خاص شدة قلم: هل فهم اللبنانيون الرسالة السعودية…إنّ الغد لناظره قريب؟!
في ضوء مستجدات الساحة الداخلية، من لقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالمطران بولس عبد الساتر، موفداً من البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي للتشاور بشأن الملف الرئاسي، بالتزامن مع انسحاب النائب ميشال معوض لصالح الوزير السابق جهاد أزعور مرشحاً رئاسياً.. معلومات كثيرة تقاطعت وأرخت بظلالها على المشهد اللبناني.
وعليه، فإنه ومن داخل أروقة أحد القصور “اللبنانية”، جُزِمَ بأنه إذا لم تتدخل الرياض على خط الاستحقاق الرئاسي، فلن نتمكن كلبنانيين من انتخاب رئيس، وسوف نبقى في دائرة الفراغ القاتل، لأن أطراف البلد المهترئ لديهم كامل القدرة على تعطيل النصاب، وفقاً لطموحاتهم وآمالهم.
من هنا يأتي منسوب التراجع في نشاط السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، ليقتصر من الحين والآخر على شخصيات بعيدة عن محورية الملف الرئاسي، إلا أنّ لتغريداته رسائل تلعب دوراً مفصلياً في توجيه بوصلة الاستحقاقين الرئاسي والحكومي، ولاسيما منها دعوته إلى كلمة سواء، إثر لقاء السيدة رباب الصدر شمس الدين.
وعلى هذه الخلفية ثمة اجتماعات ولقاءات تطبخ بنود تسوية عاجلة وعلى نار حامية، لكن بعيداً عن الأضواء، كي لا تحترق، ويكثر الطبّاخون بين مهرة وفاشلين، ومنعاً لأن تخرج عن سكة السياسة السعودية التي تصنّف المرجعيات اللبنانية السياسية والروحية على مسافة واحدة، انطلاقاً من نهج سعودي قديم لم يتغيّر، ويؤمن بأن على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم، وهو ما تُرجم في البند المتعلق بلبنان والصادر عن قمة جدة العربية.
وفيما ابتعد السفير بخاري عن المشهد، ليراقب إن كان اللبنانيون قد فهموا الرسالة وبدأوا بالتنادي إلى “كلمة سواء”، وإنْ كان التقارب البطريركي – الحزبلاوي من جهة، وانسحاب معوض لصالح أزعور من جهة أخرى، يتماشيان مع التوجه الفرنسي المؤيّد لأي توافق محلي – إقليمي – دولي على الرئاسة اللبنانية، رغم إعلانه المسبق عن تأييده لسليمان فرنجية رئيساً، فإنّ الغد لناظره قريب.. ما يحملنا إلى طرح سؤال: هل اقترب ظهور الدخان الأبيض؟.. أغلب الظن: إن شاء الله وليس أكثر.. ولكن!!
مصطفى شريف- مدير التحرير