خاص: سامحهم يا مايوه.. إنّهم لا يدرون كيف يسبحون !

لم يكن ينقصنا إلا المايوه كي يكون مادّة إشكالية في بلد المشاكل لبنان، وأن ينقسم الشعب بمنطق “مين مع المايوه ومين ضدّه”.

المشكلة ليست مذهبية ولا حتى طائفية، وبكل تأكيد ليست مناطقية، فالصبايا اللواتي يمارسن هواية السباحة من كل الطوائف اللبنانية وبينهن بنات رجال دين، كما أنه ليست هناك علاقة بين المايوه والتديّن، فكثير من روّاد المسابح رجال وإناث من بيئات دينية مختلفة.

إذن ما المشكلة؟، هي بكل تأكيد مرتبطة بالعقليات المتحجّرة، التي لا تقبل الآخر المختلف، وتريد السيطرة على الأماكن من مدن وقرى، وجعلها تتبع فكرة واحدة وقيماً معيّنة.

وكي لا يكون كلامنا مجرّد شعارات، علينا أن نُجيب على سؤال جوهري: ما هو الحل؟، ليس في مشكلة لبس المايوه أو عدم لبسه، وإنّما في مدى قدرتنا على حفظ التنوّع في هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بضجيجه.

كي لا نسقط في كل مرّة بمشكلة، علينا أنْ نتّفق على معايير مشتركة، تتمتّع بقوّة الإلزام للجميع بإحترام الأخر، وتراعي أنّ هذا البلد يضم عقليات مختلفة، وهي ميزة لبنان المتنوّع البعيد عن التديّن والتشدد والانغلاق، وأيضاً ممارسة وفهم الأديان على حقيقتها و”مش كل واحد فاتح عحسابه”..

جمع المتناقضات اللبنانية تبدو مهمة مستحيلة، لذا سنواجه كل يوم “مايوه” يجعلنا ندخل مرحلة صدامية، فنتلهّى بالقشور عن المضمون.

وعلى أمل أنْ تتخطّى صيدا أزمتها العابرة.. كل مايوه وأنتم بألف خير، أما أنتَ يا مايوه فسامحهم لأنهم لا يدرون كيف يسبحون ويغوصون في أعماق الجهل والتخلّف والتقوقع.. وينطبق عليهم المثل القائل “لا بيسبحوا ولا بخلّوا حدا يسبح ولا بزيحوا من درب السبيحة “.

محمد جابر- Checklebanon

مقالات ذات صلة