«نزار قباني».. يحاكي سيرة أديب دمشقي

يعتبر مسلسل ««نزار قباني» من أبرز الاعمال الدرامية السورية التي جسدت حياة الشاعر والديبلوماسي السوري الكبير، وعرض العمل على الفضائيات العربية والسورية دون توقف، كما ترجم إلى اللغة الإنجليزية، ويعاد عرضه من وقت لآخر، مكتسبا أهمية كبيرة، لأنه يحاكي من خلال سيرته الذاتية أديبا دمشقيا ملأ الدنيا بأشعاره الجميلة وشغل الناس، إنسان أصيل نهض متمردا على كل الأفكار البالية، والتقاليد المورثة الصدئة، هذا الشاعر السوري كان أساطير النغم، ونجوم الغناء يتوقون الى تلحين وغناء قصيدة له، بل إن عصرا جديدا بدأ مع أشعاره.

والمسلسل من إنتاج شركة الشرق السورية عام 2005 وكتب السيناريو الأديب قمر الزمان علوش استنادا الى السيرة الذاتية للشاعر نزار قباني، من إخراج باسل الخطيب، وقام بدور نزار قباني في شبابه الممثل السوري تيم حسن، وأدى دوره في شيخوخته سلوم حداد، وشارك في العمل: أسعد فضة وصباح الجزائري وقمر خلف ورنا أبيض وطلحت حمدي وتاج حيدر.

ويقول محمد عبدالوهاب وهو موشك على تلحين «أيظن أني لعبة بيديه»: هذه القصيدة تمثل تطورا لجيل عربي جديد، جيل يقرأ الصحف، ويجلس في المقاهي، يحق للفتاة فيه أن تترك يدها في يد حبيبها لتنام كالعصفور، ولفستانها أن يرقص على قدميه، فقد كان عبدالوهاب يدرك أن نزار ظاهرة شعرية يجب سريعا اللحاق بها، وإلا فاته الزمن. ويبرز العمل سيرته المهنية والعديد من الفنانين الذين تغنوا من أشعاره، وأبرزهم «كوكب الشرق» السيدة أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، و«العندليب» عبدالحليم حافظ، ماجدة الرومي، كاظم الساهر، وكيف اكتسب شهرة ومحبة واسعة جدا بين المثقفين والقراء في العالم العربي، في الوقت الذي كان يتقن اللغة الإنجليزية، خاصة أنه تعلم تلك اللغة على أصولها، عندما عمل سفيرا لسورية في لندن بين 1952 و1955.

يذكر ان الشاعر الكبير نزار قباني ولد في الواحد والعشرين من مارس عام 1923 في مدينة دمشق لعائلة أدبية تجارية، فوالده توفيق قباني كان مالكا لمصنع شوكولا، بينما الكاتب والمسرحي أبو خليل القباني هو أحد أقاربه، ودرس بين 1930 و1941 في مدرسة الكلية العلمية الوطنية التي كانت مملوكة في وقتها لصديق والده أحمد منيف العايدي، تابع نزار دراسته في جامعة دمشق في كلية الحقوق. عمل نزار في السلك الديبلوماسي السوري من عام 1945 حتى عام 1966، بينما تبقى أعماله الشعرية هي البصمة الأهم في تاريخ الأدب العربي والعالمي، وله العديد من الدواوين الشعرية، منها: «كتاب الحب، مائة رسالة حب، قصائد متوحشة، أشعار خارجة عن القانون، إلى بيروت الأنثى، مع حبي، أشهد أن لا امرأة إلا أنت، كل عام وأنت حبيبتي»، وتوفي في لندن في 30 ابريل عام 1998 ودفن في دمشق.

الانباء

مقالات ذات صلة