في تصريح شهير له حول تجارة العاج واستخداماته، قال الأمير ويليام، ولي عهد بريطانيا، إنه أراد تدمير كل قطع العاج من ممتلكات العائلة المالكة، ووصف تجارة العاج وقتها بأنها «رمز للتدمير، وليس للترف» وفي عام 2019 أوضح متحدث باسم ويليام أنه «ضمن عدم وجود عاج من المجموعة في قصر كنسينغتون»، محل إقامة الأمير، بعدما تعذّر تدمير كل العاج في المجموعة الملكية لكونها خارج سيطرته. ولكن التصريح عاد ليطارد الأمير فيما يبدو بعد أن كشفت صحيفة «غارديان» عن عرض 9 قطع تحتوي على العاج في قصر كنسينغتون بلندن.
يتضمن عرض العاج في القصر خاتماً عليه صورة مصغرة لجورج الثالث مرسومة على العاج، ومكتباً مصنوعاً جزئياً من العاج، وريشة الكتابة العاجية للملكة فيكتوريا. وكان معرض قصر كنسينغتون ضم في وقت سابق من هذا العام 6 لوحات صغيرة، رُسمت بشكل دقيق على صفائح عاجية رقيقة، استخدمت بصفة منتظمة في القرن الثامن عشر بسبب لمعانها البراق.
جميع هذه القطع، باستثناء الريشة العاجية، التي يملكها الملك تشارلز ملكية خاصة، هي من بين ما مجموعه 1849 قطعة من العاج اكتشفتها «الغارديان» في كتيّب للمجموعة الملكية، وهي مجموعة كبيرة من التراث الوطني الموجودة ضمن «ملكية التاج». ومن بين القطع العاجية الكثيرة، ثمة عروش منحوتة، وحلي فابرجيه، وكراسي بذراعين، وعدد من الفيلة.
في عام 2016، وقف ويليام على المنصة في مناسبة نظمتها جمعية «تاسك» الخيرية للحفاظ على البيئة أمام حشد من الناشطين وصانعي السياسات، وأوضح أنه إذا استمر معدل الصيد الجائر للعاج بحلول بلوغ ابنته الأميرة شارلوت عامها الـ25، فإنّ «الفيل الأفريقي سيزول من البرية».
كما تحدث والد الأمير ويليام، الملك تشارلز، الذي يتولى رعاية المجموعة الملكية، عن معارضته لاستخدام العاج. في خطاب ألقاه في عام 2014، وإلى جانبه ويليام، وصف تشارلز كيف أنّ الاتجار غير المشروع في الحياة البرية «وصل إلى مستويات غير مسبوقة من القتل والعنف حتى أصبح يشكل تهديداً خطيراً، ليس فقط لبقاء بعض أكثر الأنواع قيمة في العالم، بل أيضاً للاستقرار الاقتصادي والسياسي في مناطق كثيرة من العالم».
هناك 23 قطعة من العاج معروضة في قاعة الرقص في «ساندرينغهام هاوس»، مقر الملك الخاص في نورفولك، ليؤكد مرشد سياحي للزائرين أنّ هذه الأشياء هي ملكية خاصة لتشارلز.
رفض قصر باكنغهام الردّ على أسئلة حول العاج المعروض في العقارات الملكية، قائلاً إنه «لأسباب عملية» لن تكون لديه القدرة على الإجابة عن مثل هذه التساؤلات حتى بعد تتويج الملك الشهر المقبل.
على عكس ويليام، لم يذهب الملك إلى حد القول إنه ينبغي تدمير العاج الموجود في المجموعة الملكية، حيث ذكر أحد المطلعين على القصر أن تشارلز اعتبر تعليقات ابنه على هذه المسألة «ساذجة».
وفي شأن متصل، حدّد تحليل أجرته الصحيفة للمجموعة الملكية وجود 126 قطعة عرضت في 24 قصراً ومتحفاً في جميع أنحاء المملكة المتحدة وخارجها.
وهي تشمل نمرين منقوشين نهبتهما القوات البريطانية من مملكة بنين عام 1897 وقدمتهما إلى الملكة فيكتوريا. وهذه التماثيل مقدمة على سبيل الإعارة طويلة الأجل من المجموعة الملكية إلى المتحف البريطاني، وتُعرض جنباً إلى جنب مع تماثيل بنين البرونزية المثيرة للجدل، التي استولت عليها القوات البريطانية في الوقت نفسه.
في أماكن أخرى، هناك نموذج لأحد المعابد الهندية مصنوع جزئياً من العاج مُعار إلى متحف في أونتاريو بكندا.
تنقسم الآراء حول كيفية تعامل أمناء الفنون مع مجموعات العاج القديمة، إذ قالت منظمة «تاسك» إنه ما دامت المعارض والمتاحف «لا تتباهى بأي شكل من الأشكال بتجارة العاج»، فمن غير المرجح أن تؤدي المعروضات إلى زيادة الطلب عليه. لكن رئيس السياسة في جمعية «بورن فري» الخيرية للحفاظ على البيئة الدكتور مارك جونز، قال إنه لا ينبغي عرض قطع العاج إلا في ظروف استثنائية، داعياً لتوخي الحذر عند العرض.
وأضاف جونز: «نحضّ المتاحف والمعارض على تزويد زوارها بالمعلومات عن الآثار الضارة التي أحدثها الطلب على عاج الأفيال في المحافظة عليها وعلى رفاه الحيوانات الفردية، إلى جانب أي معلومات تاريخية، من أجل تثبيط المزيد من الطلب على المنتجات العاجية».
وتعهد الأمير ويليام في عام 2019 بضمان عدم ظهور أي عاج في قصر كنسينغتون إلى النائب البرلماني السابق نورمان بيكر، مؤلف كتاب عن أفراد الأسرة المالكة، الذي قال: «لقد أُعطيت إشارة واضحة إلى أنّ ويليام وجد أن القطع العاجية هذه مثيرة للإزعاج، وحالما كان في وضع يمكنه من فعل ذلك سيباشر التخلص منها»، مستطرداً: «أنا في حيرة من أمرهم لأنهم لم يكونوا كذلك».
وقال متحدث باسم «صندوق المقتنيات الملكية»: «هذا أمر متوقع»، أن تشمل مجموعة من ذلك الحجم قطعاً من العاج، ولكن، وفقاً للوائح الدولية، لم يُستخدم العاج الحديث في حفظ تلك الأعمال.
وأضاف «الصندوق»: «لا تُصنف الأعمال الفنية في أماكن الإقامة الملكية الرسمية (بما في ذلك قلعة وندسور) والقصور الملكية التاريخية (بما في ذلك قصر كنسينغتون) بشكل عام بأنها تُعرض كجزء من المقتنيات الداخلية التاريخية، بدلاً من عرض المتحف».
قال المتحدث إنّ الزوار الذين يرغبون في الحصول على مزيد من المعلومات يمكنهم زيارة موقع مجموعة المقتنيات على الإنترنت، أو مراجعة دليل الموقع، أو التحدث إلى أحد الأمناء.
وكالات