الإمارات وقطر تستعدان لفتح سفارتيهما

أعلنت قطر الثلاثاء أنها تعمل مع الإمارات العربية المتحدة على إعادة فتح سفارتيهما “في الأسابيع القادمة”، وذلك بعد مرور ما يزيد عن عامين على اتفاق العلا الذي تم بموجبه إنهاء مقاطعة أربع دول عربية للدوحة.

وتبادلت قيادتا البلدان خلال الأشهر القليلة الماضية زيارات، آخرها مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في “قمة أبوظبي” التي عقدت في يناير الماضي، وقبلها كان الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أجرى زيارة في ديسمبر، هي الأولى إلى الدوحة منذ سنوات.

ويرى مراقبون أن إعادة فتح سفارتي البلدين أمر متوقع، بعد إزالة الكثير من الشوائب العالقة بين الجانبين، وفي ظل تحولات لافتة تشهدها المنطقة، والتي تفترض تعزيز التقارب الخليجي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحفي في الدوحة “أعتقد أن فتح السفارات بين البلدين سيكون خلال الأسابيع القادمة”.

وأكد الأنصاري أن “اللجان الفنية الآن تقوم بعملها في هذا الإطار ومن المتوقع أن تكون هناك زيارات متبادلة للنظر في الإجراءات التي نحتاجها لإعادة فتح السفارات”، مشيرًا إلى وجود “تقدم إيجابي في كل اجتماع”.

وكان مسؤول إماراتي ذكر في بيان لوكالة “رويترز” في وقت سابق “يعمل البلدان حاليا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بما يتضمن إعادة فتح سفارتيهما”.

وتوقع مسؤول خليجي إعادة فتح السفارتين وتعيين سفيرين جديدين بحلول منتصف يونيو المقبل. وقال مصدر ثالث إن العلاقات الدبلوماسية ستستأنف بالكامل في غضون أسابيع.

وتأتي استعادة العلاقات وسط مساع أوسع للمصالحة في المنطقة إذ اتفقت إيران والسعودية الشهر الماضي بوساطة صينية على إعادة العلاقات بينهما بعد عداء لسنوات هدد الاستقرار في الخليج وأجّج الصراع في اليمن.

كما تحركت دول عربية، منها السعودية، لإنهاء عزلة استمرت عقدا من الزمن لسوريا بسبب حملة لقمع محتجين في عام 2011 أدت إلى نشوب حرب أهلية طويلة.

وقد بدأ الثلاثاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان زيارة إلى دمشق هي الأولى منذ تفجر النزاع، وتأتي الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة أجراها نظيره السوري فيصل المقداد إلى المملكة.

وفيما يتعلق باليمن، أجرت جماعة الحوثي والسعودية جولة محادثات سلام قبل أيام في صنعاء، وتبادل الجانبان المئات من الأسرى في خطوة مهمة لبناء السلام في صراع يُنظر إليه على نطاق واسع أنه واحد من عدة حروب بالوكالة بين السعودية وإيران. ومن المتوقع إجراء المزيد من محادثات السلام قريبا.

ويرى مراقبون أن هذه التحولات التي تهبّ على المنطقة والتي تصبّ في صالح تهدئة التوترات وتعزيز الاستقرار، بالتأكيد سيكون لها أثرها الإيجابي لاسيما على العلاقات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

ويشير المراقبون إلى أنه يحسب للإمارات أنها كانت سباقة في المنطقة باتجاه تبني سياسة خارجية قائمة على “تصفير المشاكل”، والرهان على الحوار لفض الخلافات، بعيدا عن منطق التشنج وردود الفعل، وهو ما ترجم خلال العامين الماضيين في انفتاحها على تركيا وإيران.

وفي منتصف عام 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر بشكل كامل متهمة إياها بدعم الإرهاب، في إشارة إلى جماعات إسلامية وتقربها حينها من إيران وتركيا.

وكانت الرياض والقاهرة أول من أعادتا تعيين سفيرين في الدوحة في عام 2021 بعد اتفاق قادته السعودية لإنهاء الخلاف، في حين أعلنت البحرين وقطر الأسبوع الماضي عن اتفاق لإعادة العلاقات الدبلوماسية، يبقى مشكوكا في متانته لجهة الخلافات المزمنة بين الجانبين ومنها ما يتعلق بالحدود البحرية.

وأعادت جميع الدول، باستثناء البحرين، بالفعل روابط التجارة والسفر مع قطر في أوائل عام 2021 بينما قالت الإمارات حينها إن استئناف العلاقات الدبلوماسية سيستغرق بعض الوقت.

وقال المسؤول الإماراتي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن “السياسة الخارجية لدولة الإمارات تركز بشكل أساسي على بناء الجسور والتعاون الاقتصادي وخفض التصعيد في المنطقة”.

وأوضح المسؤول الخليجي الآخر، الذي طلب عدم الكشف عن هويّته، إن المسؤولين القطريين والإماراتيين وافقوا أواخر الشهر الماضي على إعادة العلاقات الدبلوماسية وإن أبوظبي أبلغت الدوحة باسم مبعوثها. وأضاف المسؤول أن قطر لم تفعل بالمثل بعد.

وفي العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع، وضع عمال أرصفة جديدة أمام القسم القنصلي بسفارة الإمارات، ويبدو أن أشجار نخيل زُرعت في الحديقة في الآونة الأخيرة.

وعلى الجانب المقابل من الشارع نفسه، بدا مبنى آخر تابع لسفارة الإمارات مهجورا إذ تُركت حديقته دون تشذيب ونوافذ طابقه العلوي مفتوحة.

العرب

مقالات ذات صلة