تكريم الدكتورة نازك أبو علوان عابد في بعقلين برعاية وزير الثقافة

برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا بالأديب الأزهري شوقي حمادة الذي مثّل أيضا النائب مروان حمادة، وبمناسبة مرور عام على غياب المرحومة الدكتورة نازك أبو علوان عابد، أقام منتدى الفكر التقدمي، نادي الكتاب اللبناني وعائلة المكرمة حفل تكريم إحياء” لذكراها في قاعة مسرح المكتبة الوطنية في بعقلين.

حضر الحفل د. ناصر زيدان ممثلا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، الشيخ فوزات العرم ممثلا سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، الأستاذ نبيل الدبيسي ممثلا النائب السابق نعمة طعمة، الأب إيلي كيوان، مفوض الثقافة في الحزب فوزي أبو ذياب، رئيس جمعية الخريجين التقدميين سامر العود ووفد من الهيئة الادارية ومن الجمعية، رئيس الأركان السابق اللواء الركن أمين العرم، العميد المتقاعد فادي سلمان، عميد كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية د هشام زين الدين، مدير المكتبة الوطنية الأستاذ غازي صعب، مدير ثانوية العرفان الأستاذ عفيف راسبيه، مفوض التربية والتعليم السابق في الحزب المحامي جلال ريدان، معتمد بعقلين المهندس وائل الفراجي، مختار بلدة المختارة الأستاذ بسام الغزال، رؤساء بلديات ومخاتير، رؤساء وممثلو جمعيات وأندية، عائلة وأصدقاء المكرمة، وجوه تربوية وثقافية، فعاليات إجتماعية وحشد من المهتمين.

عربيد
إستهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة تقديم من عضوة نادي الكتاب اللبناني ومديرة فرع الدكتورة نازك عابد في الشوف الأستاذة عبير عربيد الشعار رحبت فيها بالحاضرين، مستذكرة الراحلة بالقول: “إنّ الربيع باهت هذا العام، فقد فقدت الأزهار زهوها، وافتقد قوس قزح لمن كانت تحيي فيه الألوان، وما يعزّي بعد الرحيل ويسدّ الفراغ سوى إرثها وأثرها الباقيين اللذين توحدت وهما بالحقّ”.

ضو
وألقى الأستاذ أنور ضو كلمة منتدى الفكر التقدمي وجاء فيها: “أن تدنو من عالم نازك عابد في ذكراها كمن يدنو من بستان مثقل بالجنى، فهي التي تطعمك حبّة من قلبها قبل السلام عليها، وتغمرك بفيض من حنانها المتدفق”.

وأضاف مشيدا بمزاياها “هي نقيّة شفافة كقطرة الندى، قلبها لا يعرف الحقد أو الحسد، كانت تواجه الأمور بحكمة وعقلانيّة، أمام عزمها تصغر العظائم، وجبال إيمانها تهوّن المصاعب”، ومشيرا إلى وطنيتها التي درجت في مسار نضالي عريق منذ نشأتها في بيت أبيها الشيخ عارف أبو علوان إلى زواجها من المربّي الأستاذ فوزي عابد وقربها جغراقيًّا وروحيّا وإنسانيّا من المعلّم كمال جنبلاط الّذي غاصت في حكمته، وإستنارت بإشراقة معرفته، حيث أضافت من خلال خوضها غمار التربية والتعليم من تجربتها وفلسفتها فكان لها ثلاثة مؤلفات وهي “ثلاثمئة وستين يومَا مع كمال جنبلاط”، وكتاب “المزار”، ورواية “من أنت يا صفاء”.

وختم كلمته بتقديم الشكر إلى كلّ من أضاء شمعة وفاء في ذكرى الراحلة، مؤكدا أنها ستبقى حيّة في ضمير أبناء منطقتها ما امتدت الأيام.

أبو علوان
أما المحامي رجا عارف أبو علوان فقد ألقى قصيدة في المكرّمة جاء فيها: في البدء كان الثامن من أذار وكانت عيناك المشعّتان، يومها أنشدت المحبّة أسمى أناشيدها، وتجلّت في أبهى صورها، يومها وهبنا الله أروع عطاياه وأسماها، أقمت في القلوب وفي وجدان الكون مسيرتنا أزليّة باقية”.

أبو مطر
وفي كلمة للفنانة التشكيليّة جمانة أبو مطر صلاح الدين تطرقت خلالها إلى وفاء الأديبة الراحلة للمعلم كمال جنبلاط ومدى تأثرها به، ومما فقالت: “كأنها باتت تشبهه في الوعي والإدراك وفي تصوير العبارات الروحانيّة وكلماتها المتوهجة التي تحيي الروح، وتغرس الأمل في ظلمة الأيام، فغيابها أعتم القلب واكفهر له الوجدان، ودموعي التي تنساب في غيابها تعلن نغمة الحبّ لها والشجن لغيابها”، وأملت أن ما خطته لها من حروف على محراب الحب والتلاقي يجمعهما.

بشنق
بعدها كانت وصلة موسيقية من الأستاذ حسام بشنق بمعزوفة لأغنية “حاضرة رغم الغياب”، فشعاع الأديبة كان مضيئًا لم يخبو له ضوء ولم يخمد فيه وميض.

نصر
وبكلمات وجدانية تحدثت الدكتورة سوسن النجار نصر بإسم أصدقاء المكرمة حيث قالت: “أيا سيّدتي، وأمّي، ومعلّمتي، وقدوتي وصديقتي، أيتها الموحّدة الملتحفة بالنور، أيتها المرأة القائدة بالفكر المنير، والعقل الراقي، أيتها المربية المهذبة بسكون التواضع، وبرودة الحلم، وجمال الصبر والقبول، جئناك في أسبوع آلام المسيح راكعين بخشوع أمام مشكاة الأنوار، وفي مآقينا دمع مريم البتول في جمعة حزينة، وفي أعماق الذات نور وأمل بأنّ القيامة قدر لمن نذر نفسه لمعراج رابعة، ولمن نهل من فكر المعلّم المضيء، فعبر الجسر إلى الحياة الخالدة”.

وتابعت “دكتورة نازك أو “ماما نازك” وهو اللقب الأحبّ إلى قلبها، كانت تفيض بمعاني الأمومة وبأنهارها العذبة، دونما تفرقة أو حساب، فكم من يتيم سرّ خاطره بوجودها عوضا، وكم من صديق ناله من هذا الحبّ سندًا، وكم من قريب تناغم ويمّ عينيها الزرقاوين، لينهل وينهل ولا يشبع !”.

كما تحدثت عن عمق العلاقة التي جمعتهما وما اكتسبته منها من تجدّد في الحياة، وتمسّك بالجذور لا يتوقف، “فكانت بكلامها ووعظها وأخلاقها وتعاليمها نبراسًا لا يخبو نوره، وحضورها كان ولا يزال مشعا ونحن في حضرته لا يسعنا سوى الخشوع والشكر والعرفان لهذه المربية التي جعلتني إبنة، صديقة لعائلتها، والتي أسست من خلالها عائلات تتلمذت في مدرستها ونهلت من رسالتها التعليميّة الإنسانيّة القائمة على مبادىء الحقّ والخير والجمال، إضافة إلى أخوة كانوا لديها كبتلات زهرة اللوتس تتوهج بهم، ويشرق وجهها بمحبتهم”، لافتة “نحن محظوظون بمعرفة مخلوق النور الدكتورة نازك، ولتكن كتاباتها ،ودروسها، ومحاضراتها، وسلوكياتها وإنسانيتها شمعة مضاءة وسط أيامنا وليالينا”، لتنهي كلمتها بإهداء روح المكرمة أبيات شعر للمعلم كمال جنبلاط.

طراد
بدوره ألقى الأستاذ يوسف طراد كلمة نادي الكتاب اللبناني وجاء فيها: “عندما نزور هذا الصرح الثقافي الكبير، القائم على أرض الشوف الحبيب علينا أن ننزع هواجسنا قبل مجيئنا إلى هذه الأرض الطيبة التي زرع الرب فيها أرزه بيده. وخصّه برجالات كبار شهد لهم بالنخوة والذود عن الجار”، مشيرًا إلى رسالتي الشكر من البابا بولس الخامس عام 1860 وإكليمنضوس الثالث عشر عام 1756 لحماية المسيحين من الإضطهاد العثماني، ومن هؤلاء الشيخ علي جنبلاط، المطران أغوسطين البستاني الذي لقب بمطران الدروز، والسيدة نظيرة جنبلاط التي وصفت بكوكب البلاد الوضّاء، والزعيم كمال جنبلاط الذي قلّد تمثال السيّدة العذراء أثناء طوافها في البلدات اللبنانية عقدا من اللؤلؤ عائدًا إلى والدته، ورفع التقاليد القديمة الدرزية والمارونية إلى مستوى الدستور أو الميثاق، والرئيس وليد جنبلاط الذي أرسى المصالحة الوطنية مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ومسح جبين الوطن بعطر الفرح، وعلينا أن نأخذ العبرة من التجارب المؤلمة”.

واضاف ناقلا إحترام وتقدير رئيسة نادي الكتاب اللبناني الدكتورة سلام سعد لفكر الدكتورة نازك “الممزوج بالمفاهيم العقلية والدينية المجرّدة والمبلور بالفكر الصوفي الذي يشكل واحة سلام ولغة نور في ظلال الأيام، معتبرة أن السلام الفكري سيسود أرجاء الوطن حين خصص فرعٌ لنادي الكتاب اللبناني في الشوف وأطلق عليه اسم الدكتورة نازك، هذا النادي الذي يجمع المثقفين من جميع أرجاء الوطن”.

عابد
وكانت الكلمة الختام لعائلة المكرمة الراحلة ألقاها نجلها المهندس مازن عابد قال فيها: “أقف اليوم في موقف مهيب، وقفة صعبة في هيكل روحها، وأمام حضرتكم، ونحن الذين اعتدنا أن نقف معها وإلى جانبها في هذا الصرح لتوقيع كتاب أو مناقشة فكر أو إحياء تراث”، لافتا إلى “مزايا الراحلة ومواقفها الفكرية والنضالية، ووصاياها بما في ذلك ما تجلّى من فيض المعلّم كمال جنبلاط في فكرها ببعده الإنساني والمعرفي والفلسفي، وما شكلته مع رفيق دربها خلال خدمة الناس في حقل التربية والتعليم من تلاقٍ على القيم والمبادىْ والأخلاق، وما أسسته من خلال فكرها ومحبتها من عائلة روحية لهم لا يعرف لها مدى وكان من تجليّاتها غرس أرزتين الأولى في غابة أرز الشوف بمبادرة من الدكتورة سوسن النجار نصر، والثانية في غابة أرز بشري بمبادرة من الأستاذة إيزبيت رحمة جعجع”.

وختم شاكرا رئيسة نادي الكتاب اللبناني على تسمية فرع الشوف وعاليه بإسم المكرّمة الغائبة، كما توجه بالشكر إلى “جميع الذين شاركوا بكلماتهم وحضورهم، وإلى الأستاذ غازي صعب على رعايته ومواكبته لفكر الراحلة منذ البدايات، والرئيس وليد جنبلاط على عنايته وتوجيهه الدائمين وحرصه على الإهتمام بالنواحي الحضاريّة والتطويريّة في منطقة الشوف، وكل من رافق المكرّمة من قامات فكرية وثقافية والرفيقات والرفاق في الحزب التقدمي الإشتراكي، جمعية الخريجين التقدميين، والإتحاد النسائي التقدمي، آملًا أن نبقى على عهد الفكر والمبادىء”.

تخلّل الحفل عرض صور عن أبرز محطات حياة الراحلة ومقابلات أجريت معها تحمل رسالة إجتماعية تربوية تتعلّق بدور الأم وتربية الأبناء وغيرها من العادات المعروفيّة الأصيلة، ومقاطع من فيلم الشاهد والشهادة ثوثّق وصولها إلى جثمان المعلّم كمال جنبلاط إثر إستشهاده.

الانباء الألكترونية

مقالات ذات صلة