على طريقة أفلام “الأكشن” الهوليودية: نجيم وبوغصن ورحمة ينافسن توم كروز… أين الدراما؟

تتنافس الممثلات اللبنانيات نادين نجيم، ماغي بوغصن ودانييلا رحمة في الموسم الرمضاني 2023 في تصدير صورة المرأة الخارقة أو الجبارة، بحيث يظهرن في أعمالهن الدرامية على طريقة أفلام “الأكشن” الهوليودية، وكأنهن ينافسن توم كروز في “مهمته المستحيلة”، فيدخلن في مغامرات ومعارك مع رجال المافيا، ويتجاوزن المخاطر والموت بسهولة وبطولة “كرتونية مضحكة”.

فنادين نجيم في مسلسل “وأخيراً”، تحاول أن تكرّس صورتها كـ”بطلة شعبية” خارقة، عبر شخصية “خيال”، التي تتصدى لرجال المافيا والمخدرات، للدفاع عن زميلاتها اللواتي اختطفن، فتقف في وجه المدفع، ضمن سلسلة حركات “مقلدة” ومقتبسة بطريقة ركيكة من أفلام “الأكشن”، وتستطيع بـ “قواها الخارقة” أن تتسلل وتهرب من دون أن تلقطها كاميرات المراقبة المنتشرة في القبو، وتسرق السلاح والهاتف النقال بخفة لا يلاحظها رجال العصابات، وتبدو ذات خبرة في التعامل مع تجار المخدرات أكثر من رجال العصابة أنفسهم، فهي التي قادتها “فطنتها الخارقة” الى أن تكتشف في آخر لحظة أن الحقيبة مفخخة، فتقوم برميها من فوق الجسر في مشهد استُهلك في كثير من الأفلام العربية والأجنبية.

نادين التي تجتهد لتكون بطلة “حركة وأكشن” في المسلسل، والتي أبدت استياءها من حذف بعض مشاهدها، أو “كب كلوزاتها وركشناتها” من العمل، كما قالت عبر حسابها على “تويتر”، لم تفلح في أن تكون تلك “البطلة الخارقة” في هذا السباق الرمضاني، إذ ينقص العمل المضمون الدرامي القوي الذي يتماشى مع كل هذا “الأكشن” الذي تقدمه نادين، فالعمل يعتبر الأضعف ضمن المسلسلات المشتركة، لأن قصة رجال المافيا والمخدرات والخطف “نفذ رصيدها” في الدراما منذ سنوات،

وعلى الرغم من نجاح ثنائية نادين نجيم وقصي خولي في “خمسة ونص” و”عشرين عشرين”، إلا أن هذه الثنائية تبدو باهتة في “وأخيراً”، وخصوصاً أن خولي يقدم دوراً لا جديد فيه.

وليس بعيداً عن نادين نجيم، نجد ماغي بوغصن وشريكتها دانييلا رحمة في الموسم الثالث من “للموت” بعد أن غرقت سيارتهما في البحر واحترقت، بُعثتا للحياة من جديد، وبدأتا “إعادة تدوير” مغامراتهما في الموسمين السابقين مع المافيا والعصابات. فعلى الرغم من أن “ريم” و”سحر” قررتا “التوبة”، وفضلتا العمل في ملهى ليلي في تونس و”الرقص على العمود” كما ظهرتا في الحلقة الأولى، الا أن “التوبة لم ترضَ بهما” ووضعهما “السياق الدرامي” في طريق “كارما” لتبدأ سلسلة “الأكشن المستهلك”. وكما في الموسمين الأول والثاني تُصدر ماغي أو “سحر” نفسها على أنها العقل المدبر والعبقرية الفذة، في صراعها مع العصابات، بينما دانييلا تُظهر قدرات خارقة تفوقت فيها على “سبايدرمان” في مشهد التسلل والوصول إلى ماغي المختطفة في القصر ومحاولة انقاذها.

عودة مسلسل “للموت” إلى الحياة بموسم ثالث، يأتي من دون مبرر درامي، لكنه استنزاف للموسمين السابقين، إذ تتمسك ماغي بشخصية “سحر” التي أخرجتها من حصارها في أدوار الكوميديا الخفيفة، التي لا تميل إليها وتفضل أن تثبت نفسها كممثلة تراجيدية أكثر منها كوميدية، فيما تبدو دانييلا كالتابع لماغي وتكرران نفسيهما من دون تقديم أي إضافة درامية جديدة للشخصيتين في عودتهما “العجائبية” الى الحياة، وبقيتا تدوران في فلك الماضي، في حين أن مشاركة الفنانة ورد الخال في الموسم الثالث كانت انقاذاً له، عبر شخصية “كارما”، التي جذبت المشاهدين، وأخرجتهم من رتابة “مغامرات ريم وسحر” وتكرارها.

رحاب ضاهر- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة