في لبنان اي عملية تحتاج إلى مبلغ من 6 أصفار: لماذا الطبابة في سوريا أقل كلفة؟
مع الارتفاع الجنوني للدولار في لبنان وتفاقم الأزمة الاقتصادية تضررت القطاعات كافة ومن بينها القطاع الصحي الذي يعتبر العصب الأساس في البلد وللناس كذلك. ولأن الوضع بات صعباً لدرجة لم تعد تحتمل، نرى من يموت على أبواب المستشفيات أو من يلجأ الى العلاج الطبيعي بدلاً من الأدوية بسبب انقطاعها أو غلاء سعرها، أو بسبب التكلفة الخيالية للمستشفيات التي أصبح كل شيء فيها مدولراً، فأي عملية جراحية أو غير جراحية تحتاج إلى مبلغ من 6 أصفار، لذلك يتوجه كثيرون إلى سوريا لإجراء عملياتهم سواء كانت عملية تجميل أو تصحيح نظر أو أي عملية أخرى في الجسم.
هذه الظاهرة ليست جديدة بل موجودة منذ أيام دولار الـ1500 ليرة، اذ لطالما اعتبر اللبنانيون أنّ تكلفة العلاج أو العمليات في سوريا أقل بكثير من لبنان. وما يزيد الاقبال على ذلك، سهولة المواصلات والدخول إلى سوريا إذ تستغرق الطريق بين 3 – 4 ساعات في السيارة وتعتبر “شمّة هوا” وليس طريق سفر، كما يعد عبور الحدودو اللبنانية – السورية سهلاً، والاقامة أيضاً، اذ تقتصر على يومين فقط وهي ليست بالمدة الطويلة بحيث يمكن للمريض العودة فوراً. فما سبب هذه التكلفة الزهيدة مقارنة بلبنان والدول المجاورة؟
الجراح في طب الأسنان الدكتور عمران زهوي أوضح لـ”لبنان الكبير” أن عدة عوامل تلعب دوراً في موضوع الطبابة في سوريا التي تعتبر أقل تكلفة “فأولاً، العمالة في سوريا وتقاضي الأجر في مهنة الطب تحديداً يكون أقل من الأجر في لبنان وذلك يعود إلى المعيشة، فمستوى دخل الفرد في سوريا يختلف عما هو في لبنان. الجودة ونوعية المواد في لبنان تختلف عن تلك الموجودة في سوريا، عملية تجميل الأنف مثلاً تبدأ من 200 – 300 دولار وما فوق بينما في لبنان اذا أردنا حجز غرفة عمليات نبدأ بالـ600 دولار وما فوق”.
أضاف: “النقطة الثانية اذا كنا سنتكلم عن مواد أطباء الأسنان فهناك عاملان يلعبان دوراً في موضوع الأدوات، أولاً في سوريا أقلّه هناك دولة ووزارة ونقابة تحدد سعر السلعة حتى لو كانت طبية وفيها هامش ربح لا يتعدى 20 – 30%. عموماً هناك رقابة على الأسعار أمّا في لبنان فلا، ومن ناحية المواد الأساسية إن كانت في لبنان أو في سوريا هامش الفرق في السعر ليس أكثر من 10%، فمن يذهب إلى سوريا ليجري عملية بالبضاعة نفسها الموجودة في لبنان تقريباً يدفع السعر نفسه أو قد يكون أقل بـ10%”.
واعتبر زهوي أنّ “الـfinishing لدينا تختلف عن تلك التي في سوريا فيبقى هناك ما يسمى بلمسة الطبيب وذوقه في المهنة وفي العملية التي يقوم بها”.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من أنّ المستشفيات في سوريا أرخص بنسبة 50% مقارنة بدول الجوار، إلّا أنّ الكثيرين لا يعتبرون هذا ايجابياً، فالكثير من السوريين يشكون من التكاليف المرتفعة التي يحددها كل طبيب إلى جانب ارتفاع أسعار الطبابة والعلاج في المستشفيات بالتوازي مع تضاعف أسعار الأدوية خلال الآونة الأخيرة.
وأشار رئيس دائرة تصنيف المنشآت الصحية وتسيير المشافي الخاصة في صحة النظام بشار كناني الى “الإعداد لدراسة من أجل تعديل كل أسعار الوحدات الجراحية بكل تفاصيلها وذلك بسبب عدم تناسبية التسعيرة الموضوعة سابقاً وعدم تماشيها مع الواقع حالياً وسوف تكون منصفة لجميع الأطراف”، لافتاً إلى أن “الأجور الحالية لا تتناسب مع واقع الحال والارتفاع في أسعار خدمات المشافي الخاصة هو نتيجة ارتفاع أسعار اللوازم، من مواد طبية حسب كل مشفى والأدوات التي يستخدمها، فبعض المشافي تتجاوز أسعاره الحد الطبيعي، وهناك عقوبات على التي تخالف منها”.
وعلق نقيب الأطباء غسان فندي على التصريح المتداول حول زيادة أسعار المعاينات للأطباء، بالقول: “التصريح منذ عدة أشهر والآن من البديهي أن الوقت غير مناسب للتداول به نهائياً، وأدعو جميع الأطباء الى القيام بمعاينة مجانية لجميع المرضى نظراً الى الظروف التي تمر بها سوريا”.
تالا الحريري- لبنان الكبير