خاص شدة قلم: انتهت الحرب.. وسيتقاسم الغربان الجثمان العربي!

بتاريخ 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.. قرّرت جامعة الدول العربية مجتمعة “تعليق مشاركة وفد حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من 16 منه”..

وبتاريخ 7 أيار (مايو) 2023، قرّرت نفس الجامعة “الاستئناف الفوري لعودة سوريا إلى شغل مقعدها في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظّمات والأجهزة التابعة لها”..

بين التاريخين 11 عاماً ونصف العام.. “مات اللي مات وراح اللي راح”.. دمار وخراب وسقوط وطن وتشتت أبنائه.. ميلاد الكره والحقد بين “إخوة التراب” بسبب “ملوك الطوائف”.. دبَّت الضغينة و”الكراهية على الهويّة” بين أطراف الشعب الواحد.. حتى “تأيرنت سوريا”.. وأصبح المقامات الدينية “مطيّفة” تجللها الرايات السوداء إيرانية كانت أو “داعشية”..

وطن غرق وانتهى في فيضان الدم.. وسيول الفقر والنزوح إلى دول الجوار التي ضاقت ذرعاً بـ”فجور وشيطنات” الهاربين من الموت.. إلى التنعّم في “عهر” الأمم المتحدة على الضفة اللبنانية.. التي عجزت – لغايات في نفوس سياسييها أنْ تردعهم من جهة.. وبسبب “بطش” سلاح الحزب من جهة أخرى..

فكان أن قُمعوا في الأردن وحُصروا في “مخيّمات الموت” والزعتري خير دليل.. كما تفشّوا في تركيا والخليج وحتى مصر.. لكن تحت وطأة القانون.. أما في أوروبا “ففسقوا وانتهكوا وعاثوا كل شذوذ كانوا محرومين منهم”.. انتهت الحرب وتصافح القادة.. واليوم سيتصافحون أكثر فأكثر..

اليوم يجتمع بشّار مع مَنْ وصفوه بالقاتل.. سيصافح ويحضن مَنْ اعتبروه مجرم حرب.. سيرحّب به العربان.. وتتحلّق الغربان فوق جثامين ضحايا “الكيماوي” و”البراميل المتفجّرة”.. وجثة “إيلان” وإخوته الذين كان البحر عليهم أرأف من بني جنسهم.. فاحتضنهم في جوفه ليرقدوا إلى أبد الآبدين..

“لا أعلم من باع الوطن.. لكنني رأيتُ من دفع الثمن”.. ومازلت أرى وأشاهد وأتابع مَنْ يتراقصون فوق جثاميننا.. لنتحول إلى مجرد أرقام في مقابر التاريخ.. وأبطال ثورة 17 تشرين 2019 اللبنانية التي اغتصبوها طفلة نديّة.. خير دليل على شياطين الإنس.. وحتى ربيعنا العربي الذي أحالوه شتاءً ليله حالك السواد وثلوجه تقطع السُبل.. أما أمطاره فسيول جرفت أخضرنا وما خلّت ليابسنا من مطرح..

وبعد.. يتصافحون اليوم ويفرحون ويضحكون ويتقاسمون غنائم أعمارنا من بيروت إلى دمشق فبغداد.. مروراً بطرابلس وتونس والجزائر والصحراء الغربية.. وليس أولاً في اليمن ولا أخيراً في السودان.. وما بينهما ودائماً وأبداً في فلسطين التي لم يشهد التاريخ لاغتصاب وطن كما تعيشه يومياً.. وكل قمة عربية “ونحن بخير”!!

 

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة