنتيجة ستكون في النهاية عدم وصول أزعور الى الرئاسة، ما يعني انتحار سياسي عن سابق تصور وتصميم.
لا شك في أن هذا الارباك الذي يخيم على التيار الوطني الحر ضاعفته زيارة الرئيس ميشال عون الى سوريا حيث تؤكد المعلومات ورغم النفي البرتقالي، ان البند الرئاسي كان حاضرا وان الرئيس عون شكا للرئيس بشار الاسد اصرار الثنائي الشيعي على التمسك بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
وفي هذا الاطار تشير مصادر واسعة الاطلاع الى ان توقيت الزيارة لم يكن موفقا، وان شكوى الرئيس عون لم تكن في زمانها ولا في مكانها، حيث تعتبر المصادر ان ما شهدته المنطقة من مصالحات وتفاهمات يصب كله في مصلحة المحور الداعم لفرنجية، فكيف يمكن ان يأتي الرئيس عون في هذا التوقيت ليقنع أحد اركان هذا المحور بالتخلي عن فرنجية لمصلحة مرشح آخر لا يمت اليه بصلة؟، وهنا بحسب المصادر يمكن فهم ما جرى تسريبه عن لقاء عون الاسد بأن الرئيس السوري احال الرئيس اللبناني السابق للتفاهم مع حزب الله كونه حليفه الوحيد في لبنان.
غسان ريفي- سفير الشمال