إتفاق «الوطني الحرّ» و«القوات» لتطيير فرنجية…وإنتظار لحظة السقوط
لا يختلف اثنان على ان ترشيح سليمان فرنجية أدى الى فرز كبير على الساحة الداخلية، نشأت بموجبه جبهة مسيحية رافضة له، قوامها «التيار الوطني الحر» و«القوات» و«الكتائب»، فالنائب جبران باسيل رافض بالمطلق لهذا الترشيح لمعطيات تتعلق بحسابات سياسية وحزبية ومناطقية والخلاف على الزعامة المسيحية، فيما ترفض «الكتائب» و«القوات» وصول مرشح تحدي من فريق الممانعة.
موقف «القوات» شكل مفارقة بعد ارتفاع منسوب التوقعات قبل فترة بتأمينها النصاب لجلسة انتخاب فرنجية، فإذا بموقفها واضح: «سنمنع بأي وسيلة وصول سليمان فرنجية الى بعبدا».
هذا الموقف زاد المشهد الرئاسي تعقيدا، لكنه ووفق مصادر «القوات»، ان تأمينها نصاب أي جلسة ينتخب فيها رئيس من فريق ٨ اذار غير مطروح بتاتا، ولو ان الموقف السعودي تأخر كثيرا ولا يزال رماديا، ويربك «القوات» ويضعها في موقف محرج في حال مالت الدفة السعودية مستقبلا الى خيار فرنجية. من هذا المنطلق، تؤكد المصادر انه ليس واردا اي تبدل في الموقف «القواتي» لانها تتصدر المعارضة السياسية لتشريع الضرورة، ولن تقوم بأي خطوة تفقدها مصداقيتها امام الرأي العام المسيحي الذي فازت بثقته في الإنتخابات النيابية.
مع ذلك، فان بقاء القوتين المسيحيتين على موقفهما في الملف الرئاسي الرافض لفرنجية، لن يؤدي بالضرورة الى قيام تقارب بينهما او نشوء معادلات سياسية جديدة، فما يفرق «الوطني الحر» عن «القوات» أكبر بكثير مما يجمعهما، فالتيار أمضى مراحل سياسية طويلة حليفا لمحور الممانعة، ولا يمكنه ان يصبح في لحظة في المحور «السيادي» لـ ١٤ آذار، فيما تطيير الانتخابات البلدية اظهر الفوارق بين التكتلين المسيحيين، فـ «القوات» لن تشارك في الجلسة النيابية العامة غدا للمصادقة على إقتراح قانون التمديد للمجالس البلدية، فيما يشارك فيها «التيار الوطني الحر». علما ان مقاطعة الكتلتين المسيحيتين لـ»الجمهورية القوية» وتكتل «لبنان القوي» كان سيفقدها الميثاقية.
بنظر كثيرين، ان المشهد في شأن الإنتخابات البلدية والاختيارية وطريقه تعاطي التيار معها بتأمينه التغطية المسيحية لها، صورة معبّرة عن الاختلافات بينه وبين «القوات»، فالتقائهما مجددا عملية معقدة، لأن الاختلافات كبيرة في السياسة، والتقارب الوحيد رفض فرنجية، ومع ذلك فان دوافع «القوات» لرفض هذا الترشيح تختلف عن التيار، تقول مصادر «القوات»، لانها تعارض وصول مرشح محسوب على الممانعة لأسباب مبدئية وسياسية، فيما «الوطني الحر» يضع الفيتو على فرنجية لحسابات محض شخصية وحزبية، خصوصا ان فرنجية من المحور السياسي نفسه.
عدا ذلك، فان تراجع القوات عن آخر كلام لها يخسرها شعبيتها المسيحية، فجعجع في ذكرى شهداء زحلة نسف اي فرصة لقيام تفاهم «معراب 2»، عندما اشار الى ممارسات وفساد وزراء التيار، متسائلا عما يمكن الاتفاق عليه معهم.
الواضح ان لا مصلحة كبيرة لـ «القوات» للتقارب من التيار، تؤكد المصادر نفسها، إلا ضمن شروط معينة تتضمن الإعتراف بالأخطاء السياسية في سنين العهد، وفك الارتباط كليا بالمحور السياسي الذي ينتمي إليه التيار، وهذه الشروط تسقط اي محاولة من هذا النوع، في حين ان مصلحة التيار اليوم بقطع الطريق امام وصول فرنجية، ومع ذلك تتحدث مصادر مسيحية عن مساع عير معلنة من قبل بكركي لفتح خطوط التلاقي، استكمالا لمهمة المطران انطوان ابو نجم تمهيدا لتفاهم رئاسي لم يحصل بعد، فـ «القوات» بانتظار وضوح الموقف السعودي، والتيار ينتظر تبدلات إقليمية تطيح بفرنجية، وتجبر حزب الله على التراجع عن مرشحه، وفي الحالتين فان الطرفين (التيار والقوات) ينتظران لحظة سقوط ترشيح فرنجية، لكنهما ليسا متفقان على المرشح البديل بعد.
ابتسام شديد