خاص شدة قلم: ليس المايو السبب.. بل نحن شعب بلا شرف!!

سمحتم أم لم تسمحوا لي “نحن شعب بلا شرف”.. ليس دفاعاً عن اللباس المحتشم.. أو حفاظاً على اللحم الرخيص.. بل قهراً من شدّة غباء هذا الشعب.. الذي انتهت كل مصائبه وعاد بلده كما كان في ستينيات القرن الماضي “سويسرا الشرق”.. ومن شدة الفراغ “ابتدعوا أزمة المايو”..

يا “أوباش” مسلمون كنتم أم مسيحيين.. أو لأي ملّة أو مذهب أو دين.. كل مَنْ تطرّف وتهجّم وانتقد وشتم وتوعّد “مثل الشيخ العيلاني حين قال “سنمنع”.. ومثل جحافل مواقع التواصل المتوعدين برفع الحجاب على رؤوس النساء المسلمات إذا ما تواجدن في مناطق مسيحية.. أو حتى كما هو معروف ممنوع السباحة بـ”البوركيني” على شواطئ جبيل أو البترون..

الأرض أرض الله.. قبل أنْ تكون وطناً واحداً لكم جميعاً.. الأرض بما رحبت للكل يعني للكل.. ومَنْ يحترم نفسه امرأة كانت أو رجلاً.. يقدّر القيم والأماكن والمواقع.. فهل تدخل سافرة إلى مسجد أم إلى كنيسة؟!.. وكم كانت وقورة ومحترمة الزميلة جويس عقيقي حين التقت وزير الخارجية الإيراني وقد غطّت رأسها.. رغم تعرّضها لوابل من السفاهة والهبل..

أُريد أن أسأل الشيخ الوقور ألم ترَ عيناك جوعى وفقراء يموتون غرقاً في مراكب الذل.. الهاربة إلى أمل الحياة فيبتلعهم البحر؟!

ألم ترَ عيناك الشواطئ اللبنانية من أقصى الشمال إلى الجنوب.. وقد عمرت بأرتال النفايات ومياه الصرف الصحي.. حتى أصبح البحر اللبناني بؤرة أمراض وأوبئة؟

ألم ترَ عيناك أطفالاً يفترشون رمل الشواطئ ويلتحفون فراغ السماء.. فيصطادهم تجار الرقيق الأبيض أو مافيات المخدرات؟!

ألم ترَ أو تسمع أو تشاهد إلا نسوة خلعن سترهن ونزلن إلى الشاطئ بملابس سباحة.. هُنَّ خسرن قيمهن وكراماتهن.. لأن لباس المرأة المسيحية الحقيقي هو زي السيدة مريم العذارء.. وإن كنت لا تدري فبإمكانك أن تسأل رجال الدين المسيحيين.. الذين لا يرتضون العهر بذريعة الحرية..

أما جماعة “النسويات” والدفاع عن حقوق المرأة .. فقليلة عليكن عبارات الشتم والأجدر بكن الجلد.. لأنكن سرعان ما استغليتن فرصة للفتنة حتى عثتن فيها فساداً وسارعتن إلى رفع راية الحرية واستعادة الحقوق المسلوبة.. فيما أنتن(او بعضكن) شياطين في زي بشر..

ويأتي الدور على “إخواننا في الوطن”.. أنا مصطفى المسلم أخي وصديقي ورفيق عمري كميل المسيحي الأرثوذكسي.. ومثل كميل هناك كلود الماروني.. وبينهما داني وجورج وروجيه وجوزيف.. ماذا أقول عنهم.. غير أنّهم بلسم في زمن الوجع.. وسندي عند الضعف.. أكلنا الخبز والملح.. سهرنا ورقصنا.. عشنا أياماً حلوة مُرّة.. فرحنا معاً وتألمنا معاً.. وأكاد أجزم إنْ سئلوا عنّي ستكون أجوبتهم بمثل ما وصفتهم لأن “قلوبنا شواهد”..

وقبل أن أختم أريد أن أسأل اللبنانيين جميعاً: هل شاهدتم الانفتاح الإماراتي على الدنيا؟!.. هل سمعتم كيف بدأت أرض السعودية تستقطب الحياة إلى قلب الصحراء؟.. هل رأيتم كيف أصبحت قطر قبلة العالم؟!.. والأردن تروّج للسياحة، ومثلها سلطنة عُمان، وحتى سوريا الخارجة من جحيم الحرب..

أما نحن فما زلنا نتقاتل على جنس الملائكة.. هذا عيب وهذا حرام.. ونتحجّم في “مربّع من التخلّف”.. واحدنا يرفع راية الدفاع عن الإسلام وآخر يشهر سيف “جنود الرب”.. وبينهما مَنْ ينطوي ويسعى لتقسيم البلد تمهيداً لكونفدرالية.. قد تكون الحل الوحيد إذا ما بقينا على هذا التفكير المريض؟!

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة