صواريخ الجنوب أنقذت نتانياهو وأضعفت الدولة!

في الوقت الذي كان يعاني فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أزمة داخلية هددت بفرط حكومته،أتى إطلاق الصواريخ من لبنان ولو على خلفية للإعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى،ليوحد الإسرائيليين في مواجهة ما يعتبرونه خطرا يأتيهم من الشمال والجنوب أي من قطاع غزة.

وقال متابعون للأوضاع على الساحة الجنوبية اللبنانية إن ما جرى حمل دلائل متعددة وهي:

-أولا أن لا وجود للدولة اللبنانية وأن استخدام الجنوب كساحة لإرسال الرسائل واللعب على حافة هاوية الحرب لن يتوقف وأن القائمين بهذه اللعبة الخطرة هم من اللبنانيين وغير اللبنانيين الذين لا يتوقفون عند مصلحة لبنان.

-ثانيا لا يمكن فصل ما جرى عما يحصل في سوريا جراء الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع يستخدمها الحرس الثوري الإيراني لتطوير القدرات العسكرية وتخزين الأسلحة،وقد أسفرت هذه الغارات مؤخرا عن مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين وكان لا بد من الرد فاستخدمت الأراضي اللبنانية بهذا الغرض.

-ثالثا ربما أراد حزب الله مما حصل اختبار قوة الدفعات الإسرائيلية في مواجهة صواريخه ولا سيما القبة الحديدية في حال اندلاع إي حرب واسعة بين الجانبين في المرحلة المقبلة.

-رابعا رغم أن الحظ ساهم في ضبط التصعيد الأخير،إلا أن سقوط قتلى في أي جانب من الجانبين سيفاقم التوتر والخطر أكثر فأكثر وقد يؤدي إلى حرب شاملة.

إن الأضعف في كل حلقة العنف هذه هو لبنان وتحديدا لبنان الرسمي،فقراره مصادر ولا يملك الحق ولا القدرة على ضبط الوضع في الجنوب ومنع أي أعمال تأتي على اللبنانيين بالخراب والدمار،ويبلغ مستوى العجز الرسمي أن فصائل فلسطينية لا ترتبط بالمصلحة اللبنانية بأي صلة تمارس أعمالا عسكرية من لبنان وتتحدى وتتخطى السيادة اللبنانية وهي ضامنة أنها لن تتعرض إلى أي مساءلة أو ملاحقة لا سيما وأن لديها غطاء من قوة عسكرية أفرادها لبنانيون هي حزب الله.

إن أضعف الإيمان لدى الدولة اللبنانية يفترض أن يتمثل بنزع السلاح الفلسطيني من داخل وخارج المخيمات وأن تضبط أمنها ومداخلها وهو ما ليس متوفرا بالمرة حاليا إذ كيف يمكن لفلسطينيين أن ينقلوا عشرات الصواريخ و منصات إطلاقها في القطاعين الغربي والشرقي من الجنوب ويقوموا بنصبها ولا يمكن اكتشافهم فإما عجز وإما تواطؤ.

كان يفترض بالسلطة التي من حقها وواجبها أن تشكو إسرائيل أمام مجلس الأمن أن تستدعي أيضا قادة الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي وأن تبلغهم رسالة واضحة بأن لبنان ليس أرضا مستباحة وأن تعريض أمنه وأمن اللبنانيين للخطر خط أحمر سيحاسب من يلعب به.

بسام أبو زيد

مقالات ذات صلة