“ليلة السقوط”.. دراما عربية تستعيد فظائع تنظيم داعش

بعد أن تم تأجيل عرضه في العام الماضي، ورغم أن عملية تصوير حلقاته بدأت منذ عامين، يرى مسلسل “ليلة السقوط” النور في الموسم الرمضاني الحالي، وهو من إنتاج مشترك بين مصر وسوريا والعراق.

مسلسل «ليلة السقوط» يوثق جرائم تنظيم داعش وحقيقة وقوف الشعب العراقي بمختلف أطيافه في مواجهة ما حل بهم. خلال سقوط الموصل في يد تنظيم الدولة الإسلامية في العاشر من يونيو 2014، وحتى العام 2017.

وحين نجحت القوات العراقية بالتعاون مع «قوات الحشد الشعبي» و«قوات البيشمركة الكردية»، في استعادة السيطرة على المدينة في العام 2017، وجدت سكانها في مواجهة كارثة إنسانية؛ فأعداد القتلى والجرحى قدر بعشرات الآلاف، ويقدر عدد من فروا من منازلهم بنحو أكثر من مليون، في حين اندثرت أحياء بأكملها وسويت منازلها بالأرض، ولا تزال بعض البنى التحتية الأساسية مدمرة بالكامل.

ويضم مسلسل “ليلة السقوط” 150 من الفنانين العرب ومنهم طارق لطفي، صبا مبارك، باسم ياخور، كندا حنا، جواد شكرجي، محمد قنوع، ذوالفقار خضر، كادي القيسي، رياض شهيد، ألاء نجم، ميلاد يوسف، أحمد صيام، والمسلسل من تأليف مجدي صابر، ومن إخراج ناجي طعمي.

وهذه التوليفة العربية تجعل المسلسل أمام تحدي إيصال رسالته، فكيف لكاتب مصري، ومخرج سوري، وممثلين من جنسيات عربية متنوعة، بنص يراوح بين اللهجة البيضاء واللهجة العراقية أن يستطيع تجسيد معاناة الموصل وإيصالها إلى المجتمعات العربية على اختلافها.

ويتناول المسلسل قضايا مرتبطة بالموصل في فترة سيطرة داعش عليها كالتعامل مع السبايا الإيزيديات، والإرهاب الذي سلّط على المسيحيين العراقيين وأجبر أعدادا كبيرة منهم على الهجرة، فضلا عن الظروف المأساوية التي عاشها سكان الموصل برمَّتهم في تلك الفترة التي امتدت لنحو ثلاث سنوات من 2014 حتى 2017.

ويلعب الممثل المصري طارق لطفي أحد أدوار البطولة في المسلسل، متمثلة في شخصية أبوعبدالله الدباح، وهو اسم درامي ولا يمت للواقع بصلة لكن الشخصية بتركيبتها وأفعالها تشبه العديد من قادة داعش.

وطارق لطفي من أكثر الممثلين العرب الذين يبرعون في أداء أدوار الشر، واكتسب شهرة واسعة في ذلك، منذ أدائه خلال الموسمين الرمضانيين الماضيين حيث شارك في مسلسل “القاهرة كابول” الذي تناول التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة العربية، وحتى في مسلسل “جزيرة غمام” الذي يبتعد قليلا عن موضوع الإرهاب والتطرف فقد لعب الممثل دور “خلدون” وهو رجل شرير يسعى إلى بث الفتن وتأجيج الخلافات بين الناس.

وإلى جانب الحضور الذكوري للمقاتلين مع داعش والمقاومين له على حد السواء، يركز المسلسل على المرأة العراقية المقاومة للتنظيم الإرهابي وعناصره، ومدى قدرتها على تقديم الدعم ومساندة الرجال في المواقف الصعبة، وعدم الاكتفاء بالبقاء في المنزل، لكنه يتطرق أيضا للمرأة المجندة ضمن عناصر التنظيم والتجاوزات التي يمكن أن ترتكبها في حق غيرها من النساء.

ومن الأدوار النسائية المهمة في المسلسل، تحضر الممثلة الأردنية صبا مبارك في دور طبيبة إيزيدية تقع في أسر تنظيم داعش بالعراق، وتتعرض للتعذيب والتنكيل، وتقدم من خلال شخصيتها هذه صورة عمّا تعرضت إليه النساء الإيزيديات من انتهاكات ومعاناتهن من بطش عناصر التنظيم.

وكان اختيار المؤلف المصري مجدي صابر لكتابة المسلسل قد أثار جدلا، حيث ربط البعض بين ديانته القبطية وعدم قدرة على الالمام بكل تفاصيل الجماعات التكفيرية الإسلامية ومنهجها الديني. إلا أن المؤلف شدد في العديد من التصريحات على أن اختياره من قبل شركة الإنتاج لكتابة “ليلة السقوط” كان بسبب نجاحاته السابقة وليس بسبب ديانته، مبينا أنه بحث لثمانية أشهر قبل الشروع في كتابة المسلسل، واعتمد على شهادات حية لأشخاص عايشوا احتلال داعش للموصل ومعاناتهم الشخصية، كما اطلع على الفتاوى التي أصدرها شيوخ التنظيم لتحليل جرائمهم باسم الدين.

وأوضح صابر أن الهدف من العمل هو تقديم صورة عن واقع أليم عاشه أهل الموصل على أمل ألا يتكرر مرة أخرى، فـ”كثيرون في العالم العربي يسمعون بـ’داعش’ وانتهاكاته الكبيرة، لكنهم لا يعلمون حقيقته ولا يدركون حجم العنف والدمار الذي خلف في العراق وفي نفوس العراقيين، لذلك يأتي ‘ليلة السقوط’ ليقدم توضيحًا دراميًّا لما فعله من يدَّعون الإسلام، وأنهم ينشرون تعاليمه، في حين أن الإسلام منهم براء”.

العرب

مقالات ذات صلة