مسلسل “الإستيذ” و”الحكيم”: الى المزيد من التشويق في الحلقات المقبلة!
مهجوساً يبدو نبيه بري بسمير جعجع. عدائياً تجاهه. متبرّماً بمواقفه النافرة. متنكراً للود الذي يكنّه الأخير له قبل “غزوة” الطيونة التي سقط فيها ابرياء ومعتدون وبعد الغزوة، قبل قمة “بربور” الأولى في التسعينات وبعدها، قبل اعتقاله في وزارة الدفاع وبعده. على الرغم من الهوة السياسية بين رئيس “المحرومين” ورئيس “القوات”، يكن جعجع لبري “معزّة” خاصة وتقديراً لشخصه وحنكته ومزاياه “التفاضلية” وتمايزه. وما يحكيه في الحلقات الضيقة يقوله في العلن.
في المقابل، يعتقد “الإستيذ” أنه يتعامل سياسياً مع من هم دونه فقهاً في الدستور ودونه معرفة بالمعادلات الدولية والإقليمية ودونه التزاماً بقضايا العرب ودونه تحسساً بالمخاطر ودونه عشقاً لتراب الجنوب ودونه ألقاً ودونه خبرة ودونه حرصاً على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي… ويعتقد ابن الخامسة والثمانين، المشّاء في كوريدور باحة قصر العيلة، أنه الضمانة الأخيرة كي لا يبلع فريق فريقاً.
وعلى هذا الإعتقاد الراسخ، لا ندّية تجمع بين القطب الماروني الأول، وواقع الإنتخابات أكّد ذلك، وبين القطب الشيعي الثاني، كما أكدت 6 دورات إنتخابية متتالية.
من يرصد “الدفق” في مقابلات “الإستيذ” مع الصحافيين الخلُص الـ “من عضام الرقبة” ومن يتابع روافد نبع عين التينة من مصادر وببغاوات ومسرّبين، يتبيّن له أن بري، مش بس مش طايق جعجع. ما طايق حاله ولا طايق المرشحين غير الجديين مثل ميشال معوّض ولا كل من يخالفه الرأي.
واللافت في التقاصف الودي، الطريقة التي يختارها جعجع للردّ على هجمات برّي. مرّة يردّ بتغريدة ساخرة بإعلانه أنه “لن يستطيع النوم الليلة” بعد قول “الإستيذ” عنه أنه “ليس صديقاً ولا عزيزاً”. ومرة يرد بالحرص على الصداقة مع رئيس مجلس النوّاب رغم كل شيء. (المقابلة مع جورج صليبي)
وفي حلقة الأربعاء من مسلسل “الإستيذ” و”الحكيم” تكفلت الدائرة الإعلامية برد الصاع أصواعاً على وصف بري، محيي الحقائق، لجعجع بالـ”متوتر” والمكابر”. وما أتوقعه في الحلقات المقبلة المزيد من التشويق، إذ أن لكل من الرجلين جمهوره الخالص والنقي والوفي الذي يتابعه بشغف منذ ثمانينات القرن الماضي.
في ذاك الزمن البعيد، أي في الثمانينات، دخلتُ عالم الصِحافة والإعلام. بالصدفة عرفت بوجود كيان جامعي اسمه كلية الإعلام والتوثيق في الفنار تعلّمت وعملت وها أنا ما أنا عليه. لو وُجدت هاتيك الأيام كليةٌ في الأشرفيّة تؤهل طلابها لنيل شهادة ماجستر “شيخ صلح”، لما ترددتُ في اختيار هذا الإختصاص وبالتالي لوجدتني اليوم أتنقّل بين قصر معراب (ملكية خاصة) وقصر عين التينة (ملكية خاصة أيضاً) لرأب التصدّعات، وفي أسوأ الأحوال لكنت أتحرك لجمع قمتين: ربيع بنات وأسعد حردان.
عماد موسى- نداء الوطن