جعجع يُعلن وفاة آخر محاولات الصلح…«القوات» لباسيل: “درب مصالحكَ لن تمرّ بمعراب”!
بعد محاولات عديدة لجمع «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، خرج سمير جعجع ليُعلن وفاة آخر المحاولات التي بدأت منذ حوالي الشهر، لإيجاد آلية عمل مشتركة بين الطرفين بما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي، فقال جعجع في إطلالته الإعلامية الأخيرة «كان من المفترض من قنوات الاتصال مع التيار أن تصل إلى شيء، لكنها لم تصل إلى نتيجة لأن باسيل لا يزال في المكان ذاته، إذ يريد فقط تأمين مصلحته».
فشلت مساعي التقارب بين « الوطني الحر» و»القوات»، فخسر الاول إحد خياراته الرئاسية، والتي كانت تنص على إمكانية التوافق مع «القوات» على إسم مرشح، ما يجعل رفضه صعباً للغاية من قبل الفريق الآخر، كونه ينطلق من تأييد حوالى 40 نائباً مسيحياً في المجلس النيابي، لذلك تبقى خيارات باسيل الرئاسية صعبة للغاية، كونها انحصرت بالعودة الى تفاهمه مع حزب الله، وهو ما تراه مصادر التيار صعباً، بسبب اختلاف وجهات النظر حول مقاربة الملف الرئاسي، لا حول اسم المرشح وحسب، أو بالبقاء في الموقع المعارض لأي تسوية جديدة قد تحصل، في محاولة لكسب تأييد الشارع المسيحي من خلال القول أن التسوية تشبه الى حد بعيد ما حصل زمن الطائف، حيث سارت القوى المسيحية بها، وبقي التيار المعارض الوحيد لها، بعد أن تبين أنها تأكل من الصحن المسيحي.
وبحسب مصادر «الوطني الحر»، فإن «القوات» لم تكن ترغب بالتقارب، بل كانت تُريد جرّ التيار الى معسكرها السياسي، وهو ما لا يمكن أن يحصل كون التفاهم يعني الالتقــاء حول حلول وسطــية، مــشيرة الى أن جعجع اعتبر أن التيار في مرحلة ضعف بعد انتهاء العهد الرئاسي وبعد الانتخــابات النيابية الأخيرة، وظنّ ان بإمكانه استغلال الأمر في محاولة للحصول على توقيع استسلام التيار، معتبرة أن هذا الأمر دليله في حديث جعجع نفسه عن أن «القوات» تقبل بالتفاهم مع التيار شرط تأييد الأخير لمرشح «القوات» ميشال معوض، علماً أن مبادرة التيار الرئاسية مبنية على طرح سلة اسماء لمجموعة موارنة يمكن أن تشكل نقاط التقاء بين معظم الأفرقاء، وليس دعم مرشح اصطفاف او مرشح محور او مرشح مدعوم من الخارج.
يعلم جعجع أن ما يطرحه ليس واقعياً، فمعوض يشبه فرنجية، لكونه مرشح فريق بوجه فريق آخر، وبالتالي تُشير المصادر الى أن من نيته صافية بخصوص مصلحة لبنان، لا يطرح مرشح تحدّ، بل مرشحاً وسطياً يُشهد له بقدرته على مساعدة لبنان في محنته.
بالجهة المقابلة، ترى مصادر «القوات» أن التيار لا يسعى لتفاهم، بل لاستخدامنا لأجل الخروج من محنته، فهو سعى لاستبدال حزب الله بـ «القوات اللبنانية» لمساعدته على إيصال رئيس للجمهورية يكون تحت سلطته. وتُشير المصادر نفسها الى أن «القوات» لم تقل لباسيل بداية إما معوض أو لا أحد، بل عرضت عليه أسماء وسطية تراها «القوات» مؤهلة للحكم فرفضها، ما يؤكد أن نيته ليست التفاهم، بل التحكّم وهذا ما لن يتكرر مرة جديدة بعد اتفاق معراب الذي حصل في زمن معين، نتيجة ظروف مؤقتة قادت إليه، أولها واهمها هو تخلي سمير جعجع عن ترشحه يومها لرئاسة الجمهورية.
وتؤكد مصادر «القوات» أن التفاهم مع التيار لا يمكن أن يتكرر بالظروف نفسها، فإذا كان التفاهم محصوراً بالرئاسة، فيجب أن يكون المرشح متوافقاً مع قناعاتنا السياسية لنرضى به، وإذا كان التفاهم سياسياً فعلى باسيل أن يتخذ موقفاً من القضية المركزية بالنسبة لنا وهي سلاح حزب الله، وطالما لم يتخذ باسيل اي موقف على هذا المستوى، فهذا يعني اننا لا زلنا في نفس الدائرة التي انتجت الأزمات، والتي تُعيق التقدم في لبنان، مشددة على أنه اذا كان باسيل يبحث عن مصلحة لبنان فالدرب واضحة، وإذا كان يبحث عن مصالحه فدربه لا تمرّ بمعراب حتماً.
محمد علوش