فنانون ونقاد ومنتجون في دبي: تطور الإنتاج الدرامي الخليجي ملحوظ

نظّم نادي دبي للصحافة مساء السبت جلسة نقاشية بعنوان “الدراما العربية وتحديات المستقبل”، تناولت أهمية الأعمال الدرامية باعتبارها مرآة تعكس واقع المجتمعات العربية وثقافتها وتطورها على كافة المستويات. كما ناقشت الجلسة تطوّر صناعة الدراما العربية بصفة عامة والخليجية على وجه الخصوص والتحديات التي تواجهها، ودور الإعلام في تطوير الإنتاج الدرامي والعودة به إلى المسار الصحيح.

شارك في الجلسة التي عقدت ضمن مجلس نادي دبي للصحافة الرمضاني عدد من الفنانين والمنتجين وصنّاع الدراما في العالم العربي، وأدارت الحوار الإعلامية ميساء مغربي، حيث تطرق النقاش إلى عدد من التساؤلات حول ما إذا كانت الدراما تعكس الواجهة الثقافية للتطور الحاصل على كافة المستويات، ودور الإعلام في تطور الدراما العربية وانتشارها ومدى حرص صناع الدراما على تعزيز آفاق الثقافة العربية، فضلا عن تأثير التطور التكنولوجي على صناعة الدراما، وتأثر نسب المشاهدة عبر شاشات التلفزيون بظهور منصات جديدة لعرض المواد الدرامية.

وقالت الدكتورة ميثاء بوحميد، مدير نادي دبي للصحافة، “للدراما العربية والخليجية قيمة كبيرة ومكانة خاصة لدى المتابع العربي، ومع احتدام المنافسة بين الأعمال الدرامية في شهر رمضان كان من المناسب أن ندعو إلى حوار يجمع صُناع الدراما، لمناقشة ما ينتظرها من فرص وما تواجهه من تحديات، والسبل الكفيلة باستعادة دور الإنتاج الدرامي كمرآة للمجتمع ووسيلة مهمة لمناقشة قضاياه، ونافذة تسلط الضوء على الإنجازات والنماذج والقصص الملهمة، علاوة على مناقشة الجانب الاقتصادي المرتبط بالعوائد المادية الضرورية لمواصلة إنتاج الأعمال الدرامية”.

واستعرضت الجلسة، التي عقدت في مقر نادي دبي للصحافة، العديد من المحاور المتعلقة بالأعمال الدرامية، ومكانة الثقافة العربية لدى الكُتّاب وصُنّاع الدراما، ودور الإعلام في تطوير تلك الصناعة ونشرها، خاصة في ظل العديد من المتغيرات التي طرأت على إنتاج الدراما العربية من حيث الشكل والمضمون وآليات تسويقها وانتشارها.

وأجمع المشاركون في الجلسة على التطور الكبير الذي شهدته الدراما العربية على الصعيد التقني واستخدام الوسائل الحديثة في كافة مراحل الإنتاج الدرامي، مؤكدين الحاجة إلى مواكبة هذا التطور التكنولوجي بنصوص جديدة تناقش قضايا المجتمع وتتماشى مع تطلعات الجيل الجديد.

وتطرق النقاش إلى حرص بعض الفنانين على عرض أعمالهم عبر القنوات الفضائية، حيث الجماهيرية ونسب المشاهدة العالية، بينما يرى البعض الآخر أن تعدد منصات العرض المدفوعة أو المجانية يعد ظاهرة صحية تتناسب مع اهتمامات المتلقي وحقه في اختيار العمل الذي يتابعه.

وفي السنوات الأخيرة تخطت المنصات الرقمية أهدافها الرئيسية التي تمثلت في جذب الإنتاج الدرامي إليها وانتقلت إلى مرحلة تالية تحاول فيها الحفاظ على ما حققته من جماهيرية تتطلب التحسين المستمر في جودة ما يقدم من أعمال تواكب المزاج العام. وصارت تبث ما يقرب من 40 في المئة من الإنتاج المعروض حصريا عليها.

والأبعاد التجارية تظل حاضرة في سوق المنصات وزيادة عدد الأعمال التي تعرضها هذه المنصات في موسم رمضان تجعلها تبحث عن أطر يمكن من خلالها الاستفادة من تركة الإعلانات التي يستحوذ عليها التلفزيون، وهو ما قادها إلى العمل أكثر على تقديم أعمال مختلفة نوعيا.

كما تناول الحضور تقييم رواد التواصل الاجتماعي للأعمال الدرامية خلال السباق الرمضاني، واعتماد بعض الفنانين على تفاعل الجمهور مع العمل الدرامي لإثبات نجاحه، لافتين إلى أن تصدر العمل لمنصات التواصل الاجتماعي لا يشكل معيارا دقيقا للنجاح.

واستعرض المتحدثون خلال الجلسة التحديات التي تواجه الدراما الخليجية والإماراتية، ومن أبرزها نُدرة النصوص الدرامية التي تتناول قضايا الأسرة الخليجية المعاصرة، وقلة الدعم الموجه من مؤسسات الإنتاج الخليجية لتقديم أعمال درامية تعكس ثقافة وتاريخ المنطقة.

ويجمع الكثير من المتابعين على أن أكبر عقبة تقف في وجه الدراما الإماراتية هي قابلية التسويق على قنوات أخرى غير القنوات الإماراتية، والقدرة على التسلل إلى قلب المشاهد الخليجي والعربي بشكل عام، وهو ما تفتقده هذه الأعمال التي تتجه أكثر إلى خصوصيات محلية.

وتشكو الدراما الإماراتية من ضعف الإنتاج وندرة النصوص ونمطيتها أحيانا، وحصرها في نوعيات بعينها، ففي سبيل تدعيم المنتج المحلي والتعبير عن الهوية الإماراتية يلجأ صناع الدراما في الإمارات إلى نوعية من النصوص تعتمد في الغالب على الأجواء التراثية، وهو ما يسعى الكثير من المبدعين إلى طرحه للنقاش سنويا لتجاوزه وخلق سوق إنتاجية تواكب الحركة الخليجية بصف عامة.

وأشار المتدخلون إلى أن دول الخليج تتمتع بالكثير من المواهب والإمكانيات التي تكفل تحقيق نجاحات كبيرة في اتجاه خلق حركية إنتاجية درامية لها فاعليتها.

ونجحت الدراما الخليجية في اجتذاب العديد من الممثلين العرب الكبار في السنوات الأخيرة، كما باتت تقدم قصصا اجتماعية مختلفة مكتوبة بدقة مع توفر التقنيات والمواهب التمثيلية والإخراجية والتقنية، وهو ما خلق أعمالا تجاوزت المحلية إلى الانتشار العربي، لتصبح من المنافسين الأقوياء للأعمال الدرامية المصرية والسورية المهيمنة على الخارطة الدرامية.

العرب

مقالات ذات صلة