“للموت 3″ و”وأخيراً”: الخضرة والماء والوجه الحسن!
في زمن نغرق فيه نحن اللبنانيين في بحر من الازمات، ونحترق بنار الانهيار الاقتصادي، ونصوم فيه عن أدنى حقوقنا، يهلّ هلال موسم شهر رمضان الدرامي، ليبلّ قلوبنا بمجموعة مسلسلات قد تبعدنا عن واقعنا الشبيه بنار جهنم، وقد تشبع جوعنا بغناها الفني على كافة الصعد.
اثنان من هذه الاعمال بدأتُ متابعتهما، “للموت 3” و”وأخيراً”، وسأسمح لنفسي أن اطلق عليهما مقولة “الخضرة والماء والوجه الحسن”.
ثلاثة وجوه لبنانية، تقول لقمر الشهر الفضيل، “ميّل لأقعدلك بديل”، حضورهن يبلّ القلب بلّة مزدوجة، “دشش” على حدّ تعبير فادي ابي سمرا، سيتمّ انتشالهن من الماء، لتنطلق مغامراتهن بين تونس الخضراء ولبنان… الذي كان أخضر.
البلّة الاولى، بطلها الثنائي ماغي بو غصن ودانييلا رحمة، فجمهور سلسلة “للموت” (انتاج “ايغل فيلمز”، تأليف ندين جابر، اخراج فيليب اسمر) وعشاق سحر وريم اطمأنوا “وأخيراً”، الى مصيرهما. فبعد سنة صعبة على كافة اللبنانيين، “حرقت سلّافهم” على كافة النواحي الاقتصادية والسياسية والحياتية، وزاد طينها بلّة انتحار سحر وريم في البحر، جاء الفرج. الحلقة الاولى من الجزء 3، جعلتنا نضع أيدينا وأرجلنا في ماء باردة، بعد معرفتنا أن سحر وريم حيّتان ترزقان، وتعيشان حياة جديدة في احد الاحياء الشعبية في تونس.
بلّة القلب الثانية بطلتها نادين نسيب نجيم التي عادت وأخيراً الى المنافسة الرمضانية بعد غياب في الموسم السابق، من خلال “وأخيراً” (انتاج “سيدرز آرت برودكشن- الصبّاح”) وبدور “خيال”. تماماً مثل سحر وريم في نهاية “للموت 2” رمت خيال نفسها في البحر مع بداية مسلسل “وأخيراً”. ومثلهما تمّ انقاذها على يد ياقوت (قصيّ خولي) الذي سيغرق في حبها، لتبدأ هي الأخرى حياة جديدة في مكان جديد، الحيّ الشعبي لعائلة حبيبها. ويبدو أن نجماتنا اللبنانيات، بطلات الدراما اللبنانية السورية المشتركة “مش ناويين يجيبوها البرّ” حسب التعبير المصري. الماضي الأسود لكل من سحر وريم وعلى ما يبدو “خيال” ايضاً، سيطاردهن ويغرقهن في بحر من المشكلات والمغامرات والاكشن والتشويق.
من المسلسلات اللبنانية – السورية المشتركة، التي كنت اترقبها على نار ايضاً، مسلسل “النار بالنار” من انتاج شركة “الصباح” وتأليف رامي كوسا وبطولة عابد فهد وجورج خباز وكاريس بشّار. ولكن من الصعب متابعة كافة الاعمال في وقت واحد، واعترف أنّ الغطس في بحر المغامرات وراء سحر وريم وخيال، مغر جداً، وسحبني كدوّامة البحر أولاً. ولنا طبعاً عودة مع السلسلات الثلاث قريباً، مع نقد نتمنى أن يبلّ قلب الصنّاع ولا يكون لاذعاً كالنار.
جوزفين حبشي