خاص شدة قلم: زمن العار اللبناني.. النازحون يتبضّعون بالدولار… ونحن نتفرّج!!
قد أكون أستخدم في كتاباتي عبارة زمن القحط مرّات ومرّات.. وقد تراها في أكثر من مقالة أو خبر أو تعقيب.. إلا أن مرد ذلك لما أراه وأعايشه في عيون الناس ويومياتهم..
هو زمن القحط اللبناني العاجز.. اللبناني الذي تحوّل راتبه إلى “بقشيش”.. اللبناني الذي لا يزال يحصّل قوت عياله بالليرة اللبنانية.. التي أُذلت وداست عليها مافياوات البلد من سياسيين ومصرفيين وقطّاع طرق وزعران أحياء.. وحتى تجّار اللقمة والدواء والمحروقات.. وما تبقى من كرامة ذليلة..
زمن القحط لأنه عشية عيد الفطر.. السوري النازح الذي يقبض الدولار من الأمم المتحدة.. استعمر المحلات فتراه “يفاصل” الباعة بكل وقاحة.. ويشتري بالدولار وخلفه قافلة من صغار السن.. بأشكال أقرب إلى المتسوّلين.. “وبقولولنا فلّوا”.. وهم يخرجون عبر معابر شرعية.. ليعودوا بطرقات غير شرعية.. فكيف سيتخلون عن الدولارات وهم “يتناكحون ويقبضون ثمن النيا…كة”.
فيما السوري الفار بماله وثرائه هو الآخر.. تراه يتنقل من بين المطاعم والمقاهي وكبريات المحلات يتبضّع ويشتري الغالي والنفيس.. وينافسك على ركنة أو بسيارته الفارهة.. وكأنه “رب البلد”.. غير عابئ باحترام البلد المُضيف ولا حتى باحترام ناسه..
أما اللبنانيون فالعار ثم العار.. أصبح زبون محلات الـOutlet إذا ارتقت به الأيام.. أما من انحدر بهم زمن القحط فانتشروا في محلات البالة من جهة.. أو الموضة الجديدة المحلات التي تبيع الملابس المستعملة بالكيلو من جهة أخرى.. غير عابئين بأمراض أو جراثيم أو حتى أوبئة تحملها الملابس غير المعروفة المصدر.. وكل همّهم إسعاد أطفالهم في زمن العيد “غير السعيد”..
زمن القحط لأنه حتى دراما الشاشات في الشهر الفضيل.. أظهرت بدع المستوطنين الجدد في بلدنا.. أظهرت انتشار الفساد والإفساد.. وكيف تجرّ “النار بالنار” وكيف يحتكرون ويسرقون وينهبون.. وحين يطفح كيل اللبناني المذلول أمام مستشفى أو بحاجة لإبرة مسكن بمواجهة سرطان أو مرض عُضال.. يلجأ إلى الاقتحام فما عاد بالإمكان خسارة أكثر مما خسره حين “يعادل المال الروح”.. ويتوالى نزف الجروح..
لن أُطيل ولن أسرد.. لأنّني حتماً سأتهم بالعنصرية والتمييز.. إلا أنني بأبسط الأمور سأكتفي بقول فلسطين محتلة من الصهاينة ولبنان محتل من الفرس والسوريين وأعراق من كل وادي عصا.. وحتى من كبار سياسييه “كبار اللصوص والزعامات”.. المنتظرين لضوء أخضر من هنا وهناك للركوع على عتبة هذا البلاط أو ذاك.. من أجل حزمة دولارية تولّد دخاناً أبيض لرئيس عتيد..
مصطفى شريف- مدير التحرير