خاص شدة قلم: النزوح السوري.. آن أوان الرحيل ” هلكتونا”!
مَنْ شاهد حلقة برنامج “صار الوقت” على الـmtv مساء الأمس.. تأكد بما لا يدع مجالاً للشك.. أن النبش في ملف النازحين السوريين حوله علامات استفهام وتعجب كثيرة لجهة التوقيت والطرح..
ولكن رغم الشكوك والدوافع والخلفيات.. يبقى أن جمعوهم في مخيم الزعتري…. وفهمكم كفاية”.. أما في لبنان فسرحوا ومرحوا.. سرقوا ونهبوا وقتلوا واغتصبوا.. السوري في لبنان ظن نفسه هرب من حجيم الأسد إلى نعيم سيطرة حزب الله على البلد فراح يستعمر ويستوطن ويتمدّد..
أما في أوروبا.. وبرامج تلفزيونية كثيرة وأبزرها “جعفر توك”.. سلط الضوء على الفجور الذي انجرف السوريون في تياراته.. وكأنهم كانوا في قمقم وخرجوا منه.. فصار منهم المتحولون جنسياً.. ومنهم من أعلن ميوله المثلية نساءً وذكوراً.. وحتى منهم من اتجه إلى الأفلام الإباحية التي تدر الأموال.. وسواها الكثير من الموبقات.. وكي لا نعمم هناك أمثلة راقية ومحترمة لكنها تكاد تكون قليلة مقابل الفجور..
فالسوري “المستوطن” في لبنان منذ 12 عاماً.. ويتوجه بين الحين والآخر إلى بلده لزيارة الأهل.. ثم يعود إلى لبنان مع عروس جديدة.. وكلما أصبح لديه أربعة بطلق إحداهن ويستبدلها بجديدة طالما أن الأمم المتحدة تدر الأموال “حبّل وقباض فلوس”.. فكيف سيغادر مغارة علي بابا الأممية.. متمسكاً بذريعة الأوضاع غير الآمنة أو اضطهاد النظام..
والحقيقة كل الحقيقة أنهم يعيشون في جنة الفساد اللبناني.. حتى أبلغني أحد اللبنانيين بعدما أقسم اليمين وأبرز أمامي البطاقة.. أنه بعدما عجز عن سداد تكاليف طبابته كلبناني اتفق مع أحد السوريين على تأجيره بطاقته الصحية شهرياً مقابل 100 دولار.. وعليه أصبح يتعالج وأسرته غير عابئ بتكاليف الطبابة لأن ما يتوفر للنازحين عجز عنه اللبنانيون خاصة تكاليف الدواء والطبابة..
… أي نازح سيغادر وهم استوطنوا و”بذّروا” جيلاً من اللقطاء الذين تربيهم الشوارع والطرقات.. إن لم يكن بالتسوّل فبالانتشار في العمل بمحلات الميكانيك والميني ماركت.. رغم أنهم يتقاضون بدل التعليم.. ويتوفر لهم التعبيم في المدارس الرسمية.. والأنكى أن المتسولين منهم صاروا يتذرعون بأنهم مكسورن على إيجار المنزل.. والأمم المتحدة إذا ما وفرت لهم السكن تمنحهم بدل إيجار.. ورغم كل ذلك نفوس بعضهم ذليلة.. لا يملؤها إلا التراب..
وأخلص إلى أنني لبناني من أم سورية الأصل وأفتخر.. وكنتُ أقضي صيفية طفولتي كل عام في الربوع السورية.. لكن سوريا التي أعرفها ليست ما نراه في لبنان من جراد اجتث حتى الدم.. وبعدما قضى على الأخضر انتقل ليهتك اليابس.. ولعل من أعز أصدقائي الشاعر السوري نورس يكن الذي غادر بلاده قسراً لأنه كتب يوماً “مثير للشغب” وأتبعه بـ”آيات لم يكتبها الرب”..
مصطفى شريف- مدير التحرير