خاص: عبدو العربجي وعاصي الزند.. قاتل وقاطع طريق يتصدران الدراما السورية!

مرة جديدة تقدّم الدراما السورية نماذج أبطال وشخصيات تبرع في أسر الجمهور، وهو ما يعيشه المشاهد العربي في رمضان 2023، مع شخصيتي “عبدو العربجي” (باسم ياخور) و”عاصي الزند” (تيم حسن)، في عملين تمكنّا بآراء الجمهور، من حصد مكانة متقدمة على مائدة الدراما لهذا الموسم، في مواجهة هجمة شرسة من النقاد.

فبعد شخصيات الخليفة عمر بن الخطاب (سامر اسماعيل)، “الناصر صلاح الدين” (جمال سليمان)، “الزير سالم” (سلوم حداد)، “الحجاج (عابد فهد)، وحتى “هولاكو” (أيمن زيدان)، ها هي الدارما السورية، تلجأ إلى نماذج من الفنتازيا التاريخية، التي تجمع المشاهدين العرب أمام الشاشة لمتابعة أحداث عملين، ولو كان بطلاهما قاتل وقاطع طريق.

وحش ولا مضمون
تبدو شخصية “عبدو الوحش” (العربجي)، من تأليف عثمان جحا، ومؤيد النابلسي، وإخراج سيف الدين سبيعي من النماذج التي تعتمد على القوة والعضلات والضخامة، حيث تجبره الأحداث للتحول إلى مجرم قاتل.

وهو ما رأى فيه النقاد الفنيون غزو للفكر الاجتماعي والإنساني، بتنميط صورة البطل، ولو كان مجرماً، إضافة التشويه الحادة للبيئة الشامية، وتكريس الذكورة والعقلية الشرقية النمطية عن الرجل، دون أن يحمل العمل ولا أي قضية أو مضمون.

إهانة للمرأة
ولم يكتف النقاد بذلك، بل سلطوا الصوء على ما اعتبروه إهانة مكرّسة للمرأة، مع صور نمطية وإذلال، وصولاً إلى إمكانية القتل لمجرد وشاية تتعلق بالعرض أو الشرف، وهو ما برعت به بطلة العمل “بدور” (ديما قندلفت) في دور الداية اللعوب، غير المأتمنة على السر، والتي لا ذمة ترعاها وتبيع الشرف بالمال.

للجمهور رأي آخر
لكن رغم القراءات الفنية والتعميق بالطروحات والتحليل للمشهد والإخراج والنص وحتى الأداء، كان للجمهور رأي آخر، فمنهم من أشاد ببراعة وأداء باسم ياخور، واعتبره عودة قوية جداً لنجم قادر على أن يحمل مسلسلاً بأكمله..

ومنهم من أثنى على العمل ككل ولو منذ الصورة الترويجية له

وركز سواهم على لغة العيون التي تتميز بها النجمة ديما قندلفت، حيث تعابير وجهها في أحد المشاهد، كانت أبلغ من الكلام.

https://twitter.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D8%AC%D9%8A&src=typed_query

فيما اعتبر آخرون أنهم اشتاقوا لمتابعة عمل تلفزيوني يجمع نجوماً بقوة باسم، سلوم حداد، نادين خوري، ديما قندلفت وسواهم، يجبرون المتابع على التمسمر أمام الشاشة.

وآخرون أشادوا بالأداء الرائع للقدير حداد، مقارنين مع مسلسل “خاتون” الذي عرض قبل عدة سنوات، وكيف أنه لا يزال على نفس المقدرة والتميز.

وامتدت الإشادة الشعبية لتشمل أيضاً أداء الممثلين الشباب، الذين حازوا مساحة لافتة في العمل، وتلقوا تنوهاً من المتابعين.

من العربجي إلى الزند
منذ أولى حلقاته، ولا يزال يحقق مسلسل “الزند- ذئب العاصي” شعبياً موجة واسعة من الاستقطاب الجماهيري، بلغت حد التماهي بكلام البطل، ولو كان بذيئاً، أو حتى تبديل قصات الشعر والشوارب.

لكن هذا الأمر لم يرق للنقاد الفنيين، الذين أكدوا أن تيم حسن بمسلسله الجديد، يكرس موضوع المجرم وقاطع الطريق الخارج على القانون، لكنه بطل العمل، ما يستتبع من الرفع من منسوب الانحدار الأخلاقي ولو كان في سبيل هدف سامٍ وهو إنقاذ الفلاحين من سطوة الباشا الجبار والظالم.

ورغم إشادة النقاد بكل ما يستتبع العمل من أداء وإخراج وحتى تصوير ومونتاج، إلا أن النقد الأساسي كان اللجوء إلى تعويد المشاهد العربي على أنه من الطبيعي أن يكون البطل المنقذ للبشرية مجرماً وقاطع طرق، وحتى خارجاً على القانون، تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة.

وأيضاً للجمهور رأي آخر
فالجمهور العربي كان مستمتعاً بالصورة والنص، وتغريداته على وسائل التواصل تفضح تعلقهم بالعمل، مؤكدين أن الدراما السورية لتثبت من جديد أنها الأفضل بلا منازع في صناعة المسلسلات من خلال “الزند”، مشيدين بالأزياء والجو العام، والقصة جميعها تكاد تصل إلى 9/10.

https://twitter.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%AF&src=typed_query85

كما أشاد البعض برومانسية “قاطع الطريق”، ونوّهوا ببراعة تنقل تعابير وجهه بين الجبروت والقوة والقسوة، وبين الحب والإنسانية وحتى كوميديا الموقف الساخرة التي يتحلى بها البطل.

وراح البعض إلى مقارنة المسلسل بالأعمال التاريخية الكبرى، مؤكداً أنه سيبقى عالقاً في الذاكرة لفترة طويلة، بينما اعتبر البعض الآخر أزياء أبطال العمل أجمل وأروع من أكثر الماركات العالمية.

وليبقى للمشاهد العربي بحثه عن البطل الأسطوري “المفقود” في دنيا الألف الثالث..

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة