إنطلاق موسم أعراس 2023… الأسعار بالدولار والحجوزات “نار” من أجل “يوم العمر”!
أطلّ فصل الربيع ومعه عمّت الأفراح في ديار اللبنانيين، الذين وعلى الرغم من كلّ شيء، يتمسّكون ببناء مستقبلهم وتأسيس عائلة في هذا البلد الذي تحيط به الأزمات على اختلاف أنواعها.
وعلى غرار السنوات السابقة في مثل هذا الوقت من السنة، افتتح موسم الأعراس لعام 2023، الذي يقطف فيه كلّ ثنائي ثمار أشهر من التحضيرات والحجوزات لاختيار الأفضل من أجل “يوم العمر”.
صالات الأعراس
إنّه أحد المواسم الأكثر ربحاً والذي ينتظره سنوياً أصحاب المطاعم والفنادق وصالات الأعراس، كونهم يعوّلون عليه كثيراً لرفع نسبة أرباحهم.
خصوصاً أنّه في السنوات السابقة، تراجعت نسبة الأعراس بسبب تردّي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتفشّي جائحة كورونا، حيث عمد البعض الى تأجيل زفافه ريثما تستقرّ الأوضاع أو الاكتفاء بزفاف صغير يقتصر على العائلة والمقرّبين فحسب.
اليوم، باتت المناعة المجتمعية من كورونا شبة متوفّرة وبالتالي لم يعد الهاجس الصحّي عائقاً، ولكن هل لا يزال شبح الأزمة الاقتصادية والمالية يرخي بثقله على تحضيرات العروسين، ويشكّل تحدّياً جديداً لهما في بداية حياتهما الزوجية؟
بحسب الأرقام يتبيّن أنّه وبعد تراجع عدد حفلات الزفاف في لبنان منذ بدء الأزمة في العام 2019 وحتى العام 2021، بدأت الأمور تعود تدريجياً الى طبيعتها، حيث شهد الموسم تحسّناً في عامي 2022 و2023.
وهنا يقول أمين سر نقابة المؤسسات السياحية البحرية فؤاد فرنجية في حديث لموقع “نداء الوطن”، أنّ نسبة الحجوزات هذا العام تبلغ نحو 40 في المئة مقارنة بالعام 2019، كما ارتفعت هذا العام بنحو 50% مقارنة بالعام السابق.
وعن عدد المدعوّين، الذي كان في الماضي يسجّل أرقاماً قياسية، أشار فرنجية الى انّه في خلال السنوات الثلاث السابقة “كنّا نرى اعراساً بمشاركة 70-80 شخصاً خوفاً من الوباء، فيما اليوم قد يتراوح عدد الضيوف في 70% من الاعراس، بين 100 و 150، بينما في 30% منها يتراوح عدد المدعوّين بين الـ 200 و 300 شخص”.
أما في ما يخصّ الاسعار فقال فرنجية: “الكلفة ليست نفسها مقارنة بالعام 2019 وما قبله، مع العلم انها ارتفعت بين عامي 2022 و2021. ومع ذلك تسجّل اليوم انخفاضاً بنسبة 30% عن عام 2019 وما سبقه، علماً أنّ كلّ الاسعار والمشتريات باتت بالدولار”.
وتابع: “بالنسبة لكلفة أعراس “الطبقة الوسطى” لا يمكن مقارنتها بالاعراس الضخمة الـ”Luxe” . ففي اعراس الطبقة الوسطى يبدأ سعر العشاء عن الشخص الواحد من 30 دولاراً، بينما الاعراس الكبيرة لم تتأثر أبداً ولا تزال تصل الكلفة عن الشخص الواحد الى 200 دولار”.
ويشرح فرنجية الا خوف من تبدّل الأسعار مع تقلّب الدولار فـ “عند الاتفاق مع العروسين على سعر معيّن وتوقيع العقد، يتم الالتزام به خصوصاً بالنسبة للحجز في المطعم، وتحديداً عند اعتماد التسعيرة بالدولار”.
إرتفاع الأسعار فرض على العروسين اللجوء الى خيارات بديلة بهدف التوفير، فعلى سبيل المثال أضحت الورود الاصطناعية رائجة بشكل كبير في الوقت الحالي كونها أقل كلفة وتعطي طابعاً مختلفاً للزفاف.
وفي ظلّ الأزمة المصرفية واحتجاز أموال المودعين فيها، أيضاً تأثر موضوع الـ Liste De Mariage، حيث استعاض العرسان عن البنوك، بشركات تصريف وتحويل الأموال.
كذلك بالنسبة لبطاقات الدعوة، حيث برزت خلال جائحة كورونا ظاهرة الـ “E-cards”، اي ارسال الدعوات الى حفلات الزفاف، عبر الواتساب او البريد الالكتروني، وهو خيار لا يزال معتمداً اليوم لتوفير كلفة طبع بطاقات الدعوة المزخرفة والملوّنة التي لحقتها تسعيرة الدولار.
من هنا يشرح آلان شهوان وهو مدير احدى المطابع المختصة ببطاقات الزفاف، قائلاً ان “موضة الـ “E-cards” أضحت رائجة كثيراً وباتت تعتمد في العديد من المناسبات وليس فقط للأعراس”.
واشار في الوقت نفسه، الى أن “نحو 30 الى 40 % من الحجوزات تكون مقسومة بين “E-cards” وبطاقات مطبوعة، حيث يختار العرسان إرسال الدعوات عبر الواتساب للأصدقاء وزملاء العمل، في حين تعتمد بطاقات الدعوة المطبوعة للأقارب وأفراد العائلة”.
اذاً، الثابت في موسم الأعراس هذا العام أنّ “الدولرة” طالت كل ما يتعلّق بالزفاف، من تجهيزات وأكسسوارات وملابس وضيافة وتصوير وزهور وزفّة والعاب نارية، وبات على العروسين تحضير يومهما المميّز وفق امكانياتهما المادية.
ولأنّ “الحياة ستستمرّ” واللبناني بطبعه “يحبّ الحياة والعائلة” يبدو أن موسم الأعراس افتتح بقوّة هذا العام، ولا يمكننا سوى القول “مبروك لعرسان 2023، وعقبال العايزين”.
نداء الوطن