خاص شدة قلم: بين 13 نيسان 75.. و13 نيسان 23.. هل من يتعظ؟!
48 عاماً على “بوسطة عين الرمانة”.. 48 عاماَ على 13 نيسان 1975.. و48 عاماً على حرب استمرّت 15 عاماً.. ولم يتعلّم منها اللبنانيون شيئاً.. بل مازالوا يتوعّدون بعضهم البعض.. ومازالوا يتّهمون بعضهم بالخيانة والعمالة.. ووقائع التاريخ ليست بحاجة إلى تُهم.. بل “الشمس طالعة والناس قاشعة”.. ولكن لا دروس ولا عِبَر..
تمرُّ السنوات وتُستعاد المتاريس.. ولكن هذه المرّة بين المسؤول والمواطن.. من السراي إلى البرلمان إلى قصر عين التنية وبيت الوسط وحتى عبوراً إلى القصر الجمهوري.. والمربعات الأمنية بين الضاحية ومعراب والجاهلية والمختارة وسواها.
رفعوا بيننا متاريس شعبية وقسّموا المناطق دون ردم وقنّاصة.. يحضرون “عند الطلب”.. فعين الرمانة والأشرفية للمسيحيين.. برج حمود والنبعة للأرمن.. طريق الجديدة، راس بيروت وطرابلس للسُنّة.. الضاحية والجنوب للشيعة.. والجبل للدروز..
كانتونات طوائفية وتقسيمات ميليشياوية.. وزعامات متناحرة سلّموا السلاح إلى زعرانهم.. وتربّعوا على كراسي الحكم والسلطات.. التي إما خلّدوا فيها لأكثر من 30 عاماً.. أو توارثوها أباً عن جد.. والحفيد سيورّثها لاحقاً لإبنه.. ولا قيامة لشعب فكّر يوم 17 تشرين 2019.. برفع رأسه وقال “كلن يعني كلن”.. فما كان من “الكلن” إلا أنْ توحّدوا ضدّه.. واتهموه بالعمالة واتباع السفارات.. وماتت “ثورة الحق” قبل أن تُزهر..
48 عاماً والأرض لم ترتو بعد.. و”4 آب البيروتي” شاهد على سيول الدماء التي أُريقت بسبب أكثر من 30 عاماً من الفساد.. أكثر من 30 عاماً من الطغيان.. ليكلّلها السلاح الفارسي منفّذاً أجندات خارجية.. إلى أن ركنه “الاتفاق السعودي الإيراني” على الرف مؤكداً أنه ما كان يدري.. وأنّه اداة بأيدي “الفقية” أو “قصر المهاجرين”..
هرمنا وهرمت أحلامنا.. سُرق شبابنا ونُهبت آمالنا.. ضاع غدنا وفُقِد مستقبلنا.. وما زالت السيناريوهات تتكرّر والوجوه هي هي.. كالأخطبوط حوّلوا البلد وشعبه إلى أكوام من الجيف.. وما زالوا كالحشرات والضواري يتكوّمون على بقايا الوطن.. وما شبع الظُلّام..
مصطفى شريف – مدير التحرير