فخامة البصمة:” أمثولة رائعة في التعفف!
منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى العام 2016، ما اهتم “الجنرال” يوماً بالمناصب، ولم تعنِ له الرئاسة، كمنصب، شيئاً وهو المجاهد الزاهد بكل أطايب السلطة. همّه كان الجمهورية قبل الرئاسة. بمعنى آخر “السلطة متل إجرو”.
وها هو أحد زعماء زغرتا سليمان بك فرنجيه، يبزّ الجنرال عون في الزهد، ويتفوق عليه في بذل الذات من أجل الآخرين ويقدّم أمثولة رائعة في التعفف. جلّ ما يبتغيه البك الزغرتاوي من خوض غمار الرئاسة ترك بصمة. “هدفي ليس السلطة بل ترك بصمة في تاريخ البلد” قال البك في بكركي.
بصمة متل شو؟
تعميم مشروع المقاومة (الإسلامية) على كل لبنان نحن من “سيحسدنا أحفادنا أننا عشنا في زمن نصرُالله”.
بصمة العروبة التي جسّدها، قبل عبد الناصر، حافظ الجد منذ ستينات القرن الماضي، وحافظ عليها حامل الشعلة بشار المنتقلة حتماً إلى يد حافظ الحفيد.
ما البصمة التي ستطبع البلد في عهد فرنجية الحفيد؟
أين بصمة النائب فرنجية في التشريع وقد دخل إلى البرلمان في العام 1991 مزيحاً نجاح واكيم كأصغر نائب طوال عقدين؟
كم جلسة حضر البك في أربع دورات إنتخابية؟ وكم سفرة صيد عمل؟
أين بصمات فرنجية في وزارات الزراعة والإسكان والشؤون البلدية القروية والصحة والداخلية التي تولّاها؟
أين بصمات وزراء المردة المتعاقبين على مدى 33 عاماً؟ (ريمون عريجي استثناء) أما يوسف فنيانوس فارتقى إلى مرتبة زمالة نوح زعيتر وناظم أحمد وعبد المؤيد البنياري.
نعم هناك بصمات على شكل خدمات إنمائية استجرّها سليمان بك إلى قضاء زغرتا الذي نعم أبناؤه بأرقام سيارت مميزة في خلال تولي البك وزارة الداخلية لمرات عدة. كانت لهم “الأربعة أرقام” السند في وقت الشدّة. وهناك بصمات ثقافية بفضل الست ريما. وروح شبابية عروبية بثها الوريث طوني بك. قسطنطين زريق عايش فكر سليمان الرئيس. وسلطان باشا الأطرش قدوة ومثال للمبشّر العروبي العابر للطوائف. في البلد بعض البؤر الفينيقية المناهضة للعروبة. بالمنطق بالحوار سيستوعبها صاحب الفخامة.
كبيرة جداً تلك العبارة: ترك بصمة في تاريخ البلد. اللواء فؤاد شهاب لم يقل مثل هذا الكلام في حياته. رفيق الحريري لم يقله. كمال جنبلاط، ريمون إده، كميل شمعون جواد بولس وفؤاد بطرس وكل من تركوا بصمات ومنجزات ظلّوا على شيء من التواضع. مرشّح “الإستيذ” و”السيد” وماما ماكرون وبابا شاغوري المُترعة كأسه بمشاعر التفوق على نظرائه الموارنة، أبكر جداً في تقويم قدراته كرئيس محتمل لما تبقى من الجمهورية اللبنانية.
عماد موسى